خطة النقاط العشر - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 1:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خطة النقاط العشر

نشر فى : الإثنين 27 فبراير 2017 - 10:45 م | آخر تحديث : الإثنين 27 فبراير 2017 - 10:45 م
قبل بضعة أيام، نشر باراك رابيد خبرا دراماتيكيا عن قمة سرية عُقدت قبل سنة فى العقبة بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى والعاهل الأردنى الملك عبدالله والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى. هذه القمة التى أقر بحدوثها رئيس الحكومة، وخطوات إضافية جرت فى المقابل فى تلك الفترة، شكلت الأرضية لاستعدادى للبحث مع نتنياهو فى تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال الأشهر مارس/مايو 2016، بهدف تغيير وجه الشرق الأوسط.

المعلومات التى نشرتها «هاآرتس» (19/2) كشفت جزءا صغيرا من الفرصة الكبيرة التى أتيحت لإسرائيل لتغيير وجه الشرق الأوسط كله، والتى كان فى إمكانها أن تحمل أملا كبيرا إلى شعبنا وإلى شعوب المنطقة.

طوال حياتى السياسية التزمت بالسعى نحو تحقيق السلام، ولذا قررت الدخول بعقل منفتح وتفحص الفرصة بعد أن طلب منى زعماء بارزون فى منطقتنا وفى المجتمع السياسى الدولى الإقدام على ذلك، إذ رأى هؤلاء فى انضمام المعسكر الصهيونى إلى الحكومة تأكيدا لجدية الجانب الإسرائيلى. وشدد هؤلاء أمامى على أنهم حصلوا على تعهد واضح من نتنياهو من أجل الدفع قدما بهذه الخطوة، وأنه هو نفسه لاعب مركزى فى حدوثها.

مع الأسف، وفى لحظة الحسم تراجع نتنياهو، وخضع لزملائه من اليمين ولكل مخاوفه، فتخلى عن تعهداته، وقضى على فرصة حقيقية كانت موجودة فى تلك الفترة للتوصل إلى اتفاق إقليمى وتغيير وجه الشرق الأوسط.

لقد أوضح الرئيس المصرى السيسى وملك الأردن هذا الأسبوع الشرط الأساسى لعملية إقليمية فى صورة تحقق رؤية الدولتين. ليس الأردن كدولة فلسطينية بحسب تسيبى حوتوفلى [من الليكود]، ولا شبه جزيرة سيناء كدولة فلسطينية بحسب أيوب قرا [الليكود]. ويتعين علينا نحن الزعماء المسئولين مواصلة السعى نحو السلام وحل الدولتين لأن هذا هو الحل الممكن الوحيد!
هنا أقترح خطة محدثة تتضمن عملية متعددة المراحل والخطوات، وتتضمن المكونات التالية، وذلك كخريطة محدّثة. ما يلى خطة النقاط العشر:

ــ ينبغى العمل على تأكيد التزام الطرفين والمجتمع الدولى مجددا بالهدف النهائى الذى هو حل الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب بأمان وسلام.

ــ يجب على الطرفين تحديد فترة مقدارها عشر سنوات يجرى خلالها تحديد كل المنطقة الواقعة غربى نهر الأردن كمنطقة لا يوجد فيها عنف من أى نوع. كما يجب الاتفاق على تطبيق مشترك، وعلى عقوبة لا هوادة فيها ضد كل أشكال الإرهاب والتحريض. ويجب على مجلس الأمن اتخاذ قرار بهذا الشأن والإشراف مباشرة على تنفيذه.

ــ يتحرك الطرفان معا فى هذه الفترة نحو تحقيق رؤية الدولتين. تواصل إسرائيل التقدم باتجاه خطوات الانفصال عن الفلسطينيين من خلال استكمال جدار الفصل الذى سيحمى القدس والكتل [الاستيطانية]، وإقامة فاصل بين القدس والقرى الفلسطينية فى غلاف القدس، ومن خلال نقل المزيد من الصلاحيات إلى الفلسطينيين فى المنطقة، بما فى ذلك صلاحيات مدنية فى أجزاء من المنطقة (ج) من أجل السماح بحدوث تطور مدنى فلسطينى بين البلدات المتاخمة للجدار والمدن الفلسطينية الكبرى خلافا لما يطالب به بينت.

ــ تقوم إسرائيل بتجميد البناء خارج كتل المستوطنات وتمتنع عن أى نشاط يغير الواقع على الأرض فى تلك المناطق إلا ما يتعلق بالاحتياجات الأمنية، وذلك من أجل إتاحة تحقيق رؤية الدولتين.

ــ من ناحيتهم يعمل الفلسطينيون على منع أى إرهاب وتحريض، كما عليهم العمل من أجل بلورة اتفاق داخلى ــ فلسطينى وطنى واسع يشمل مناطق الضفة الغربية وغزة تحت سيادة واحدة. وإذا فعلوا ذلك فسوف يحق لهم إعلان دولة فلسطينية ضمن حدود مؤقتة، ويجب أن يكون واضحا أن الحدود النهائية ستعيّن فقط من خلال اتفاق. وستدرس إسرائيل بإيجابية الاعتراف بدولة فلسطينية، وتعلن أنها ترى فيها شريكة فى تحقيق تسوية دائمة ونهائية.

ــ بموازاة ذلك، يجرى تطوير الاقتصاد الفلسطينى بسرعة كبيرة بأدوات إقليمية ودولية، بما فى ذلك تطوير حضرى، وإصلاح مخيمات اللاجئين، واقتصاد وصناعة قابلة للعيش.

ــ يواصل الجيش الإسرائيلى العمل فى شتى أنحاء الضفة حتى حدود نهر الأردن وحول قطاع غزة. ويستمر التعاون الأمنى مع السلطة الفلسطينية وأجهزتها حتى بنشاط أشد.

ــ يعمل الطرفان على إعادة إعمار غزة بما فى ذلك إقامة مرفأ يخضع لترتيبات أمنية مشددة، مع نزع كامل للسلاح والقضاء على الأنفاق.

ــ مع انتهاء الفترة، وعلى افتراض عدم وقوع عنف فى المنطقة خلالها، تبدأ مفاوضات مباشرة بين الطرفين بدعم من دول المنطقة والمجتمع الدولى من دون شروط مسبقة، وكطرفين متساويين، بجدية ومثابرة، ويجرى التحرك نحو اتفاق سلام شامل ونهائى، يتضمن حلا لجميع المشكلات التى بقيت موضع خلاف، بما فى ذلك تعيين حدود دائمة، والمشكلات الجوهرية، ونهاية المطالب والنزاع.

ــ تدعم دول المنطقة الخطوات علنا وبقوة كجزء من عملية إقليمية واسعة ودراماتيكية. وتبادر إسرائيل إلى إقامة مؤسسات شرق أوسطية مشتركة تعمل على الازدهار الإقليمى وتشجيع التعاون فى مجالات مختلفة بينها الأمن والاقتصاد والمياه وعبور البضائع والعمال، وتقترح أن تكون القدس مركزا لهذا النشاط الإقليمى.

فيما تشهد المنطقة من حولنا عاصفة هوجاء، ويتحول خطر خسارة دولة إسرائيل كدولة قومية إلى خطر ملموس، يجب من جديد تحريك عملية مدروسة وواقعية من أجل تحقيق رؤية الدولتين.
هذه العملية المحدثة ستؤدى قبل كل شىء إلى التهدئة، ويحصل كل طرف من خلالها على نصيبه فى كل مرحلة. الفلسطينيون يحصلون على اعتراف وصلاحيات ومنطقة إضافية وأفق، والإسرائيليون يحصلون على الأمن والاعتراف الإقليمى وأفق وأمل.

يتسحاق هيرتسوغ
هاآرتس
التعليقات