•• إذا كنت من أعضاء نادى الجزيرة، فإنك ستجلس لتناول طعام الغداء فى الحديقة مع أولادك، وستجد غرابا يجلس معك على الطاولة وبصوته «الأجش» قد يفاجئك بطلب واحد كابتشينو. لكن مشكلة الغربان السوداء ليست المشكلة الوحيدة فى حدائق النادى، فهناك القطط أيضا. وهو ماكتبت عنه الزميلة ولاء رحاب لؤى تقريرا فى الصفحة الأولى بجريدة الوطن، حيث قامت إدارة النادى بتنظيم عملية تشبه عمليات تنظيم داعش فى بلاد العراق والشام وليبيا (هناك صورة فى الصحف البريطانية بها لافتة لأحد إرهابيى داعش فى إشارة إلى ليبيا مع العراق والشام)..

•• إدارة النادى قررت التخلص من القطط بتسميمها لأنها تضايق الأعضاء. وروى بعض الأعضاء أن قططا قتلت بضربها بالشوم على رأسها، وهذا يساوى أسلوب «الدعايشة» الذين يذبحون البشر لأنهم يضايقونهم؟!

•• مذبحة القطط فى الجزيرة سبقتها مذابح الغربان فى النادى، وكانت تقتل، وتعلق كى يتعظ باقى القبيلة فيغادر المنطقة، إلا أن أهل الغراب المذبوح أو القتيل يبكونه بصوتهم المزعج حزنا على فراقه.. قصة التخلص من الغربان والقطط تذكرنى بقصص لاحصر لها عن عمليات إنقاذ أهل الغرب لطيور وحيوانات معرضة للخطر لدرجة استدعاء قوات الحماية المدنية لحماية دب صغير مهدد بالسقوط من أعلى شجرة..

•• قبل 30 عاما فى أيام فترة الخطوبة حيث يذوب الرجل رقة أمام خطيبته كانت بجوار منزلنا قطعة أرض تحفر بها أساسات عمارة، وسقطت قطة فى حفرة عميقة، وحاولنا إنقاذها، ولم نستطع. توجهنا على الفور إلى مقر الحماية المدنية (المطافىء سابقا) فى المعادى واستقبلنا الشرطى قائلا أو متسائلا:

«خير »؟!

•• تعجبت من السؤال. فكيف يكون خيرا من يسأل المطافىء إنقاذه؟ المهم أخبرته بقصة القطة التى سقطت فى الحفرة العميقة، وأخبرته بأننا نطلب قوات الحماية المدنية (المطافىء سابقا برضه) بالتحرك لإنقاذ القطة (؟؟؟؟!!!!) وعلامات الاستفهام والتعجب تختصر صورة وجه الرجل حين سمع قصتنا.. وقد تماسك على أى حال، وأبلغنا بأنه من الضرورى إبلاغ العتبة كى تتحرك عربة لإنقاذ القطة (العتبة مقر الحماية المدنية الرئيسى والمطافىء سابقا).. فأمسك الرجل التليفون وطلب رقما وقال: آلو ياعتبة.. ياعتبة.. فيه واحد وواحدة عايزينا نتحرك لإنقاذ قطة سقطت فى حفرة؟!

•• عرفت رد العتبة من تعبيرات وجه الرجل وهو يبلغ المقر الرئيسى بحكاية القطة التى سقطت فى الحفرة وكان الرد حسب ظنى: ( زحلقهم ).. ثم إنه بدون أن يدرى أدار بعض اصابع يده بجوار رأسه (هى إشارة لطلب مجنون من شخص مجنون).. وقال الرجل: «العتبة رفضت التحرك».. وأضاف ناصحا: «ياباشا شوف واحد جدع ينزل الحفرة بحبل ويطلع لك بقطتك؟!»

•• هكذا نرى أن حياة أى كائن لاتساوى.. وقد عملت بنصيحة رجل الحماية المدنية (المطافىء سابقا) وشفت واحد جدع نزل الحفرة وطلع بالقطة.. بس اللى مضايقنى أن رجل المطافىء (الحماية المدنية حاليا) كان فاهم إن القطة بتاعتى؟!