المجلس العسكرى.. والحل الممكن - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:28 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المجلس العسكرى.. والحل الممكن

نشر فى : الخميس 24 نوفمبر 2011 - 9:35 ص | آخر تحديث : الخميس 24 نوفمبر 2011 - 9:35 ص

لم تقم شرعية إدارة المجلس العسكرى لشئون مصر منذ ١١ فبراير ٢٠١١ والقبول الشعبى لهذه الإدارة إلا استنادا إلى شرطين واضحين: حماية العسكرى لدماء المصريين وامتناعه عن ممارسة العنف ضدهم أيام الثورة، والتزامه بنقل السلطة بالكامل وبسرعة إلى المدنيين المنتخبين. المؤكد اليوم هو أن العسكرى أخفق فى الالتزام بهذين الشرطين. حرمة دماء المصريين تم انتهاكها أكثر من مرة، قبل أحداث ماسبيرو الدامية وفى ماسبيرو واليوم فى التحرير الذى ترتكب به جرائم قتل بشعة تظهر حقيقة الوجه القبيح للدولة القمعية. نقل السلطة للمدنيين المنتخبين تم التحايل عليه بإطالة أمد الفترة الانتقالية دون تحديد والإبقاء على قدر من الغموض (بلغ حد الحديث عن ٢٠١٣) حتى لحظة انفجار الأوضاع فى ميادين التحرير. نعم يبدو الآن أن العسكرى قبل بجدول زمنى به انتخابات برلمانية ودستور وانتخابات رئاسة وينتهى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٢، إلا أن الواقع السياسى المأزوم مع انهيار شرعية العسكرى تجاوز هذه الإجراءات ولم يعد يكفى تحديد موعد قريب لانتخابات الرئاسة لإنهاء الأزمة.

 

الحل الممكن اليوم هو الوقف الفورى للجريمة التى ترتكب فى ميادين التحرير ضد المصريات والمصريين وإحالة المسئولين عنها للنيابة العامة. الحل الممكن اليوم هو الاعتذار الرسمى من قبل المجلس الأعلى للشعب المصرى ولأسر الشهداء والجرحى عن الجريمة مكتملة المعالم بعد وقفها. الحل الممكن اليوم هو نقل الصلاحيات التشريعية والتنفيذية من المجلس العسكرى لحكومة إنقاذ وطنى تشكل إن من شخصيات وطنية أو من رؤساء الهيئات القضائية وتكون مهمتها إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية والإشراف على وضع الدستور وإدارة الملف الأمنى.

 

أتصور أن الانتخابات البرلمانية يمكن إن أسرعنا فى تشكيل حكومة الإنقاذ الوطنى أن تبدأ فى موعدها المحدد مع ترحيل المحافظات المضطربة كالقاهرة والإسكندرية إلى المرحلة الثانية أو الثالثة. أتصور أن وضع الدستور وانتخابات الرئاسة يمكن أن ينتهى فى ٣٠ يونيو ومن بعد هذا التاريخ تنتهى أعمال حكومة الإنقاذ الوطنى وتشكل حكومة طبيعية للقيام بالمهام التنفيذية مع الرئيس المنتخب.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات