توقعات حول قمة المناخ نوفمبر 2022 - محمود عبد المنعم القيسونى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:39 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

توقعات حول قمة المناخ نوفمبر 2022

نشر فى : الجمعة 24 يونيو 2022 - 9:05 م | آخر تحديث : الجمعة 24 يونيو 2022 - 9:05 م
اليوم أتابع بسعادة وفخر الاجتماعات الخاصة بالاستعدادات لاستضافة مصر مؤتمر قمة المناخ بشرم الشيخ فى نوفمبر من العام الحالى، ويهمنى تسجيل الآتى بعد.
الصحافة والإعلام الدولى سوف يوجدان بكثافة غير مسبوقة لحضور وتسجيل فعاليات ومناقشات وقرارات أعمال هذا المؤتمر الهادف إلى حماية كوكب الأرض وسكانه وكائناته من تبعات التغيرات المناخية الكارثية. تغيرات بدأت فعلا تضرب وبقسوة دول العالم منذ عدة سنوات كذوبان ثلوج القطبين الشمالى والجنوبى، الأمر الذى تسبب فى ارتفاع منسوب محيطات وبحار العالم لأكثر من متر ونصف، وغرق عدة مدن ساحلية ومنها عاصمة إندونيسيا. وكذلك أجبرت هذه التغيرات دولا على تشييد عواصم ومدن جديدة لديها بتكاليف فلكية وتشجيع مواطنيها على الهجرة لبلاد أقل عرضة لهذه التغيرات. من تبعات التغيرات المناخية أيضا انتشار الأعاصير والحرائق المدمرة لمدن ولولايات كاملة، وزيادة رقعة كارثة الجفاف القاتل لكل مظاهر الحياة.
لهذا وأكثر يتمنى الكل نجاح هذه القمة فى الاتفاق على التلاحم والتعاون بين الدول الغنية والدول الفقيرة للحد من مسببات هذه الكوارث الطبيعية، ومساندة ودعم الدول الفقيرة فى مواجهة تبعات هذه التغيرات.
• • •
تهمنى الإشارة لتوقعات قد تحدث أثناء فعاليات هذه القمة، قد تحدث تغطية إعلامية بالغة الحرفية لأعمال المؤتمر، لأن نتيجة هذه القمة باختصار هى حياة أو موت المنظومة الحياتية على كوكب الأرض خلال القرن الحالى.. إن نجاح هذه القمة سيكون له توابع رائعة على مكانة مصر بالساحة الدولية. أتوقع من شبكات الإعلام الدولى دفع مندوبيهم ــ كما هى العادة وكما شاهدت بنفسى من قبل ــ لزيارات خارج نطاق مقرات القمة، أى إلى نطاق محافظة جنوب سيناء وبخاصة للمحميات الطبيعية؛ لأنها ضمن مكملات مساعى حماية البيئة العالمية المتفق عليها دوليا، والتى كانت مصر سباقة فى توقيع الاتفاقيات المرتبطة بها.
بجنوب سيناء خمس محميات هى أبو جالوم وطابا ونبق وسانت كاترين ورأس محمد (رأس محمد كانت على مستوى العالم أجمع حتى أوائل القرن الحالى ثانى موقع جذب لنشاطات الغوص السياحى والعلمى بعد الحاجز المرجانى العظيم شرق أستراليا). ونأمل أن تتم زيارة هذه المحميات والاطلاع على الإمكانيات الإدارية ومراكز الزوار (معظمها مغلق منذ سنين) وإمكانيات الكشافة البيئية ومطبوعات وكتب التنوع الحياتى بكل محمية (أخشى أن تكون هذه المطبوعات قد تم وقف طبعها تماما الآن)، ونأمل أيضا أن يطلع الزوار على خرائط الطرق والمدقات والسلع المرتبطة بالتنوع الحياتى بالمحمية والمعروضة للبيع وخدماتها للسكان المحليين المقيمين داخل نطاق هذه المحميات. وفى ظنى أن الانتباه سينصرف لقوانين حماية التنوع الحياتى بهذه المحميات سواء على اليابس أو النطاق البحرى لمحمية رأس محمد والذى كان يضرب به المثل عالميا من حيث الجمال والثراء والتنوع البحرى النادر. وللأسف جرى الاعتداء على كامل الحياة البحرية بهذا النطاق وعلى غابات الشعب المرجانية النادرة من قبل الصيادين خلال العشرين عاما الماضية.
