متى؟ - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 1:41 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متى؟

نشر فى : الإثنين 25 أبريل 2016 - 10:10 م | آخر تحديث : الإثنين 25 أبريل 2016 - 10:10 م

هو حق أصيل للمواطن أن يعبر بسلمية عن رأيه دون خوف من قمع أو تعقب أو إيذاء.
هو حق أصيل للمواطن أن يحتج سلميا على قرارات أو ممارسات أو سياسات حكومية يراها تضر بمصالحه المشروعة أو بالصالح العام لبلاده أو بكليهما دون تهديد بعقاب أو إقصاء أو سلب للحرية.
هو حق أصيل للمواطن أن يطالب المؤسسات والأجهزة الرسمية بالالتزام بحرية تداول المعلومات وبالإعلان عن حقائق الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فى البلاد دون مواربة أو تحايل أو استعلاء على الناس.
هو حق أصيل للمواطن أن يساءل ويحاسب الحكام من خلال انتخابات دورية قد تبقى عليهم أو تغيرهم، من خلال سلطات وأجهزة رقابية تحول دون تغول الحكام وتحمى الناس مع القمع وسلب الحرية، من خلال نقاشات عامة واعية توضح مضامين القرارات والممارسات والسياسات التى يطبقها الحكام، وتظهر بموضوعية نتائجها دون ادعاءات زائفة أو اتهامات مرسلة.
هو حق أصيل للمواطن حين يرفض ويعارض ويحتج أن ينشد التغيير السلمى، وأن يبحث عن بديل يظنه أفضل لبلاده ولصون صالحها العام، وأن يفعل ذلك دون اتهام حكومى بكونه من الخونة أو المتآمرين أو أهل الشر.
هو حق أصيل للمواطن حين يرفض ويعارض ويحتج أن ينأى بنفسه عن ما يظنه ادعاءات زائفة أو اتهامات مرسلة يطلقها بعض الرافضين، والمعارضين، والمحتجين باتجاه الحكام دون دليل موضوعى، وألا يجد نفسه هنا موضع تشكيك أو إقصاء أو تخوين وكأن المعارضة المطالبة بالتغيير والديمقراطية هى فعل جموع لا تعرف التنوع أو الاختلاف.
هو حق أصيل للمواطن أن يعارض الصوت الواحد والرأى الواحد المفروض على الناس من قبل الحكام ودوائرهم، وأن يعارض أيضا الصوت الواحد والرأى الواحد الذى يريد البعض أن يفرضه قسرا على الرافضين، والمعارضين، والمحتجين والباحثين عن التغيير، فكل ادعاء بحتمية الصوت الواحد هو انجرار إلى المكارثية، وكل تشبث بالرأى الواحد هو غوغائية تسقط الأوطان.

متى سنصير مجتمعا طبيعيا؟

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات