أوباما إخوان!! - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوباما إخوان!!

نشر فى : الجمعة 15 سبتمبر 2017 - 10:15 م | آخر تحديث : الجمعة 15 سبتمبر 2017 - 10:15 م
أعجب لبعض المتعصبين من أبناء الحركة الإسلامية حينما أراهم تارة يدعون على الشيخ محمد حسان بحجة أنه خذل الإخوان، وتارة أخرى بالدعاء على الشعب المصرى الطيب بمزيد من الغلاء لأنه ترك مرسى واختار السيسى مع أن معظم الشعب المصرى غير مسيس فى الأصل ولا يريد من حكوماته المتعاقبة إلا الستر ولقمة العيش الكريمة ولا يحب الاقتراب من الحكومات ولا عداوتها، أوعلى عمرو خالد لأنه حرض على قتل المسلمين حسب زعمهم وكأن الرجل كان يمسك رشاشا يقتل به المسلمين أو ميكروفونا يدعو منه على قتلهم، وهذا والله كله هراء، أو على حسين يعقوب لأنه خذل مرسى، ومرات كثيرة على حزب النور ومعظم السلفيين لأنهم لم يقفوا بجوار د/مرسى ووقفوا ضده، وأحيانا على كل شعوب الخليج «ما عدا قطر طبعا» بالفقر والجوع وأن يعودوا فقراء كما كانوا منذ قرن تقريبا وكأن جوع هذه الشعوب سيسعدهم أو يدخل الفرحة على قلوبهم ناسين أن غنى هذه الشعوب كان سببا فى غنى الملايين من الأسر المصرية ولعل بعض هؤلاء المعتدين فى الدعاء استفادوا من ذلك كثيرا وما زالوا يستفيدون وينعمون بخيرات هذه البلاد ثم ما شأن هذه الشعوب بسياسات حكامهم فلا هم صناع هذه السياسات ولم يستشاروا فيها ولا يستطيعون الاعتراض عليها أو حتى الحديث عنها.

وتارة تجد البعض منهم يدعو على الأمريكان والروس والفرنسيين والألمان، أو يفرحون بما أصاب الأمريكان فى إعصار إيرما، ويتمنون لكل من خالفهم الهلاك والدمار، والخلاصة أن البعض ممن اسودت قلوبهم ونفوسهم يكادون يدعون على معظم العالم تقريبا.

هذه والله قلوب أقسى من الحجارة، فالحكومات غير الشعوب، والشعب الأمريكى لا علاقة له من قريب أو بعيد بسياسات حكومته، وإذا كنت ستدعو على كل هذه الشعوب المسلمة وغير المسلمة بالويل والهلاك والدمار فمن سيبقى من البشرية ليحمل رسالات السماء، أو يعمر الكون أو ينشر الحضارة أو يخترع للناس ما ينفعهم.

وأى قلب ذلك الذى يحمله هؤلاء، إنه كالحجارة أو أشد قسوة، وأى ذنب فعله كل هؤلاء الدعاة والعلماء والشعوب لتصب عليهم اللعنات والويلات والغضب.

ألم نتعلم شيئا من الرسول «صلى الله عليه وسلم» الذى كان يدعو للناس ولا يدعو عليهم، ويحب هدايتهم وخيرهم وبرهم، وكان لا يكره الكافر والفاسق والظالم، ولكنه كان يكره كفره وفسقه وظلمه، ولو كان يكرههم ما دعاهم للإسلام، وما كان أرسل تلك الرسالة الرقيقة الودودة لمثل خالد بن الوليد قبل أن يسلم وهو الذى قتل عددا كبيرا من الصحابة فى أحد وتسبب فى هزيمة المسلمين يومها.

القلوب التى سترجو الشر للآخرين ومنها بنى جلدتهم وقومهم هى قلوب قدت من الحديد أو الحجارة، ولا يتنزل عليها نصر الله وفرجه وسعته، لأنها تريد الشر للآخرين وترجو العنت لهم ولا تحب الخير لهم.

هذه القلوب القاسية قد أقعدتها الكراهية عن محبة الناس والرغبة فى هدايتهم، وما يهمها هو مجرد الاصطفاف السياسى خلف فريقها، مهمة المسلم عامة والدعاة خاصة الدعاء للناس كل الناس لا الدعاء عليهم.

وللأسف ليس هؤلاء فقط يفعلون ذلك ولكن الحكومات أيضا تفعل ذلك، والمهم عندها أيضا أن تصطف خلفها سياسيا سواء كانت مصيبة أم مخطئة، على حق أم على باطل.

نحن لم نتشرب بعد هدى النبى «صلى الله عليه وسلم» الذى رفض أن يدعو على «دوس» ودعا لها، ورفض أن يدعو على «ثقيف» ودعا لها، ورفض أن يدعو على قريش ودعا لها، وأمر بعدم الشماتة فى الأعداء فضلا عن بنى جلدتنا أو بنى وطننا أو من يتوجهون قبلتنا، الشماتة عار وضعف فى الرجولة.

الذى أصيب فى هذا الإعصار هو الإنسان الأمريكى العادى الذى هو مثلى ومثلك، ومنهم الذى علم بعضنا الجراحة أو الطب أو الهندسة أو الكمبيوتر وعلومه، ومنهم المسلم وغير المسلم، ومنهم من ذوى الأصول العربية أو الآسيوية أو الإفريقية أو الأوربية، وقد استطاعت منظومة الديمقراطية والحريات العامة الأمريكية الداخلية أن تصهرهم فى بوتقتها لأنهم نالوا حقوقهم كاملة ولم يقهرهم أحد، فى الوقت الذى لم نستطع نحن أن نفعل ذلك أو نقيم مثل هذه المنظومة الداخلية، نعم الحكومات الأمريكية المتعاقبة سيئة جدا وبعضها أسوأ من بعض خارجيا أما داخليا فكلها جيدة للإنسان الأمريكى، هذه الحكومات هى التى قتلت أكثر من مليون فى فيتنام وعشرات الآلاف فى هيروشيما ونجازاكى ومئات الآلاف فى أفغانستان والعراق.. وغيرها وغيرها من الجرائم التى يندى لها الجبين، ولكن ينبغى التفريق بين الحكومات والشعوب فى كل مكان سواء فى الدول الديمقراطية أو الديكتاتورية. 

أوباما إخوان، هيلارى كلينتون إخوان، أردوغان إخوان، هيومن رايتس ووتش إخوان، هذه طريقة إعلامية فاشلة يصر البعض على تكرارها رغم أنها لم تجد نفعا، مناقشة الأمور بعقلانية وحكمة ورصد ما لنا وما علينا هو الحق والصواب وما ينفع الناس فى الوقت نفسه، متى يتطور الإعلام ويترك أسلوب الدبة التى تقتل صاحبها فيضر الحكومة التى يدافع عنها من حيث يريد نفعها.
التعليقات