وربما تجرى زيارة موقع تجميع القمامة أيضا غرب شرم الشيخ والذى تم بناء جدار حوله وبناء مصنع لتدوير القمامة داخله (هل يعمل منذ بنائه؟)، والوقوف على نتائج هذه الجهود لأن المنظمات الدولية لحماية الطيور المهاجرة والحوامة بعد زيارتها لهذا الموقع منذ عشر سنوات سجلت تقارير مؤسفة عنه؛ حيث تسبب فى موت آلاف من الطيور القادمة من أوروبا والعائدة لها والتى تهبط به لتأكل من هذه المخلفات والتى كانت منتشرة حتى أوائل عام ٢٠١٤ فى العراء ومعظمها سام.
• • •
التغطية الإعلامية الدولية لهذه القمة ستكون متكاملة الجوانب وواجب ألا نسمح بأى قصور قد يشوه الجهد الرائع والمخلص الذى تبذله الدولة من الآن، مع وجوب الإشارة إلى موقف سلبى مؤسف من الصعب طمسه؛ لأنه حدث ويحدث علنا وأمام المواطنين والإعلام وهى المذابح غير المسبوقة فى تاريخ مصر لنعمة الأشجار. الأشجار التى سجلت على برديات أجدادنا الفراعنة باهتمام واضح وقدسوها لأن رعايتها والحفاظ عليها كانت من الأعمال التى تدخل صاحبها للعالم الآخر أى الجنة. كما أنها وبإعلان علماء العالم من ضمن أسس مواجهة كارثة التغيرات المناخية بأسلوب طبيعى. هذه المجازر تمثل عكس ما يحدث بدول العالم طوال القرن الحالى من الحفاظ المخلص على الأشجار بالكامل بقوانين صارمة تطبق وتحترم وهو ما شاهدته بعينى ببريطانيا، فقد تابعت الجهود المخلصة حيال إنقاذ شجرة صفصاف (أم الشعور) ضخمة مالت بشدة بسبب إعصار ضرب لندن أوائل شهر إبريل من العام الحالى ٢٠٢٢ وكانت داخل حديقة خاصة، فتحركت السلطات المحلية وخبراء الأشجار لدراسة إمكانية إعادتها إلى وضعها الطبيعى، لكن كان واضحا استحالة تحقيق ذلك فصدر قرار واضح كالشمس أنهم بذلوا محاولات مخلصة وأنهم بكل أسف أجمعوا على وجوب إزالتها لخطورتها على الممتلكات المجاورة لها، كما أن جذورها جفت وتم تثبيت إعلان يشمل هذه التفاصيل على سور الحديقة الخاصة ليشاهده المارة والجيران فهذا حدث محزن لسكان الحى.
دول العالم الآن فى حالة العمل الدؤوب والمستمر لزراعة أضعاف أضعاف أضعاف الشجر فى كل المساحات المتوافرة وعلى أجناب الطرق، حسب ما أعلنته العديد من الدول لثبوت أنها تنتج كمًّا ضخمًا من الأكسجين مع امتصاصها لكمٍّ هائل من ثانى أكسيد الكربون، مع الحد الملحوظ لدرجات حرارة الطرق والحدائق، هذه النعم التى تحققها الأشجار والعالم اليوم فى أشد الحاجة لها. أعتذر كان واجبا هذه الإشارة من واقع خبرتى العملية ومشاهداتى ومتابعاتى.
محمود عبد المنعم القيسونى المستشار السابق لوزير السياحة ووزيرة البيئة
التعليقات