وراء الشمس - محمود قاسم - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 4:14 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وراء الشمس

نشر فى : الجمعة 21 يوليه 2023 - 8:30 م | آخر تحديث : الجمعة 21 يوليه 2023 - 8:30 م

حاولت السينما دوما أن تكون سندا للنظام السياسى الذى تتبعه، وقد حدث هذا بشكل ملحوظ فى سنوات حكم عبدالناصر، ورأينا الكثير من الأفلام التى تتهم النظام الملكى بالفساد والخيانة والعمالة، والتأكيد على ان يوليو هو بداية عهد مشرق، واستمر الأمر حتى 15 مايو 1971، وسرعان ما إن انقلبت السينما على العهد الاسبق ويبدو أنها كانت تنتقم من تلك المرحلة، وبدأت الحكاية بفيلم «الكرنك» عام 1975، الذى كشف للناس ما يدور فى الأروقة السرية لعالم السياسة وما حدث للمواطنين قبل ذلك.

ونجح الفيلم كثيرا وظهرت أفلام أخرى على نفس المنوال من أبرزها «وراء الشمس»، «أسياد وعبيد» و«إحنا بتوع الاتوبيس» وأفلام أخرى، وقد أطلق النقاد على هذه الأعمال أسم أفلام الكرنكة، وما إن انتهى زمن ثورة التصحيح حتى اعتدلت الموازين حول هذه الظاهرة وكان للأفلام السياسية شكل مختلف استمر منذ الثمانينيات وحتى الآن، هذه الافلام لم تعد تعرض على الشاشات الآن وكأنها كانت مرحلة وانتهت، لكنها أفلام تمثل جزءا مهما يجب التعرف عليه وذلك ضمن هذه السلسلة من المقالات القصيرة حول ما نشاهده على اليوتيوب، لا يمكن لأحد أن يتجاهل تلك العناوين فبعضها موجود فى قائمة أهم أفلام السينما مثل «الكرنك» كما أنها مأخوذة من نصوص أدبية لكتاب مرموقين، وفيلم «وراء الشمس» على سبيل المثال أخرجه المتميز محمد راضى صانع مجموعة كبيرة من الافلام الوطنية والحربية منها «أبناء الصمت» وقد استعان فى هذا الفيلم بمجموعة كبيرة من نجوم السينما الشباب والمخضرمين مثل نادية لطفى، رشدى أباظة، محمود المليجى، شكرى سرحان، محمد صبحى، سيد راضى، أحمد ذكى ومحيى اسماعيل، أما الرواية فهى من تأليف حسن محسب أحد الأدباء الشبان البارزين فى السبعينيات والذى آمن بشدة بما فعلته ثورة التصحيح، ويبدو أنه كان معجبا بما فعله نجيب محفوظ فى رواية الكرنك، فدارت الأحداث خلف جدران المؤسسات حيث يتم اعتقال طلاب الجامعة من المؤمنين باتجاهات سياسية مختلفة ويتم التعامل معهم على أنهم أعداء الوطن، هناك اعتقال للتعذيب كما يندس بين الطلاب من يشى بهم وفى الفيلم تفاصيل كثيرة يمكن متابعتها وبشكل عام فالتفاصيل تهتم بالجانب المدنى لما حدث فى الوطن عقب نكسة 1967، باعتبار أن الهزيمة قد نتجت عن استحواذ البعض على السلطة وانقسم المجتمع إلى طبقات متصارعة، وكانت سهير هى رمز لما يحدث حيث يشتهيها المسئول ويوجهها للعمل بين الطلاب للإبلاغ عن تصرفات كل منهم، هناك جيلان متعاقبان يرى الشباب منهم أن عليه أن يقول كلمتة ويكون جزاؤه هو الاعتقال والتعذيب وربما الموت، والمهم هنا هو عدم الإشارة إلى رأس السلطة وإطلاق المهمة كلها على من يتولى الاجهزة الحساسة من ضعفاء النفوس حيث تنتهى الاحداث بقيام ثورة التصحيح، وهذا هو السبب فى تكالب صناع الافلام طوال السبعينيات لاعتبار أن هذه هى الأفلام الوطنية فى تلك المرحلة.

يجب عدم التشكيك فى هذه الأفلام فالمخرج هنا هو صاحب أكبر رصيد للسينما الوطنية طوال تلك الحقبة من الزمن محمد راضى الذى قدم «أبناء الصمت» و«العمر لحظة» وأفلام أخرى عن القوات المسلحة ودورها الوطنى، هو الذى تحمس لرواية حسن محسب وحكاها بالتفاصيل الدقيقة وأتى بكل هذه المجموعة من النجوم، يقدم شهادته، والذى يعرفه أنه لم يتراجع عن الدور الذى لعبه حتى اللحظة الأخيرة من عمره، ونحن الآن فى مرحلة علينا أن نتساءل عن مكانة هذه الأفلام الاجتماعية والتاريخية والفنية ونتساءل هل كانت متألقة فقط فى السبعينيات أم أن تعاقب الحكومات قد يغير من مفهوم النظر إليها؟

التعليقات