جهاز الأكسجين الذى كاد يقتلنى - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 11:32 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جهاز الأكسجين الذى كاد يقتلنى

نشر فى : الخميس 18 مارس 2021 - 9:20 م | آخر تحديث : الخميس 18 مارس 2021 - 9:20 م
حينما ذهبت إلى طبيب الصدر، أنا وزوجتى وبعد أن أجرى الكشف اللازم، قاس لى درجة الأكسجين فى الدم، وقال لى إنها ممتازة وفوق الـ ٩٥٪، وبالتالى سوف تواصل علاجك من المنزل، ولا داعى للعزل فى أى مستشفى، والأمر نفسه كان بالنسبة لزوجتى.
إحدى وصاياه قبل نهاية الكشف أن أشترى جهاز قياس نسبة الأكسجين، حتى يكون معنا فى المنزل طوال الوقت، ونتأكد أن الأمور مسيطرة عليها مع العلاج.
غادرنا العيادة بالهرم، وفى طريقنا للبيت وقفنا فى شارع قصر العينى، الذى يعج بمحلات الأجهزة والمستلزمات الطبية.
المحل يقع فى قلب الشارع وفى عمارة تقع فى المنتصف بين نقابة الأطباء، ومستشفى قصر العينى الفرنسانى.
دخلت المحل وسألت عن الجهاز، فقال لى الموظف إنه موجود. اشتريته، ولكنه لم يقم بتشيغله لعدم وجود بطارية داخله. دفعت ثمن الجهاز، وغادرت إلى مكتبة فى منتصف شارع قصر العينى، واشتريت البطارية وجرب البائع الجهاز وبدأ يعمل فعلا.
عدنا إلى المنزل قابلين وراضين بقدر الله، وكل نصف ساعة تقريبا كنت أقيس درجة الأكسجين فأجده فوق الـ ٩٥٪ فأطمئن، أما درجة زوجتى وأولادى فكانت أعلى وتصل إلى ٩٨٪، بدأت أتعامل أن الأمور صارت سهلة وأن نهاية الفيروس تقترب بحكم أن الجميع يحكم على أن المقياس الرئيسى هو ارتفاع نسبة الأكسجين اللازم لسلامة عمل الرئة وبالتالى كامل الجهاز التنفسى. لكن المفارقة أننى بدأت أواجه صعوبة فى التنفس وكحة مستمرة ونهجان و«كرشة نفس» كبيرة.
لم أكن أطيق تناول الأكل أو المشروبات ولم أعد قادرا على الإحساس بجسمى، ورغم ذلك كان أملى كبيرا لأن جهاز الأكسجين يقول إن النسبة فوق الـ٩٠٪ دائما.
خمسة أيام كاملة قضيتها مع هذه الأرقام العالية للأكسجين، لكن مع صعوبة التنفس وبدأت حالتى تسوء ولا تتحسن، رغم مواظبتى على تناول كميات كبيرة من الأدوية حسب أوامر الطبيب.
فى يوم الإثنين الماضى ذهبت إلى الدكتور حسام حسنى أبوالسعود رئيس اللجنة العلمية الخاصة بكورونا فى وزارة الصحة.
قبل أن يستمع إلى قصتى، فإن أول شىء طلبه منى كان قياس نسبة الأكسجين. وضعت أصبعى فى الجهاز، الموجود على مكتبه بالعيادة، فاكتشفت أن نسبة الأكسجين ٨٠٪، فانزعج، وأخبرته أننى كنت أقيس النسبة فى المنزل، ولم تكن تقل عن ٩٠٪ مطلقا. قال لى هذا هو الواقع. فاكتشفت ببساطة أن الجهاز الذى اشتريته فاسد.
النتيجة أن حالتى كانت أصيبت بإجهاد أكثر بالنظر إلى أن جسمى كان يعانى من نقص فادح فى الأكسجين طوال ٥ أيام متتالية، نتيجة جهاز لا يعمل بصورة صحيحة.
الدكتور أخبرنى أن حالتى صعبة، ولابد أن أدخل إلى المستشفى فورا، للحصول على الأكسجين اللازم والطبيعى. حتى يمكن تلقى العلاج بصورة صحيحة.
غادرت عيادة الدكتور حسام حسنى، ودخلت أحد المستشفيات مباشرة، وفهمت من كلام د. حسام بأن الأمور صعبة وتحتاج وقتا للعلاج.
لا أكتب الكلام الماضى بأكمله بصورة شخصية، لكن حتى لا يقع شخص آخر غيرى ضحية لجهاز أكسجين لا يعمل.
أتمنى أن تكون كلماتى السابقة بلاغا رسميا لكل الأجهزة المختصة بالرقابة على الأجهزة والمستلزمات الموجودة، فى هذه المحلات. لا أشكك فى أحد فربما الغالبية تعمل بصورة سليمة.
لكن أن يتم بيع أجهزة حساسة جدا يعتمد عليها الجسم، ولا تعمل بصورة صحيحة ويشتريها الناس، وهم واثقون أنها سليمة فهذه كارثة.
مطلوب تفتيش دورى ودقيق على كل هذه النوعية من المحلات فى كل مكان بالجمهورية. حرام أن تترك هذه المحلات تبيع أجهزة مشكوك فى سلامتها. مثل هذا الجهاز البسيط كان يمكن أن يكلفنى ببساطة حياتى لولا عناية الله وحفظه.
أرجو أن يكون هناك تحرك سريع من الأجهزة المختصة، حتى نضمن أن هذه الأجهزة سليمة وآمنة على من يستخدمها.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي