الطوابير فى الحوش الخلفى - محمد موسى - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 2:33 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الطوابير فى الحوش الخلفى

نشر فى : الثلاثاء 24 نوفمبر 2015 - 11:05 م | آخر تحديث : الثلاثاء 24 نوفمبر 2015 - 11:05 م

أصبح الإعلام يحصيهم بالواحد، السياح الذين يصلون إلى مطار شرم الشيخ، والناخبون الذين يصلون إلى مراكز الاقتراع.
الإقبال على الانتخابات هو الأقل فى كل مناسبات التصويت منذ 2011، متساويا مع انتخابات الشورى 2012، ومعظم من يقاطع يرى أن صوته لن يصنع أى فارق. لكن بعض المشاركين تحمسوا للتغيير، وبحثوا عن «مرشحين ما نزلوش قبل كدا، ومش تبع حزب، خاصة الوطنى والإخوان والنور»، كما نقل لى زميل عزيز، كان يغطى الانتخابات فى محافظتين.
مع هذا الإقبال الضعيف، أمطرت سماء البلد بالرشاوى الانتخابية والمال السياسى، على نحو يفوق ما كان يجرى فى انتخابات مبارك. وظاهرة الرشاوى الانتخابية تعد من علامات الموت الإكلينيكى للسياسة، وهى حالة يرد عليها المواطن بالمقاطعة والطناش، حتى لو طاردته الحملات الإعلامية المدفوعة «لحد باب البيت».
فريق كبير من المرشحين وجد نفسه فى مزاد الرشاوى، واستسلم للعبة، وكتب مرشح بورسعيدى على تويتر: الصوت وصل 200 جنيه، أنا علَّى بـ 500 جنيه، ولو حد بيبيع أصوات جملة ممكن نتفاوض».
وهكذا ظهر هاشتاج # صوتك بكام. حتى الشيخ يونس مخيون رئيس حزب النور شكا من سطوة المال السياسى، «لم نره فى الانتخابات السابقة بهذا الشكل، وفيه ناس واقفة طوابير بتاخد فلوس».
انتقلت الطوابير إذن من أمام الصناديق، إلى الحوش الخلفى لاستلام المعلوم قبل التصويت.
يقول المواطن فى عقل باله: أنتم جعلتموها قوائم تتنافس على حب مصر وعلى الولاء للرئيس، فأصبح البرلمان لأصحاب الملايين فقط. والأحزاب فى أضعف حالاتها منذ ظهورها فى مصر. ولا نحتاج إلى أحزاب أو برلمان، فالرؤية واضحة بالمجلس أو من غيره، والأحزاب مجرد مجسم فنى ثلاثى الأبعاد، يرمز لتعددية افتراضية.
رغم ذلك، فالتحالفات والقوائم تشابهت علينا، وعلى الخبراء أنفسهم.
سبع قوائم من مصر: فى حب مصر، الجبهة المصرية، صحوة مصر، وحدة مصر، مستقبل مصر، نداء مصر، فرسان مصر، بالإضافة إلى «الأجانب»: تحالف العدالة الاجتماعية، النور، الوفد، التحالف الجمهورى، التحالف اليسارى.
لا يوجد مواطن واحد قادر على السير فى غابة القوائم أو تذكر أسمائها، والحمد لله على نعمة جوجل.
تحالفات ولدت متشابهة على طريقة التوائم المتطابقة، لكنها نجحت فى اختلاق معارك على الفضائيات، لإضفاء الدراما. ليست جدلا بين موالاة ومعارضة، بين يمين ويسار، أو ليبرالى وإسلامى، لكن اتهامات بالانتماء للإخوان، وردود من نوع ما قاله السياسى الوزير الصحفى أسامة هيكل: اعقلى يا تهانى، مصر أكبر من الرغبة المجنونة فى مقعد البرلمان.
موقع تايم الأمريكى قال إن المصريين ذهبوا للاقتراع «فى جو من الاكتئاب واللامبالاة»، وإن التنافس كان بين مؤيدين للنظام، ومؤيدين آخرين، فى ظل غياب تام للمعارضة.
والديمقراطية ليست تمثيلية أو محاكاة، كما تصور السادات الله يسامحه، بتأسيسه 3 منابر، يمين ويسار ووسط، هو فيه حاجة غيرهم؟. الديمقراطية تعنى فى تعريفها الأكثر اختصارا تمثيل الجميع فى البرلمان، الجميع. والإصرار على برلمان يصفق ويوافق، سيلحق الضرر بالنظام السياسى أسرع مما سيفسد العملية السياسية برمتها.
موجة السخرية التى غمرت مواقع التواصل، كان شعارها: باسم الشعب الذى قاطع وسحب الثقة، البرلمان غير شرعى، وكتب ناجح إبراهيم، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن البرلمان المقبل لن يناقش سوى القضايا الانتقالية فقط، وبعد انتهاء المرحلة الحالية، سيكون هناك برلمان أفضل. وهكذا يستعد الحوش الخلفى لمزيد من الطوابير.

محمد موسى  صحفي مصري