الوعى الاجتماعى - سامح فوزي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الوعى الاجتماعى

نشر فى : الثلاثاء 22 ديسمبر 2020 - 8:35 م | آخر تحديث : الثلاثاء 22 ديسمبر 2020 - 8:35 م

يترد كثيرا مصطلح «الوعى»، وعادة ما يكون استخدامه من منطلق التمنى أو النقد. هناك من يتمنى أن يرى منسوب وعى المواطن فى ارتفاع، وهناك من يرى أن المشكلات تعود إلى انخفاض وعى المواطن. أى أن فى الحالتين هناك رهان دائم على الوعى من النظافة والحفاظ على البيئة إلى مواجهة الجريمة والإرهاب، مرورا بمواجهة الأوبئة مثل فيروس كورونا.
ولكن الذين ينشدون وعى المواطن، وهم محقون فى نظرتهم، يتجاهلون حقيقة مهمة أن هذا الوعى لا يتشكل بالوعظ والإرشاد، أو بالخطب الرنانة، أو بالتلقين والحفظ، قدر من يتشكل عبر ممارسات طويلة من الثقافة، والتواصل الإنسانى، والمشاركة، مما يجعل الشخص واعيا، وليس متغافلا أو مغفلا. كيف يمكن أن نرى مواطنا يحيط به غياب المعرفة، والعشوائية، وتراجع الثقافة من كل اتجاه، واعيا، يقظا، منتبها لما يحيط به من مخاطر، وما تسمح به الحياة من فرص؟
أعتقد أن المسألة تراكمية، وليست لحظية أو موسمية.
منذ أيام شاركت فى لقاء ضم شبابا، يدرسون الإعلام فى المعهد الدولى العالى للإعلام بالشروق، دار الحديث فيه عن أهمية المواطنة والحوار والتسامح، وجدت أن هناك شغفا واهتماما عند الأجيال الشابة لمعرفة ما يجرى حولهم، وما يجب أن يقوموا به، وهى نفس المجموعة التى تسير برفقة أستاذهم د. رامى عطا من مؤسسة إعلامية لأخرى، ومن أثر تاريخى لآخر، فى إطار بناء الوعى الوطنى الذى يحتاج إليه الشباب. ذكرنى ذلك بخبرة تدريس خضتها لعدة سنوات فى أوساط طلاب، كنت أسعى لاختيار موضوعات قريبة من اهتمامهم مثل المجتمع الاستهلاكى، ثقافة الإعلان، النوع الاجتماعى، وغيرها من القضايا التى كانت تسترعى انتباههم، ولاسيما أنها تشغل تفكيرهم فى المجتمع دون أن تكون لديهم القدرة على بناء وعى تراكمى حيالها.
أظن أن هذا ما نحتاج إليه فى الفترة الراهنة وهو بناء الوعى عند قطاعات واسعة من الشباب ليس من خلال ثقافة التلقين للموضوعات، والمخاطر التى تحيط بهم، ولكن من خلال توسيع مداركهم حتى يدركوا بأنفسهم ما يحدث حولهم، ويشكلون عقيدتهم تجاهه من خلال الحوار، وتبادل وجهات النظر، والتعرف على جوانب أخرى فى القضايا قد لا تكون واضحة فى أذهانهم.
هناك فرق بين الوعى بالتلقين والوعى بالتكوين. الأول يتعامل مع العقول على أنها أوعية لصب المعلومات، والآخر يتعامل معها على أنها ملكات إنسانية لتشكيل الرؤى والاتجاهات. إذا أردنا وعيا حقيقيا تراكميا يدوم ينبغى أن يكون ذلك من خلال التكوين الثقافى للشباب، وهو ما يتحقق من خلال الأنشطة الثقافية، والمشاركة فيها، وحرية التعبير، والنشاط المدنى.

سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات