إيران فى النظام العالمى الجديد - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 9:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إيران فى النظام العالمى الجديد

نشر فى : الأحد 15 مايو 2022 - 9:30 م | آخر تحديث : الأحد 15 مايو 2022 - 9:30 م
نشر موقع Eurasia Review مقالا بتاريخ 5 مايو للكاتبة ماريا معلوف، تناولت فيه تصريحات المرشد الأعلى الإيرانى بشأن أن إيران سيكون لها دور قوى فى النظام العالمى الجديد (بسبب الحرب الأوكرانية)، ثم فسرت كيف ستفشل إيران فى لعب أى دور رائد فى هذا النظام... نعرض من المقال ما يلى:
قبل أسبوعين، أعلن المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى أن «العالم على أعتاب نظام عالمى جديد» وأن طهران سيكون لها دور قوى فى إنشائه. كانت هذه هى الرسالة التى وجهها أكبر رجل دين فى إيران إلى الطلاب فى الجامعات الإيرانية. فى الماضى، كان خامنئى يوجه ملاحظاته حول مستقبل السياسة العالمية إلى مجلس الخبراء الإيرانى. هذه المرة، الخطاب موجه لجمهور مختلف.
وفقا لخامنئى، هناك العديد من الطلاب الذين يدرسون فى جامعات فى الولايات المتحدة لكنهم فى نفس الوقت يكرهون المساعى الإمبريالية الأمريكية. وحث جمهوره (الطلاب) على البدء فى الاتصال بهؤلاء الطلبة الإيرانيين فى أمريكا لتعريفهم بإيران وإعلامهم بشخصيتها الحقيقية وصفاتها بعيدًا عن انحيازات وادعاءات وسائل الإعلام الغربية.
خامنئى، فى خطابه، شدد على حقيقة أن إيران ستكون واحدة من الدول الرائدة فى هذا «النظام العالمى الجديد». توقعاته مبنية على أن إعادة ترتيب السياسة الدولية ستنتهى باستبدال النفوذ الأمريكى، وهذا يرجع إلى حقيقة أن كلا من الرأسمالية والنفوذ الغربى آخذان فى التآكل، وبالتالى فإن تراجع الولايات المتحدة أمر لا مفر منه.
المرشد الأعلى قال أيضا إن أمريكا تزداد ضعفا يوما بعد يوم وأقام صلة بين ظهور نظام عالمى جديد والحرب فى أوكرانيا، كما نصح الشعب الإيرانى بالاستعداد لنشوء هذا النظام العالمى الجديد ووصفه بأنه يتجه نحو التعددية القطبية والابتعاد عن ثنائية القطب أو أحادية القطب التى هيمنت منذ فترة طويلة على السياسة العالمية.
ومع ذلك، لم يقدم خامنئى تفاصيل حول الآلية التى ستحدث من خلالها هذه التغييرات الجذرية. ولم يحدد الدور الذى ستلعبه إيران فى مثل هذا التحول الضخم فى السياسة الدولية. كما أنه لم يذكر الخاسرين والرابحين من انحدار أمريكا. وبالمناسبة، لم يشرح خامنئى كيف ستغير الحرب بين روسيا وأوكرانيا أسس السياسة الدولية.
على كل، توقعات المرشد الأعلى جاءت فى الوقت الذى تتفاوض فيه إيران والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووى للأولى. إلا أن تضاؤل الوجود العسكرى الأمريكى فى المنطقة لا يترجم بالضرورة إلى تعزيز القوة النووية الإيرانية. فالولايات المتحدة ستحتفظ بالتفوق العسكرى مقارنة بإيران التى لا تستطيع إنفاق الكثير من الأموال على جيشها وبالتالى لن تكون قادرة على تجاوز القوة العسكرية الأمريكية الهائلة. ونتيجة لذلك، ربما تحاول إيران الانخراط مع دول أخرى فى العالم، خاصة بعد رفع العقوبات عنها.
ومع ذلك، يمكن رفض إيران فى محاولتها زيادة مستوى اتصالاتها مع العالم الخارجى. فمعظم الدول تعرف أن الدولة الإيرانية راعية للإرهاب. كما أنهم يدركون تمامًا حقيقة أن إيران تقمع شعبها وأنها ليست دولة ديمقراطية ولا يمكن لطهران إخفاء سجلها الرهيب فى مجال حقوق الإنسان عن بقية العالم. وبناء على ذلك، إذا كانت إيران حالة نظام سياسى فاشل، فكيف يمكن لسياستها الخارجية أن تكون عاملا مساعدًا لتغييرات شاملة فى علاقاتها مع الدول؟!
بكلمات أخرى، يعرف العالم أن سياسة إيران الخارجية لها هدف خاص، وهو الهيمنة الإقليمية وتمزيق النسيج الاجتماعى والسياسى المتماسك للعديد من المجتمعات، فكيف يمكن أن تكون رائدة فى الدوائر الدولية عندما تقوم دبلوماسيتها على الإضرار بالمصالح الوطنية للدول الأخرى؟!
على الأرجح، ستجد إيران أنه من الكافى أن تكون عضوًا فى التجمعات الدبلوماسية مثل منظمة شنجهاى للتعاون، والتى تعد حاليًا دولة مراقبة فيها. ومع ذلك، إذا رفضت الصين وروسيا محاولة إيران لنيل العضوية الكاملة، فسيكون ذلك بمثابة صفعة على وجه قادة طهران. هذا الرفض يبعث برسالة مفادها أنه على الرغم من الدور الرائد لإيران فى مجال العلاقات الدولية، فإن الدولتين الأكثر دعمًا لها لن تسمحا لها بأن تصبح عضوًا كاملا فى اتحاد إقليمى مهم كمنظمة شنجهاى. باختصار، لا يمكن لإيران إحداث تغيير فى السياسة الدولية على أساس تحالفها مع الدول المناهضة لأمريكا.
مجمل القول، إذا كان تصريح خامنئى يمثل توقعا لمستقبل السياسة العالمية، فإن إيران ليس لديها أى شىء جيد أو إيجابى للمساهمة به فى تحسين علاقاتها مع الدول الأخرى.
ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات