ألون بنكاس

• لو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زعيم حقيقى، لكان اتصل بالإدارة الأمريكية واعتذر عن الأقوال التى صدرت عن وزير الدفاع في حكومته موشيه يعلون الذى هاجم بشدّة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، ولبادر على الفور إلى استدعاء يعلون ووبخه لما قاله باعتباره أكثر مسئول فى إسرائيل يعرف مبلغ اعتماد الدولة على الولايات المتحدة، ولكان أصدر بيانا يعرب فيه عن تحفظه التام من أقوال يعلون وعن تأييده الكامل لالتزام كيرى إحراز تسوية سياسية إسرائيلية ــ فلسطينية.

• ولو كنا نعيش فى وضع ينطوى على علاقات عمل سوية بين رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس الولايات المتحدة، لكان نتنياهو درس الأمر بصورة مغايرة، واستقر رأيه على الاتصال بالرئيس باراك أوباما للاعتذار عن أقوال يعلون، ولما كانت وزارة الخارجية الأمريكية تصدر بيان تنديد شديد اللهجة بهذه الأقوال مؤكدة أنها مسيئة وغير لائقة.

• وعلى ما يبدو، فإن المسئولين فى وزارة الخارجية الأمريكية يدركون أن ما قاله يعلون علنا هو ما يعتقده رئيس الحكومة نتنياهو فى سريرته.

لا شك فى أن النقد الموضوعى للوساطة الأمريكية جزء غير منفصل عن اللعبة الدبلوماسية. غير أن النقد الشخصى لمسئول بعينه لا لمسألة ما، يظل مرفوضا على الإطلاق، ويستحق تنديدا شاملا كما فعلت واشنطن.

• إن الشخص الذى لقبه وزير الدفاع بأنه موسوس هو وزير خارجية الولايات المتحدة، الدولة التى استعملت 51 مرة حتى الآن حق النقض «الفيتو» فى مجلس الأمن الدولى لإحباط قرارات معادية لإسرائيل. إن كل الذنب الذى اقترفه كيرى هو أنه يرغب فى إحلال تسوية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. فهل هذه مصلحة عليا لسكان تنيسى وبنسلفانيا، أم هي مصلحة عليا لإسرائيل أولا وقبل أى شيء؟

• علينا أيضا أن نأخذ فى الحسبان أن الولايات المتحدة تنفصل أكثر فأكثر عن منطقة الشرق الأوسط لأسباب شتى، منها الاستقلال المطلق عن نفط هذه المنطقة، وعدم جنى فوائد كبيرة من الأحلاف فى العالم العربى، ونقل الاهتمام إلى منطقة الشرق الأقصى.

• إن نتنياهو غير مذنب قطّ فى هذا المسار، وعليه أن يعمل قدر المستطاع كى يكون هذا المسار بطيئا لا أن يسرّعه كما فعل وزير دفاعه.

قنصل سابق فى الولايات المتحدة ـــ «يديعوت أحرونوت»