حقائق ما جرى - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 11:41 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حقائق ما جرى

نشر فى : الجمعة 16 أغسطس 2013 - 10:05 ص | آخر تحديث : الجمعة 16 أغسطس 2013 - 10:05 ص

أسوأ ما يمكن ان يقوم الشخص به وقت الأزمات الكبرى، أن يلبس ثوب الناصحين، والذى ما يكون مطرزا بحبات اللوم والتذكير البغيض، فبعد ان تنفجر الأمور، كالعادة خرج علينا هؤلاء مؤكدين ان توقعاتهم قد حدثت وان هذا ما حذرنا منه، وان احدا لم يسمع كلامهم ولا نصحهم ، الى آخر ذلك من قائمة معايرة الجناة والضحايا فى ذات الوقت، رغم ان هؤلاء جميعا، لم يتأكد أى منهم انه قام بواحبه تجاه جميع الاطراف، وانه فعلا قدم كل ما يملك لحقن الدماء وانه كان صادقا ومخلصا فيما قام به، والمدهش ان كل هؤلاء لا يملكون الآن سوى توجيه اللوم للجميع والمطالبة بمحاسبتهم، وكأنهم ضيوف شرف فى هذا المشهد المؤلم.

الجميع قال ان الدم حرام كل الدم حرام، لكن الغالبية فعلت غير ذلك، وحرضت على غير ذلك، وطلبت غير ذلك، والبعض الآخر اطلق صوته الآن بعد ان وقعت الواقعة، وقال لا يحق لأحد ان يكفر الآخر، وطبعا صعد الجميع الآن الى مسرح الاحداث ليرقصوا مجددا رقصة نبذ العنف المحببة اليهم، والتى لن تخيل على احد بعد اليوم، فهى ليست بالرقصة الصوفية المذهلة التى ستغيبنا عن الوعى، وننسى ما جرى ونظل فى حالة ابتهال لله ينجينا مما اصابنا.

أعتقد اننا، الآن، وأكثر من أى وقت آخر، نحتاج ان نعرف على وجه الدقة واليقين، ماذا حدث أمس الأول (الأربعاء ١٤ أغسطس) ولماذا حدث، وكيف حدث، وان تكون جميع القوى السياسية واضحة وشجاعة فى التعليق على كل هذه الأحداث، فيجب ان يعرف الرأى العام كل هذه الحقائق، حقائق المفاوضات مع جماعة الاخوان حول جميع الحلول السلمية، سواء تفاوضهم مع الادارة المصرية أو مع بعض المسئولين الاجانب، وكذلك على جميع الوسطاء ان يقولوا لنا ماذا حدث فى الغرف المغلقة، وهل فعلا لم تكن حكومة الدكتور حازم الببلاوى ترغب فى التفاوض معهم ام ان العكس هو الصحيح ؟ ايضا يجب ان يعرف الرأى العام حقيقة الاحداث التى شهدتها البلاد

، ليس ما حدث فى القاهرة فقط (رابعة العدوية والنهضة) ولكن ما جرى فى عموم مصر، من احداث قتل بشعة وصلت الى التمثيل بالجثث مثلما حدث فى كرداسة، وإحراق هذا الكم الهائل من المنشآت الحكومية والعامة، وما تعرضت له كنائس وبعض ممتلكات الأقباط، وأيضا الجثث التى تم العثور عليها اسفل منصة رابعة العدوية.. يجب ان نعرف من قتل هؤلاء وكيف، وغيرها من الاحداث التى لا نعرف حقيقتها على وجه الدقة، مثل قتل ٢٢ مواطنا فى حلوان أشارت أنباء إلى ان انصار الاخوان قتلوهم. إن الشفافية فى الكشف عن كل ما حدث هو السبيل الوحيد، لتحقيق أى تقدم فى الأزمة التى تمر بها البلاد،

فمازال هناك كثيرون لا يفهمون جيدا ما يحدث، ولماذا يحدث، خاصة فى ظل بلبلة تحاول بعض القوى السياسية اربكاك الرأى العام بها، فما حدث ليس بالأمر الهين ولا البسيط، وأعتقد ان الجهات القضائية علىها دور كبير فى اعداد تحقيقات شفافة عن كل الذى جرى، وألا تقف منظمات المجتمع المدنى أذنا من طين وأخرى من عجين، فهى شاهدت وتابعت فض الاعتصامين والكثير من الاحداث الاخرى، عليها ان تكون شجاعة فى تقديم تقاريرها، فهى جهات محايدة مستقلة، أما اذا تعمد البعض إخفاء الحقائق أو اللعب على الجماهير مجددا.. فليعلموا من الآن، ان الجماهير الآن فى مقدمة الصفوف ولن تغفر او تسامح أيا من هؤلاء ودروس التاريخ قريبة.. فاحترموا الجماهير التى تتكلمون باسمها كثيرا، وامتلكوا شجاعة ان تقولوا ما حدث بالضبط.. فالحقيقة، ولو مُرّة، خطوتنا الاولى نحو الخروج من المأزق

 

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات