بايدن يوجه سياسته الخارجية لصالح الطبقة الوسطى.. هل تفشل خطته؟ - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 6:45 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بايدن يوجه سياسته الخارجية لصالح الطبقة الوسطى.. هل تفشل خطته؟

نشر فى : الإثنين 19 أبريل 2021 - 7:45 م | آخر تحديث : الإثنين 19 أبريل 2021 - 7:45 م
نشر موقع The Atlantic مقالا للكاتب بيتر نيكولاس، يقول فيه أن إدراة الرئيس الأمريكى بايدن انتهجت سياسة خارجية لصالح تحقيق أهداف ورفع مستوى معيشة الطبقة الوسطى، إلا أنه يتساؤل فى آخر مقاله هل سينجح بايدن فى سياسته هذه أم أنه سيواجه تحديات تعيق سياسته أو ربما تدفعها للانهيار... نعرض منه ما يلى:

قال سوليفان، مستشار نائب الرئيس الأسبق أوباما، ورودس، نائب مستشار الأمن القومى لأوباما، أنه بعد صعود ترامب نمت السياسة الخارجية أكثر فأكثر منفصلة عن مصالح الشعب الأمريكى خاصة الطبقة العاملة والمتوسطة. لذلك جاء هدف بايدن بتوجيه السياسة الخارجية بحيث تخدم أولئك الذين عانوا من الصفقات التجارية الظالمة والحروب فى الخارج. ظهر هذا التوجه جليا فى أول خطاب رئيسى لوزير الخارجية أنتونى بلينكين، والذى قال فيه: «أكثر من أى وقت آخر فى حياتى المهنية ــ وربما فى حياتى كلها ــ تتلاشى الفروق بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية».
يرى سوليفان أن مكانة أمريكا فى العالم تتطلب التجديد المحلى قبل أى شىء وتابع قائلا: «يريد الشعب الأمريكى من قادته... التركيز على كيف يمكن للقوة فى الخارج أن تساهم فى إنشاء أساس اقتصادى قوى فى الداخل، وليس العكس فقط. وهم على حق. يجب أن تكون استراتيجية الأمن القومى للدولة بأكملها ــ الموارد التى تخصصها، والتهديدات والفرص التى تعطيها الأولوية، والأحداث والظروف التى تحاول تشكيلها، والعلاقات التى تنميها ــ موجهة بشكل أكثر وضوحا نحو إحياء الطبقة الوسطى فى أمريكا».
من جانبه، أصدر مركز كارنيجى تقريرا، بعد مقابلات أجراها مع مئات الأشخاص وفحص اقتصاديات فى ثلاث ولايات هى كولورادو ونبراسكا وأوهايو، جاء فيه: «بعد ثلاثة عقود من تفوق الولايات المتحدة على المسرح العالمى، تجد الطبقة الوسطى فى أمريكا نفسها فى حالة محفوفة بالمخاطر. التحديات الاقتصادية التى فرضتها العولمة والتغير التكنولوجى والاختلالات المالية والضغوط المالية لم تتم تلبيتها إلى حد كبير». وتابع التقرير: لكى تلعب الدولة دورا رائدا فى العالم، فإنها بحاجة إلى «معالجة أوجه القصور الديمقراطية والظلم الاجتماعى والعرقى والاقتصادى فى الداخل بينما تسعى إلى استعادة المكانة الأخلاقية العالية فى الخارج. يجب على الولايات المتحدة ترتيب منزلها الخاص».
المساهمون والمساهمات فى تقرير كارنيجى مسئولون الآن عن جهاز السياسة الخارجية فى عهد بايدن. سوليفان هو مستشار الأمن القومى لبايدن. بيرنز هو مدير وكالة المخابرات المركزية. وفى الشهر الماضى، استعان البيت الأبيض بجينيفر هاريس، للتركيز على الاقتصاد الدولى والعمل. هناك أيضا سلمان أحمد وهو مدير تخطيط السياسات فى وزارة أنتونى بلينكين.
حاز التقرير على اهتمام وتركيز فريق بايدن، وأيقن الفريق أن عليه وضع احتياجات الطبقة العاملة والمتوسطة فى مقدمة الأولويات. كان الفريق يدرك أنه من النادر حدوث تقاطع بين مجالى السياسة المحلية والخارجية. لكن بايدن أراد تغيير ذلك. وكان هذا واضحا فى أحد أبرز تعييناته، مثلا: سوزان رايس، التى قضت عقودا فى العمل فى السياسة الخارجية، وشغلت وظائف كمستشارة للأمن القومى وسفيرة لدى الأمم المتحدة فى إدارة أوباما، عادت إلى البيت الأبيض هذه المرة مديرة لمجلس السياسة الداخلية.
كون العديد من نفس الأشخاص الذين ينفذون سياسة بايدن الخارجية هم الذين تصوروا ووضعوا هذه السياسة يزيد من احتمالات ترسيخها. وبالنسبة لسوليفان فقد أوضح نقطة كيف يمكن أداء مهامه كمستشار الأمن القومى لصالح الطبقة الوسطى حيث قال: «أؤمن بشدة بدمج مجلس الأمن القومى مع المكونات الأخرى للبيت الأبيضــ المجلس الاقتصادى القومى، مع مجلس السياسة المحلية، مع مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا. أبذل الكثير من جهدى هنا للتأكد من أن لدينا نهجا متكاملا. على نحو متزايد، تتشابك السياسة الخارجية والمحلية، وسواء كان الأمر يتعلق بقضايا متعلقة بالاستثمار المحلى، أو سلاسل التوريد، أو الأوبئة، أو المناخ، فإن عملنا مرتبط فقط بعمل القادة الكبار الآخرين فى هذا المبنى. أعتزم أن أكون مستشارا للأمن القومى على عكس أى سلف تقريبا وسأتابع بنشاط جميع القضايا وأتفاعل معها».
وفى فبراير الماضى، أصدر البيت الأبيض مذكرة الأمن القومى وتضمنت إحدى التوجيهات «تنفيذ سياسة خارجية لصالح الطبقة الوسطى». كما دعت المذكرة الوكالات المختلفة إلى إرسال مذكرة إلى سوليفان بحلول الأسبوع الأول من شهر مايو توضح «إجراءات محددة» تزيد من «أجندة السياسة الخارجية التى تركز على إفادة الطبقة الوسطى الأمريكية».
***
الطبقة الوسطى ليست هى الجمهور الوحيد الذى يريد بايدن إثارة إعجابها. فعلى نفس القدر من الأهمية، تريد أمريكا جذب انتباه المنافس والخصم الرئيسى لها: الصين. ويؤمن بايدن أن هذه الفترة من التاريخ هى صراع مميت بين الديمقراطية والاستبداد. يقول روبرت هورماتس، وكيل وزارة الخارجية خلال فترة ولاية باراك أوباما الأولى: «الصينيون يقدمون أدلة لقوة وخصائص نظامهم. علينا أن نثبت أن سياستنا فعالة فى تلبية أهدافنا المحلية الرئيسية».
تظهر هذه السياسة الفعالة من خلال تمرير مشروعى قانون، الأول مشروع قانون كإغاثة بسبب كوفيدــ19 بقيمة 1.9 تريليون دولار والذى يعد خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف (أى توظيف السياسة الخارجية لصالح الطبقة الوسطى). وفى هذا الصدد قال سوليفان أن حزمة الإغاثة «سيكون لها تأثير عميق على السياسة المحلية، لكن سيكون لها تأثير على السياسة الخارجية أيضا. لأنه سيُظهر للعالم أن الولايات المتحدة قادرة على القيام بأشياء كبيرة وأن بايدن قادر على تنفيذ أجندته. وسيمنحه ذلك مزيدا من القدرة والمصداقية على المسرح العالمى، لا سيما مع الحلفاء والشركاء الذين ستدعمهم قدرته على إنجاز الأمور».
الثانى هو فاتورة بايدن للبنية التحتية البالغة 2 تريليون دولار وهى خطة شاملة لإعادة بناء الطرق القديمة والجسور والموانئ ودفع الشعب الأمريكى نحو استخدام الطاقة المتجددة. تعتقد الإدارة أن مشروعى القانون هذين ــ البنية التحتية والإغاثة ــ سيرفعان الاقتصاد خلال العام المقبل وعلى المدى الطويل. بجانب ذلك، يجادل البيت الأبيض بأن هذا سيعزز موقفه فى المفاوضات التجارية مع الصين.
***
الربط بين السياسة الخارجية والداخلية ليس مفهوما جديدا. فالدبلوماسى جورج كينان فى كتابه «Long Telegram» عام 1946 كتب ليقيم التهديد السوفييتى: «كل إجراء شجاع وحاسم لحل المشكلات الداخلية لمجتمعنا... هو انتصار دبلوماسى على موسكو».
على أى حال، كل رئاسة هى فى بعض النواحى رد فعل على الماضى. فعندما تولى ترامب منصبه وعد بتقليص النفقات بعد ما يقرب من عقدين من الحرب فى العراق وأفغانستان كما قال إنه سيعيد الجنود إلى الوطن وسيتخلى عن الصفقات التجارية التى لا تحظى بشعبية ودعم الشعب الأمريكى. لكن ترامب لم يستطع الإنجاز بسبب الأزمات، والعديد منها من صنعه.
على النقيض، يعرف بايدن أن ترامب استقطب الكثير من الأمريكيين. وطموحه هو النجاح حيث فشل سلفه: اتباع سياسة خارجية توفر فوائد ملموسة للطبقة الوسطى فى أمريكا. وقد يكون لها أيضا فائدة جانبية تتمثل فى استعادة ناخبى الطبقة العاملة البيض الذين انجذبوا إلى ترامب.
ومع ذلك، ليس من الصعب تخيل أن خطة بايدن الكبرى يمكن أن تنهار. فالأزمات الخارجية لها وسيلة لاختطاف أجندة الرئيس. مثال على ذلك: فى مرحلة ما، بدا من المرجح أن إصلاح التعليم العام هو الإرث المحدد لجورج دبليو بوش لكن جاءت أحداث 11 سبتمبر وقراره المشؤوم بغزو العراق. جون بولتون، مستشار الأمن القومى السابق لترامب قال بشأن توجه سياسة بايدن الخارجية لصالح الطبقة الوسطى: «من الواضح أن تركيز بايدن ــ وأنا لا أختلف معه سياسيا ــ هو تركيز داخلى. لكن هذا سوف يتغير لأن دائما ما يحدث ذلك».

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد

النص الأصلى:
https://bit.ly/3x5cTNW
التعليقات