حتى الحشيش مغشوش - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حتى الحشيش مغشوش

نشر فى : الجمعة 19 مايو 2023 - 8:30 م | آخر تحديث : الجمعة 19 مايو 2023 - 8:30 م

• كان ابنها الطفل الرضيع يعانى من مرض شديد يحتاج علاجا مكثفا، تحسن الطفل تحسنا كبيرا بعد العلاج الأول، كانت هذه هى المرة الثانية لتكرار العلاج، قبل أن أكتب الروشتة الجديدة، قالت لى الأم: تريث أريد علاجا رخيصا فليس معى نقود واقترضت ثمن الروشتة الأولى قلت لها: هل والده يعيش معكم؟ قالت: نعم.. يعيش معنا وهو شاب قوى، ولكنه لا يعمل.
• عجبت سائلا: لماذا لا يعمل؟ قالت: كان يعمل فى المعمار والأخير توقف تماما، قلت لها: توقف البناء لكن التشطيب موجود، ويمكنه البحث عن مجال آخر للعمل، فقريبا منا هناك عامل بناء يعمل الآن فى محل خضار بدلا من العوز والحاجة، فتحت لها نافذة الغرفة قلت لها: انظرى هذا الرجل الذى يبيع الطماطم والبطاطس فى الشارع، يظل من السابعة صباحا وحتى المغرب ويبيع كل ما أحضره دون أن يملك دكانا أو غيره ويدفع فقط أرضية للمحل الذى خلفه.
• قالت: زوجى لا يريد البحث عن عمل آخر وترك علىَّ مسئولية الأولاد الأربعة بعد أن خرجت للعمل، وهو جالس فى البيت، قلت لها: هل يشرب سجائر أو حشيش، قالت: نعم.. يشرب الاثنين معا، معتمدا على معاش والدته التى تساعده فينفق على هذين الأمرين فقط، وهذا هو الابن الرابع لى.
• قلت لها: المشكلة أن الإفلاس لم يضرب الأسر فقط ولكنه ضرب شركات الأدوية فى مقتل حيث تعانى من مشاكل كثيرة جعلتها تقلص بدرجة كبيرة العينات المجانية التى كانت تعطيها للأطباء والتى كانت تفيد شريحة المرضى الفقراء والأيتام والمعوقين.
• أحزنتنى مأساة هذه السيدة وأمثالها وهم كثيرون فى المجتمع المصرى، البطالة وخاصة انهيار مجموعة من الأعمال والتجارات مثل المقاولات وصناعة الورق وغيرها من الصناعات والمهن التى كانت تستوعب الملايين ضرب المجتمع والأسرة المصرية فى مقتل.
• شعور الأب نحو أولاده يعد شعورا باهتا بالنسبة لشعور الأم نحو أولادها، أعرف أبا لا يرى أولاده البتة ولا يعرف أشكالهم بعد أن كبروا، وفى المقابل أعرف أمهات أرامل يمسحن السلالم أو ينظفن الشقق أو يبعن الخضار أو الخضرة فى الطرقات من أجل الإنفاق على أولادهن.
• يتحول الأب إلى جلمود صخر فى المشاعر نحو أولاده وخاصة إذا أدمن شرب الحشيش الذى لم يعد حتى حشيشا خالصا يسهل الإقلاع عنه ولكن تم غشه بالأقراص التخليقية المدمرة للمخ.
• كل الذين يشربون الحشيش الآن أجدهم فى حالة لا مبالاة عجيبة، لا يلتفتون لأى مصلحة لهم سواءً كانت أسرية أو مادية أو دينية أو صلة رحم، همهم هو الحشيش فقط.
• الأسر المصرية الآن فى خطر وفى مهب الريح، وتردى الوضع الاقتصادى وانتشار المخدرات يزيد الأمر تعقيدا.
• سلام على كل أم عظيمة تحافظ ما استطاعت على تماسك أسرتها، وتسد الثغرات الكبرى التى تركها زوجها حتى لا يفسد أولادها، سلام على كل من يكافح من أجل اللقمة الحلال.

التعليقات