كيف سيختلف الصراع الإسرائيلى مع إيران فى 2020 - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:42 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف سيختلف الصراع الإسرائيلى مع إيران فى 2020

نشر فى : السبت 21 ديسمبر 2019 - 8:10 م | آخر تحديث : السبت 21 ديسمبر 2019 - 8:10 م

نشرت صحيفة هاآرتس مقالا للكاتب Amos Harel، نعرض منه ما يلى..

الإشاعات حول انتهاء «المعركة بين الحروب» بالغوا بشأنها.. هى لم تنته، بل فقط تغير شكلها.

محاولات إيران على الجبهة الشمالية للرد على هجمات إسرائيل وهجمات النظام الدفاعى الجوى السورى دفعت على ما يبدو قوات الدفاع الإسرائيلية إلى تغيير طريقة عملها وتخفيض وتيرة هجماتها. ولكن أسباب الخلاف الرئيسية بين الجانبين ــ محاولات إيران تقوية نفسها عسكريا فى سوريا وتهريب الأسلحة إلى لبنان ومحاولات إسرائيل لوقفهما ــ ما زالت موجودة.. من المتوقع أن يستمر الخلاف.
فى بداية اجتماع الحكومة هذا الأسبوع، حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرة أخرى من أن إسرائيل سترد على أى عدوان من قبل إيران وحزب الله. واستعان نتنياهو بجملة قالها أحد الجنرالات فى الحرس الثورى أن إيران ستدمر تل أبيب بالصواريخ من لبنان. وقال نتنياهو «إذا تجرأ حزب الله وشن هجوما على إسرائيل، سواء هو أو لبنان إذا سمحت بشن الهجوم من أراضيها، سيدفعون ثمنا باهظا». وقبل عدة أيام، هدد وزير الدفاع «نفتالى بنت» بتحويل سوريا إلى «فيتنام إيران».
كان كبار السياسيين ومستشاروهم يتحدثون بشكل أكثر صراحة، حتى فى اجتماعاتهم مع زملائهم من الخارج. فى الأشهر الأخيرة، اعتاد أعضاء مجلس الوزراء على سماع نتنياهو يستخدم مصطلحات شديدة اللهجة عند التحدث عن قضيته الاستراتيجية المفضلة، إيران. تحدثوا عن جهود إيرانية لنشر حلقة من النار حول إسرائيل ــ بناء قواعد وشن هجمات صاروخية تهدد كل إسرائيل ــ على عدة جبهات؛ لبنان وسوريا والعراق وغزة. وأضافوا أن استئناف محاولة بناء خطوط إنتاج للأسلحة الدقيقة فى لبنان سيكون سببا كافيا للحرب.
بالنسبة لـ «نفتالى بنت»، الذى خفف من حدة تصريحاته بعدما عارضه الجيش الإسرائيلى، الانتظار والاحتواء ليس خيارا ويجب تبنى خطوات استباقية فى الشمال. إيران تتخوف من خسارة رجالها. ويعتقد وزير الدفاع أنه يمكن إبقاء القوات العسكرية والميليشيات الأجنبية خارج سوريا من خلال إدارة وتحرك جيد.
هذا الأسبوع أصدر معهد القدس للاستراتيجية والأمن تنبؤاته للعام المقبل. هذا المعهد الذى يعتبر اللواء يعقوب أميدور ــ مستشار الأمن القومى السابق لنتنياهو ــ عضوا بارزا فيه قام بالتنبأ بأن «إيران ستستمر فى تجريد الاتفاق النووى الإيرانى من محتواه وستزيد من عمليات تخصيب اليورانيوم على الأرجح بشكل كبير. حملة واشنطن «الضغط الأقصى» (عبر العقوبات الاقتصادية) ستستمر لإنهاك الاقتصاد الإيرانى ووضع عقبات أمام آية الله».
ويتوقع المعهد أن تأثيرات ذلك على إسرائيل سيزيد عداء إيران ومن الممكن أن يصل إلى تعميق الصراع مع إسرائيل ــ على الأرجح فى النصف الثانى من عام 2020 ــ إذا قامت إيران بزيادة عمليات تخصيب اليورانيوم.. وبالتالى يجب على إسرائيل أن تكون جاهزة لمواجهة إيران بمفردها.. على إسرائيل أن تكون مستعدة لأى تصعيد مع حزب الله.
قد تؤثر على التوترات فى الشمال ــ هذا الأسبوع قام الجيش الإسرائيلى بصد هجمات من حزب الله شنها من لبنان ــ التطورات فى ثلاثة مجالات: الاستفزازات الإيرانية فى الخليج والتى تهدف إلى جعل الولايات المتحدة تستأنف محادثاتها بشأن الاتفاق النووى، والتظاهرات فى لبنان والعراق وإيران والتى تتحدى النظام فى طهران، ومشاكل نتنياهو القانونية والسياسية.
مثلما تم ذكره مسبقا، لطالما كان نتنياهو حذرا فى التعامل مع القطاع الشمالى. ومع ذلك، فإن الوضع الحالى يتطلب إدراكا من جانب مسئولى الدفاع عن حجم مسئوليتهم وحساسية الموقف لأنه لا يوجد مجال الآن للهروب من الحرب طالما تواصل إيران تدخلاتها عبر الحدود.. خاصة فى ظل وجود حكومة انتقالية يرؤسها نتنياهو الآن وفشله فى تشكيل الحكومة مرتين إلى جانب تهم الفساد الموجه إليه.
