نيران صديقة - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نيران صديقة

نشر فى : الثلاثاء 16 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 16 يوليه 2013 - 8:00 ص

أكثر ما أدهشنى فى دراما «نيران صديقة» الصورة التى انتهجها فى سرد الأحداث والتى اعتمدت على عنصرى الإثارة والتشويق، والفلاش باك الممزوج بأداء تمثيلى شديد الاحترافية، وتمكن مفردات فنية ثرية تخطف أحاسيسك وأيضا تشغل عقلك لتضعك فى قلب الحدث مباشرة لتصبح جزءا منه.

 

فمنذ الحلقة الأولى وقد بدأ السيناريو الذى كتبه محمد أمين راضى له أسلوبه المختلف بتعاطيه لونا من الدراما هو بحق غير تقليدى، بداية من التنقل السريع والمفاجئ لعنصر الزمن بين الماضى والحاضر، والحوار الذى يترك تساؤلات وعلامات استفهام أكثر من رؤى تقليدية واضحة المعالم، فى البداية تتصور أن ذلك سيبعد المشاهد عن متابعة المسلسل؛ الذى يحتاج إلى تركيز شديد لا يتوافر لمشاهد عصر السرعة، إلا أنك تكتشف أن ذلك سبب رئيسى فى متابعة العمل، الذى صار حديث الناس، بسبب اختلافه عما هو تقليدى فى الدراما المصرية.

 

 وبدت قصة ــ أكثر من عشرين عاما والتى يتناولها العمل وتأثيرها فى حياة شخصياته ــ وكأنها عدة أعمار وليست عمرا واحدا، ومرورا بالأفكار والحواديت والموضوعات المطروحة المتأرجحة بين مفهوم الشك واليقين، ثم شكل العلاقات بين الشخصيات أو الأبطال الستة، وهى أيضا جريئة وجديدة فى التناول، بل وكان من الذكاء منحها جميعا مساحات تكاد تكون واحدة لتجسد تناغم وصورة صحية ومفهوما حقيقيا للبطولة الجماعية على الشاشة.

 

بالقطع شعرت كمشاهد بمنظومة خالد مرعى الإيقاعية فى كل المشاهد.. الزمن، الأداء، الصورة مع احمد يوسف، الإضاءة، المونتاج، والموسيقى مع هشام نزيه.. حيث تقر برؤية واعية للغاية لأهمية كل العناصر الفنية ابتداء من الممثل وصولا لأبسط تفاصيل الإكسسوار، وطبعا نلمس بشكل كبير التكنيك المستخدم فى سرد تفاصيل القصة المشوقة والملىء بالغموض وبالقطع هو غموض مقصود ينطلق من كتاب مذكرات مغموس بدم وبأفكار غيبية. 

 

بدون شك السيناريو والحوار الذى  يبنى صراعه على الغوص فى أعماق النفس، والإخراج الذى يهيئ المناخ المناسب لانارة شعلة التصعيد الدرامى يمنح فرصة كبيرة لأبطال العمل الاصدقاء الستة ليخوضوا مباراة كبيرة واختبارا حقيقيا فى الأداء، وهو ما ظهر مع  منة شلبى فى شخصية «أميرة»، وكندة علوش «نهال»، ورانيا يوسف «نور»، وعمرو يوسف «طارق» ومحمد شاهين «مدحت»، وظافر العابدين «رأفت».. فالعمل اتاح لهم مساحة تمثيلية ودرامية تتغير كل يوم وليس لها مسار واحد، وأعتقد أن تحديهم مع أنفسهم خلال حلقات قادمة سيكون فى ملاحقة الشخصيات وتطورها وهو ما ننتظره أيضا كمشاهدين.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات