«كلمة وطن».. المخابرات تفتح «صندوقها» أمام المصريين - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«كلمة وطن».. المخابرات تفتح «صندوقها» أمام المصريين

نشر فى : الأحد 15 يوليه 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 15 يوليه 2012 - 8:34 ص

ظل جهاز المخابرات العامة المصرية منذ إنشائه قبل 57 عاما بمثابة الصندوق الأسود بالنسبة للمصريين، لم يعرف أحد عنه شيئا.. حتى رئيس الجهاز السابق نفسه لم نكن نعرفه إلا مع ظهور اسم اللواء عمر سليمان للأضواء فى خضم العمل السياسى. كانت العلاقة بين المواطنين المصريين والمخابرات قائمة على الأعمال الدرامية والسينمائية التى قدمت، وكشفت القناع عن بعض الشخصيات وأعمالهم البطولية، وأشهرها «دموع فى عيون وقحة ــ رأفت الهجان ــ الصعود إلى الهاوية ــ فخ الجواسيس ــ السقوط فى بئر سبع ــ إعدام ميت»، وكم تعلقنا جميعا بالضابط محسن ممتاز الذى جسده يوسف شعبان وهو يؤهل العميل 313، والريس زكريا الذى جسده صلاح قابيل، وهو يعد جمعة الشوان لدرجة أن المشاهدين كانوا يربطون بين هؤلاء النجوم ودورهم المخابراتى. وللمرة الأولى بعد ثورة 25 يناير العظيمة نرى جهاز المخابرات، وقد بدأ يتغير شأنه شأن امور ومفاهيم وتابوهات كثيرة تغيرت، وبدأ يتفاعل مع المصريين، حيث قام بإنتاج فيلم وثائقى بعنوان «كلمة وطن» بمناسبة مرور 57 عاما على إنشائه، حاول فيه استعراض لمحات من تاريخه البطولى ودوره الوطنى فى الداخل والخارج، وأهمية وجوده. استوحى الفيلم صوره من شعار الجهاز، وهو صقر ينقض على أفعى، حيث نرى المشهد يقفز وسط صوت يقول» الطامعين فى انتظار غفلة الأمن ليقتنصوا مصر الجائزة الكبرى «والشريط يمر على عهد عبدالناصر الذى وقف عنده أكثر ربما لأنه أسس الجهاز فى عهده، وكذلك فترة الرئيس السادات وجاء مبارك فى لقطة على استحياء، ويذكر الفيلم قائمة العمليات الناجحة التى قادها الجهاز على مر السنين بالكشف عن شبكات تجسس إسرائيلية وأمريكية أو مصريين تم تجنيدهم من تل ابيب. وكان اللافت للنظرالتأكيد بأن المخابرات العامة هيئة مستقلة وهو مغزى كبير وربما يكون رسالة موجهة للجميع».

 

إذا كانت المخابرات تشعر بأن هناك حملة شائعات موجهة ضدها، وأرادت أن تقول للشعب لا تحكموا علينا بناء على شائعات فهل انتاج فيلم وثائقى مدته 40 دقيقة أوقع أم تقديم أعمال فنية كالتى أثرت فى الناس هى الأوقع أم تقديم تلك المسيرة بشفافية عبر حلقات تليفزيونية على مدى شهر مثلا حتى لا تغفل شيئا من التاريخ ومالها وما عليها. إذا كانت نوايا تقديم هذا الفيلم الوثائقى حسنة لإعادة الثقة وأشياء أخرى فأرى ان صورته الدرامية افتقدت إلى حد ما إلى العمق فى تأثيرها، فقد مرت لاهثة دون كشف أعمق لحقيقة الحدث والوقوف على ما دار بين أطرافه، ويبدو أنه كان من الأفضل ــ فى حال تعزر خروج أعمال درامية عن رجال المخابرات فى وقت سريع ــ أنه كان يتم تقديم عدة أفلام تسجليلية أو برنامج تليفزيونى على حلقات لمدة شهر مثلا مع رؤية وصورة وسيناريو جذاب وربما يمكن الاستعانة أيضا بمخرج ذى مفردات وإمكانات خاصة ليعرف الأجيال الجديدة من الشباب حقيقة دور أجهزة المخابرات وما حدث فى ماضيه وحاضره وليطمئن على مستقبله.. يعرف التاريخ بكل وجوهه ويتلمس الإجابة عن تساؤلات حائرة، وهو ما لم يكن متوفرا فى الفيلم الوثائقى رغم قيمة الهدف.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات