• علم أصول الفقه من أعظم علوم الإسلام، وكما قال عنه الأصولى د.محمد هاشم «علم دقت مداركه وتشعبت مسالكه وبعدت مراميه فلا يلقى زمامه إلا لكل ذى بصر نافذ وعزم حديد»، وهذا العلم من الحسنات الكبرى للإمام الشافعى فهو أول من سن قواعده ونظرياته، ولذا كان يقال عن أى أصولى مخضرم «الشافعى الصغير» وكانت تطلق على د.جاد الرب رمضان عبقرى الأصول الأزهرى.
• دخل صاحبنا قسم أصول الفقه فى الدراسات العليا، فسأل عنه فقالوا له: لا ينجح فيه كل عام إلا طالب أو اثنان، فاسترجع ومضى فى طريقه الصعب.
• والغريب أن الدارسين كانوا عشرة نصفهم من شرق آسيا، وكان د.على جمعة من أشهر زملائه وكان غاية فى التميز العلمى والرقى الأخلاقى وكان الوحيد الذى يناقش الأساتذة ويناقشونه وكان بارعا فى علم المنطق، وقد ساعد بطل قصتنا العلامة د.أحمد عبدالعزيز فى أى معضلة حياتية أو علمية.
• حكى الكثير عن كرم د. على جمعة ورجولته وشهامته منذ أن كانا سويا طالبين فى الدراسات العليا، ففى إحدى المرات كاد يضيع عليه وزميله الامتحان لركوبهم أتوبيس بطريق الخطأ فعرف القصة فكان يذهب بسيارته لشقتهم ويوصلهم للامتحان، وكان ينتظر أساتذته الكبار بسيارته ليوصلهم.
• حصل د.أحمد على الدبلومين ثم الماجستير ثم الدكتوراه فى علم الأصول، وكان يحصل على امتياز دائما لأنه رضع العلم كابرا عن كابر.
• حكى أنهم كانوا يجلون ويحبون أساتذتهم ويقبلون أيديهم وكانوا زهادا فرغم عبقرية العلامة الحسينى، وجاد الرب وغيرهما، فإنهما كانا يركبان الأتوبيس وما أدراك ما الأتوبيس وقتها ويرفضان الذهاب لدول الخليج ويعيشان بمرتبات زهيدة.
• ترقى عالمنا حتى صار رئيسا لقسم أصول الفقه بأزهر أسيوط ثم رغب فى السفر للخارج وحث عليه صديق عمره د.محمد هاشم، الذى كان زاهدا ويرفض السفر حتى قدم له أوراقه دون علمه وسافرا سويا لجامعة الدمام ثم الرياض، ثم الإمارات، ثم البحرين، حيث استقر به المقام.
• د.أحمد عبدالعزيز يعد واحدا من عباقرة الأصول فى مصر والعالم العربى ومنح المئات شهادات الماجستير والدكتوراه من كل البلاد العربية فضلا عن مصر، كما أشرف على مئات الرسائل فى علم الأصول، وكان يردد «الإشراف على الرسائل أشد معاناة من مناقشتها»، وكان من العلماء المدققين فى التعليم والإشراف، وكان لا يدافع عن الطالب المشرف عليه بل يتركه بحريته يشرح وجهة نظره لمناقشيه بحرية، وكان ينظر إلى الامتحان الشفوى على أنها شهادة أمام الله نصابها مكتمل، ويرفض كل أشكال المحاباة ويعلن ذلك للجميع.
• وقد ناقش رسالة دكتوراه لمليونير خليجى ضجر من كثرة التوصية عليه فوجد نفسه بين أمرين إما الصدع بالحق أو الاعتذار عن الرسالة، فاختار الأولى ووجد الباحث قد نقل معظم الرسالة من كتاب آخر ونسبها لنفسه دون ذكر المصدر، فإذا به يصول ويجول فى المناقشة ليحطم أوهام المليونير بأنه سيمر مرور الكرام أو يشترى بماله الأزهر والدكتوراه وبعدها قال المليونير «بهدلونى ومسحوا بى الأرض» ولم تمر الرسالة إلا بشروط قاسية اضطر لتنفيذها.
• استقر المقام بالعلامة د.أحمد عبدالعزيز فى قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة البحرين منذ عام ٢٠٠٣ حتى اليوم، عاصر فيها مئات العلماء من العالم العربى كله من مصر واليمن والعراق والجزائر وفلسطين، وهذا والله محمود حيث تجمع الجامعة الواحدة كفاءات عبقرية متنوعة.
• يقول عن البحرين «بلد فيه رقى وحضارة تجذب الناس إليها لطيب أهلها وتفرد موقعها وسط الخليج، لا يشعر المقيم فيها بالغربة، فيها تعدد جميل وهو سر جمال البحرين وفيها حريات كبيرة للمقيم فيها، وذكر أن من أهم صفات أهل البحرين الطيبة والأدب والمودة واحترام الضيف، والكل يشهد بذلك.
• أنشأ د.أحمد قسم الدراسات العليا بآداب البحرين فى شعبتى «الفقه وأصوله»، «وأصول الدين».
• تحدث د.أحمد عن رفيقى عمره عالمى الأصول الأفذاذ د.محمد هاشم، ود.أسامة كحيل.
• من تأمل سيرة العلامة الأصولى الأزهرى د.أحمد عبدالعزيز أدرك عظمة الأزهر وقوة العلم فيه وعبقرية أساتذته وورعهم وزهدهم ورضاهم بالقليل وزهدهم فى الشو الإعلامى، فلك أن تحصى علماء الأصول فى الأزهر وعبقريتهم وفى المقابل تجد نصف أو ربع عالم من أى فئة أخرى يرفعه أتباعه لمرتبة الشافعى ومالك زورا وبهتانا، فى حين تجد الآلاف من علماء الأزهر يعيشون فى الظل دون ضجيج مكتفين بما عند الله وهو خيرٌ وأبقى.
• تحية لأستاذنا العلامة الأصولى د.أحمد عبدالعزيز من قلب أحبه ويحبه، ورحم الله صاحبيه هاشم وكحيل.