نصف الملعب الآخر..! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نصف الملعب الآخر..!

نشر فى : الخميس 23 مارس 2023 - 9:15 م | آخر تحديث : الخميس 23 مارس 2023 - 9:15 م
** هل تكون مباراة اليوم، عنق زجاجة آخر؟ إن فارق المستوى يضع فوز المنتخب بنجومه مرشحا لتجاوز مالاوى. ولذلك هذا ليس سؤالا أنتظر إجابته، لكنه سؤال استنكارى، أو هو رجاء فى صورة سؤال فمباراة المنتخب مع مالاوى، يجب أن تنتهى بالفوز، فالمركز الرابع الذى يحتله الفريق يترك سحابة إحباط لا تجوز على الرغم من تساوى فرق المجموعة فى رصيد النقاط، إلا أن مباراة إثيوبيا ما زالت شوكة فى الحلق، ليس للهزيمة أمامها بهدف للا شىء، وإنما للحالة التى ظهر عليها المنتخب فجعل إثيوبيا تبدو كأنها البرازيل فى مجدها!.
** للأسف منذ عقود يعيش منتخب مصر حالة «مباراة عنق الزجاجة» فكثير من المباريات تبدو مثل ثقب إبرة، وعلى الجمل المرور منها، فيكون المرور عصيا ومستحيلا فى النهاية. من الطبيعى أن كفة المنتخب أعلى، بما يضمه من نجوم، ومهارات وفى المقدمة محمد صلاح، لكن هذا النجم يجب أن يجد المساندة الجماعية، والشىء الذى يمنحنا هذا الأمل هو أن فيتوريا عنده تلك النزعة الهجومية من واقع تجربة بلجيكا، ويرى أن لاعبى المنتخب يمكنهم اللعب فى نصف الملعب الآخر، فقد عاش الفريق تجارب صعبة تحت قيادة مدربين يرون أن «اللاعب المصرى» لا يستطيع اللعب الهجومى أو بالأحرى لا يمكنه مجاراة القوة والسرعة واللياقة الأفريقية، ويترتب على ذلك بناء شرنقة دفاعية، والسكن بها. وتوجد وثائق تؤكد ذلك وهى شرائط مباريات خاضها الفريق تحت قيادة كوبر وكيروش. وليس من الخطأ أن يلجأ فريق للدفاع، لكن الكارثة أن تدافع فقط ولا تهاجم، أو تهاجم بثلاثة لاعبين، أو تهاجم بخجل وبخوف.
** فليدافع المنتخب كما يشاء فيتوريا لكن عليه أن يفعل بالكرة شيئا عندما يمتلكها، فيهاجم بأشكال مختلفة من الهجوم، وبجمل حقيقية، وبعدد كبير من اللاعبين لاسيما وأن الفريق يلعب على أرضه. كما أنه قد آن الأوان لإسقاط تلك النظرية البليدة، التى رددها البعض: «منتخب مصر يجيد اللعب فى الدورات المجمعة، ولا يجيد اللعب فى مباريات الذهاب والعودة». وكان ذلك تفسيرا بليدا للفوز بكأس أفريقيا ثلاث مرات على التوالى، ثم الفشل فى التأهل لنهائيات البطولة نفسها ثلاث مرات، فحقق المنتخب بذلك «معجزة» فى المرات الست، نجاح مذهل وفشل ذريع؟!
** لا يوجد شىء اسمه الإجادة فى الدورات المجمعة وعدم الإجادة فى الذهاب والعودة لأن الفريق أجاد فى الحالة الثانية فى بعض الأحيان. كما أن الذهاب إلى كأس العالم لن يكون إلا بالذهاب والعودة، وليس بدورة مجمعة تقام خصيصا لفريقنا الوطنى كى يشارك فى كأس العالم!.
** رغم أن تصنيف المنتخب الأن هو المركز 39 وتصنيف مالاوى هو المركز 124، فإننا لا يجب أن نأخذ بهذا التصنيف، فالحكم هو الملعب. وقد كان المنتخب فى يوم من الأيام يحتل المركز التاسع فى التصنيف، ومع ذلك صيف من تصفيات كأس العالم، ولم يفز بكأس أفريقيا.
** كل التوفيق للمنتخب وبأداء إيجابى وهجومى كما ظهر ذلك فى شخصية فيتوريا وقيادته لمباراة بلجيكا الودية. فلم يعد كافيا أن يلعب منتخب مصر فى نصف الملعب مدافعا وعليه أن ينطلق إلى نصف الملعب الآخر.
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.