الخليج ــ الإمارات «امرأة جالسة قرب النافذة» - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:55 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخليج ــ الإمارات «امرأة جالسة قرب النافذة»

نشر فى : الإثنين 17 مايو 2021 - 7:05 م | آخر تحديث : الإثنين 17 مايو 2021 - 7:05 م
نشرت جريدة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب حسن مدن تناول فيه القضايا التى عكسها الرسام بابلو بيكاسو فى لوحاته على الرغم من أنه لم يكن ناشطا سياسيا... جاء فيه ما يلى.
صيت بابلو بيكاسو كواحدٍ من أشهر فنانى العصر الحديث، لم تحجب «بروفايلا» آخر له، فهو وإن لم يكن ناشطا سياسيا بالمعنى المباشر، رأى دائما أن للفن دورا فى الحياة وفى تبنى القضايا العادلة، بما فيها قضايا وطنه إسبانيا، وهذا ما تجلى فى الكثير من لوحاته لعلّ أشهرها لوحة «جيرنايكا».
فى العام 1937 كان بيكاسو يعيش فى فرنسا، حين قصفت المقاتلات الألمانية مدينة جيرنايكا الإسبانية، مخلفة 1600 قتيل و800 جريح، ولم يبقَ من المدينة سوى الركام. كان على بيكاسو أن يعبر بالرسم عن موقفه من الجريمة المروعة، فهو فى الأساس فنان، وهكذا رسم تلك اللوحة التى خلدّها تاريخ الفن، معبرا عن اصطفافه إلى جانب الجمهورية الإسبانية فى مواجهة التدخل النازى، وتوصف تلك اللوحة بأنها الأضخم والأقوى من مجموع أعماله الثمانية آلاف التى أنجزها فى حياته.
ما له دلالة أيضا أن رسما آخر لبيكاسو حقق شهرة عالمية كبيرة، رغم أنه يبدو بسيطا، يمكن أن ندرجه اليوم فى خانة ما يوصف بـ«اللوغو»، رسمه الفنان لمؤتمر السلام العالمى الأول، الذى نظم فى العام 1949، وكانت غايته التأسيس لوعى جديد مناهض لفكرة الحرب والعدوان، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة نازية هتلر وفاشية موسولينى، فرسم بيكاسو حمامة كشعار للمؤتمر، سرعان ما غدت رمزا لحركة السلم العالمى، ولفكرة السلم ونبذ الحرب عامة.
ما أكثر ما يصبح اسم بيكاسو ولوحاته فى دائرة الضوء، مع الإعلان عن بيع لوحة جديدة من آثاره الفنية، وهذا ما جرى مؤخرا حين بيعت لوحة زيتية له بعنوان «المرأة الجالسة قرب النافذة»، مقابل 103.4 مليون دولار فى مزاد لدار كريستيز فى نيويورك محطمة تقديرات ما قبل البيع التى توقعت 55 مليونا.
تظهر فى اللوحة حبيبة بيكاسو ومصدر إلهامه مارى تيريز والتر، التى ألف المهتمون بالفن رؤيتها، لظهورها فى معرض (بيكاسو 1932) بمعرض تيت مودرن عام 2018. تناول وسائل الإعلام للخبر ركزّ على الجانب التسويقى، ولم يتوقف كثيرا أمام اللوحة نفسها، حيث جرى النظر إلى الرقم القياسى الجديد الذى بيعت به اللوحة على أنه مؤشر على تعافى «سوق الفن» بعد حال التراجع التى شهدتها منذ أن اجتاحت وباء «كوفيد ــ 19» العالم، والذى شلّ الكثير من أوجه الأنشطة الاقتصادية والفنية، لكن لم يكن لوسائل الإعلام أن تتجاهل حقيقة أن الحدث يعبر عن المكانة الخاصة لأعمال بابلو بيكاسو، حيث جرى التذكير أيضا بلوحته «نساء الجزائر» التى بلغت سعرا نظيرا.
التعليقات