ليونيل ميسى ويسرى الجمل - وائل قنديل - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 3:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ليونيل ميسى ويسرى الجمل

نشر فى : الإثنين 18 مايو 2009 - 8:06 م | آخر تحديث : الإثنين 18 مايو 2009 - 8:06 م

مطلوب على وجه السرعة إلحاق أكثر من 90% من أعضاء الحكومة المصرية بمدرسة برشلونة لكرة القدم، إذ ربما يتعلمون شيئا من قائد شاب اسمه جوارديولا قاد الفريق الإسبانى الشهير إلى حصد بطولتين من ثلاث حتى الآن، وفى طريقه لتحقيق الثالثة هذا الموسم، مستخدما سلاحا واحدا يتكون من ثلاث كلمات هى «الجدية والاحترام والانضباط».

وأقترح أن تكون البداية بوزيرى التربية والتعليم، والنقل كى يجلسا على مقاعد الدراسة فى حصة عنوانها «الالتزام» على أن يلحق باقى الوزراء تباعا بالمدرسة.

جوارديولا الذى لا يزيد عمره على عمر أكبر لاعب بالفريق بأكثر من عامين صنع النجاح والتفوق بأدوات بسيطة للغاية وفى حدود المتاح، حيث لعب بنفس المجموعة التى أخفقت فى الموسم الماضى، كل ما أضافه هو روح جديدة وانضباطية صارمة ومناخ سليم وظف من خلاله رجاله فى أماكنهم المناسبة لقدراتهم وبالتالى جاء الأداء راقيا ومبهجا حتى بدا وكأن اللاعبين لا يلعبون للفوز فقط بل وللاستمتاع بما يفعلونه أيضا.

بنظرية بسيطة قامت على الجمع بين البهجة والالتزام نالت منظومة برشلونة إعجاب العالم، على أن الأروع أن نشوة الانتصارات المتلاحقة لم تصب الفريق بدوار الغرور، أو إنفلونزا الفوضى، ففى التدريب الأخير للفريق وبعد أن ضمن بطولتى الدورى والكأس حدث أن تأخر عدد من النجوم الكبار 60 ثانية فقط عن الموعد المحدد سلفا، فماذا فعل القائد جوارديولا؟ فى الحقيقة إنه لم يفعل شيئا بل ترك القانون يتصرف فكان أن وقع جزاءات بخصم 500 يورو من مستحقات أسطورة كرة القدم فى هذا العصر ليونيل ميسى وهداف الفريق صمويل إيتو وغيرهما من نجوم كبار عقابا لهم على عدم الالتزام.

60 ثانية تأخير اعتبرها المدرب جريمة تستوجب العقاب، وقارن معى بما فعله وزير تربية وتعليم مصر فى بداية الموسم الدراسى الحالى، وهى قصة رويت كثيرا لكن لا بأس من تكرارها، كان من المفترض أن يحضر الوزير الذى ملأ السموات والأرض تصريحات عن الانضباط فى العام الدراسى طابور الصباح فى إحدى مدارس 6 أكتوبر، لكنه عاد متأخرا من منتجعه المصيفى فى الساحل الشمالى عن موعد الطابور بأكثر من ساعتين، وبمجرد وصوله اعتبرت إدارة المدرسة أن لا يوم بدأ ولا شمس طلعت مادام لم يكن الوزير حاضرا، وسيق الطلاب من الفصول كالخراف إلى فناء المدرسة مرة أخرى لكى يستعرض الوزير طابور الصباح.

خذ هذه أيضا: وزير الانضباط ووكيل وزارته قالا فى بداية العام إن جدول الامتحانات مقدس ولا تغيير فى المواعيد.. ثم فوجئنا ونشرنا بالمستندات خبر تقديم امتحانات نهاية العام.. هل حاسب أحد أحدا على هذه الفوضى ؟ هل عوقب أحد على الكذب ؟ بالطبع لا لأنها ليست برشلونة، وإنما مصر التى تنطلق فيها الأمور بدون سائق إلى الوراء.. وبأقصى سرعة. 
 

وائل قنديل كاتب صحفي