خنازيرك يا وطن - وائل قنديل - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 9:23 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خنازيرك يا وطن

نشر فى : الأحد 24 مايو 2009 - 10:34 ص | آخر تحديث : الأحد 24 مايو 2009 - 10:34 ص

 مع احترامى لكل الأصوات التى تصر على إضفاء طابع طائفى على موضوع التخلص من قطعان الخنازير، فإن أكثر الناس إلحاحا على انتقاد فكرة الذبح والإعلام هم الأكثر طائفية للأسف الشديد.

ولا أعلم سر هذا الإصرار على الربط بين تربية الخنازير والديانة المسيحية، رغم أن جميع القيادات الدينية القبطية قالت مرارا إن الخنزير لا يتمتع بأى حصانة دينية أو حتى فلكلورية.

ولا أدرى لماذا يعتبر السادة المعترضون أن التخلص من الخنازير، وهى بالمقاييس البيئية والفسيولوجية أحط وأحقر مخلوقات الله من الحيوانات ، هو سلوك همجى وغير حضارى بينما لا يرون فى تربية الأطفال وسط قطعان الخنازير أى ملمح من ملامح الحياة غير الإنسانية بالمرة؟

يقولون لك إنها قمة القسوة والوحشية أن نتخلص من الخنازير لأننا بذلك نهدد حياة آلاف العاملين عليها، رغم أنه لا شىء أكثر قسوة ووحشية من أن تترك أطفالا يلهون فوق ظهور الخنازير وسط تلال القمامة.

لماذا لا تمتد هذه الأيادى الرحيمة إلى هؤلاء الأطفال لتطالب لهم بحياة آدمية محترمة فى بيئة نظيفة يلعبون ويتعلمون وينامون فيها مثل أى أطفال فى العالم المتحضر وغير المتحضر أيضا ؟

لماذا لما تصرخ هذه الأقلام رعبا على الأطفال الذين يعملون فى خدمة «الحلاليف «بينما الحصيلة تصب فى حسابات أباطرة بيزنس تربية الخنازير؟

وأتساءل: هل توجد فى أمريكا أو أوروبا مزارع خنازير وسط الأحياء السكنية؟ هل يسمحون باختلاط حياة البشر بحياة الخنازير على هذا النحو المرغب من القذارة والفوضى؟

هل رأيتم فى أوروبا والدول المتقدمة طفلا يركب خنزيرا أو ينام معه فى غرفة واحدة، أو يقتسم معه محتويات القمامة؟

غير أن المثير فى الأمر أن رافضى التخلص من الخنازير يتحدثون وكأنهم قد امتلكوا مفاتيح العلم بحيث لا يتردد أحد فى أن يجزم بكل ثقة بأن الخنازير لا تمثل خطرا على البشر بل إن الخطر يأتى من إنسان مصاب بالفيروس إلى إنسان آخر، دون أن يقول لنا أحد: ومن أين جاء الفيروس للإنسان المصاب؟

وأحيل السادة المدافعين عن بقاء الخنازير حتى آخر بنى آدم إلى ما أعلنه علماء أمريكيون – يفترض أنهم ثقات- أمس من أن الخنازير توفر الفرصة لسلالات أكثر خطورة من فيروس إنفلونزا الطيور.

ورغم ذلك أسجل اعتراضى على إعدام الخنازير باستخدام مواد وأسلحة محرمة دوليا، وإبادتها على نحو همجى تماما كما أبيد الأطفال فى غزة وبغداد، ولم يزرفوا الدمع ساخنا كما يفعلون الآن حزنا على الخنازير.

وائل قنديل كاتب صحفي