وليد ــ أنا كلمت سلمى وجينا أول ما حضرتك اتصلت يا أونكل
أونكل ــ الوضع صعب والمشروعات كلها محتاجة ان كل واحد فيكم يحول جزء من مرتبه شهريا
سلمى ــ مش عارفة يا أونكل. بابا الله يرحمه ساب الفندق، والمصنع، والمزرعة، والبنزينة وحضرتك قلت انك هتمسك الإدارة علشان الغريب ما يسرقناش
أونكل ــ صحيح
سلمى ــ حضرتك أخدت الميراث والفلوس السايلة وصرفتها على أصحابك
أونكل ــ مش أصحابى يا سلمى دول زمايلى فى الشغل القديم اللى بياخدوا بالهم من حاجتكم. يعنى نسيبها تتسرق؟
سلمى ــ يا أونكل المفروض يجيلنا دخل مش نصرف على المشروعات ودى مسئوليتك بس من ساعة ما مسكت الفندق بينش، والمزرعة ما بتطلعش كيلو خضار
أونكل ــ ما تقلقيش. انتى مالك كده؟. أنا مش ممكن أسيبك ولا أسيب عيلتى. انتو عنيه اللى باشوف بيها. قلبى اللى..
وليد ــ يا أونكل عارفين. المشكلة ان حضرتك ما بتقولناش الفلوس بتروح فين
أونكل ــ يابنى المثل بيقول دارى على شمعتك تقيد. دا انا باصرف من جيبى. انت ناسى انى حطيت فى المشروعات كل ما أملك؟ ناسى انى متنازل عن خمسة وتسعين فى المية من مرتبى؟
سلمى ــ حضرتك موظف والمفروض تاخد مرتبك فى مقابل شغلك. والصراحة أنا ما شفتش أملاكك بتتباع، معرفتش قيمتها كام ولا حضرتك حطيتها فين. ومرتبك بيتصرف من عند المحاسب ومفيش طريقة ان جزء من الفلوس يرجع إلا إذا حضرتك كنت بتتبرع بعد ما تقبض كل شهر!
أونكل ــ بتشككى فى يا سلمى؟! (عيناه تدمعان)
وليد ــ ما تقصدش يا أونكل والله. هى بتسأل بس.. عيب يا سلمى
أونكل ــ (يمسح دموعه)انتو مهما كان زى ولادى ومش ممكن اسيبكم ولا اسيب المشروع. انتو حياتى.. انتو عمرى.. انتو..
سلمى ــ يا أونكل الفندق فى أحسن موقع، والمزرعة أخصب تربة، والبنزينة على الطريق السريع لكن كله بيخسر
أونكل ــ ما انتى عارفة المنافسة. وبعدين الموظفين أجارك الله. عاوزين فلوس ومش عارفين يشتغلوا. عموما احنا رفعنا المرتبات
وليد ــ حضرتك زودت المرتبات لأصحابك. باقى الموظفين تعبانين. المفروض نشوف احتياجاتهم وكمان ندربهم ونرفع مستواهم. محتاجين ندرس ليه السياح بطلوا ينزلوا فى الفندق؟ نشوف وضع البنزينة ونغير النشاط لو مالهاش حل. أى حاجة من اللى الإدارة المفروض تعملها!
سلمى: يا أونكل المفروض أى نشاط اقتصادى يعمل عائد وربحه يغطى الأجور والنفقات والتدريب والصيانة، وبيفيض جزء يتصرف على النمو والتوسع. أنا مش فاهمة إزاى..
أونكل ــ (مقطبا بانزعاج)هم لسه بيعلموكو فى الجامعة والا إيه؟!
سلمى ــ لا يا أونكل. انا قريت ده على النت
أونكل ــ ااه.. دى اللى بتيجى فى الكابل الاسود اللى بيعدى من جنب شباكنا فى العمارة مش كده؟
سلمى ــ بالظبط يا أونكل، اللى كل شوية فيه حد بيقطعه.
وليد ــ خلاص يا سلمى. بيتهيألى مفيش حل تانى. إحنا هنحول نسبة من المرتب. وانا حتى جبت معايا كل اللى تامر كان محوشه فى الحصالة.
أونكل: (مبتسما)تمورة حبيبى. هو ما جاش معاكم ليه؟
سلمى: انت ناسى يا أونكل انه مختفى من اربع أيام؟
أونكل: يااااه.. يا ريتنى كنت أنا والله!