هدنة مربكة
فى بداية هذا الشهر، أجرى وفدان فلسطينيان، من حماس والجهاد الإسلامى، محادثات فى القاهرة حول إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل فى غزة.
ومع ذلك، فإن تقرير أعده مركز مئير أميت للاستخبارات والإرهاب يتشكك فى احتمالات الوصول لهدنة طويلة الأجل فى غزة. تواصل حماس معارضة وجود فترة 10 سنوات من الهدوء. معدو التقرير قالوا إن حماس تهدف إلى إبرام اتفاقيات كتلك التى توصلت إليها مع التحكيم المصرى بعد حرب غزة عام 2014 والتى استمرت حتى بداية الاحتجاجات فى غزة عند السياج الحدودى فى مارس 2018 والتى تركز على المساعدات الإنسانية وتخفيف الحصار مقابل وقف إطلاق الصواريخ والمظاهرات. من وجهة نظر حماس، مثل هذا الاتفاق يمكن أن يستمر لسنوات ولكن ليس لعقود.
ولدى العقيد مايكل ميلشتاين الذى ترأس الفرقة الفلسطينية فى الاستخبارات العسكرية خلال حرب غزة عام 2014 شكوك أكثر. ففى مقال له على موقع «مركز هرتسليا متعدد التخصصات»، كتب ميلشتاين أنه على الرغم من المؤشرات الإيجابية، إلا أنه لا تزال هناك عقبات قوية تجعل من الصعب الوصول إلى هدنة طويلة الأجل. ويضيف أنه من الصعب تصديق أن حماس قررت السعى للحصول على اتفاق، لأن العديد من قادتها يخشون التخلى عن فكرة المقاومة.. المقاومة العنيفة لإسرائيل.
لا يزال يتعين على حماس حل مشكلة «المتمردين» فى غزة، كما أنها لا تسيطر سيطرة كاملة على الفصائل الأخرى التى تطلق الصواريخ فى بعض الأحيان على إسرائيل. كما أن حماس لم تقرر الكف عن شن هجمات إرهابية فى الضفة الغربية والتى من شأنها أن تهدد الاستقرار فى جميع المناطق الفلسطينية. وكما أشار ميلشتاين، فإنه من المشكوك فيه أن تقدم إسرائيل تنازلات جادة وتلتزم بها خلال الحملة الانتخابية.
تأخير مقلق
قام الجنرال المتقاعد غارى نورث ــ نائب رئيس شركة لوكهيد مارتن ــ بزيارة إلى إسرائيل وقدم بعض الأخبار الجيدة. فى صفقات شركة لوكهيد مارتن مع إسرائيل من المتوقع أن تخفض سعر الطائرة Fــ35 إلى أقل من 80 مليون دولار، وربما يصل إلى 78 مليون دولار. بعد ثلاث سنوات من وصول أول عدد من طائرات Fــ35، أصبح لدى القوات الجوية الآن 20 طائرة وبدأت فى تشغيلها.
اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على حيازة 50 طائرة وانخفض متوسط سعر الطائرة وتلاشت الشكوك حول طريقة تشغيل مقاتلات F ــ 35.
فى البداية، تعرض المشروع للتهديد بسبب التأخير الشديد والتكلفة الباهظة، وتعدد المشكلات التى جعلت إدارة الرئيس والكونغرس يتساءلون حول مدى كفاءة المقاتلات وحتى التشكيك فى الحاجة إلى مقاتلة الجيل الخامس التى تعمل شركة لوكهيد مارتن على تصنيعها الآن.. بعضا من هذه النقاشات وصلت إلى الجدل الدائر داخل إسرائيل، ولكن أصرت القوات الجوية على موقفها وفى الأخير ربحت. والآن يشارك قائد القوات الجوية أميكاك نوركين زملاءه الأمريكيين تفاخرهم بقدرات الطائرة.
ولكن، هذا لا يجاوب على التساؤل حول ما إذا ستتضمن صفقة السلاح الجوى القادمة طائرات من نوع Fــ 35 فقط أم خليط من الطائرات ربما يتضمن طائرات قديمة مثل إف ــ 15 إيغل. يجب أن يحصل سلاح الطيران على طائراته الجديدة بحلول منتصف العقد المقبل لاستبدال طائراته التى سيكون عمرها 50 عاما بحلول ذلك الوقت.
تم تأجيل اتخاذ قرار بشأن هذا الأمر لمدة عامين لأسباب مختلفة ــ توضيح من هو قائد سلاح الطيران الجديد، ومن هو قائد جيش الدفاع الإسرائيلى الجديد وانتظار تحديد شكل الميزانية وخطة الجيش الإسرائيلى للسنوات التالية. والآن مع الحملة الانتخابية الثالثة لإسرائيل ووجود حكومة مؤقتة، من المتوقع حدوث مزيد من التأخير. غارى نورث، نائب رئيس شركة لوكهيد مارتن، لم يعلق على هذا الأمر بشكل مباشر، ولكن بالنسبة للقوات الجوية الإسرائيلية، فإن مزيدا من التأخير حتما له آثار مدمرة.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى

النص الأصلى

 

التعليقات