إقالة جالانت.. صدمة لأمن الدولة - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:55 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إقالة جالانت.. صدمة لأمن الدولة

نشر فى : الإثنين 27 مارس 2023 - 10:20 م | آخر تحديث : الإثنين 27 مارس 2023 - 10:20 م
لا شك فى أن إقالة وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، ليست صدمة سياسية فقط. إنها بالأساس صدمة أمنية خطِرة فى كل ما يتعلق بأمن الدولة والجيش. فى الأيام العادية، كان من الممكن قبول إقالة وزير لا يتماشى مع موقف رئيس الحكومة والائتلاف الحكومى. ولكن هذه الأيام التى نعيشها ليست عادية، كما أن القضية ليست عادية أيضا.
لقد حذّر جالانت خلال الأسابيع الماضية من أن الإصلاحات القضائية وإسقاطاتها تزعزع الوضع الأمنى، وتُلحق الضرر بالردع الإسرائيلى، وتضع العلاقات بين إسرائيل وبين الدول الغربية والعربية فى خطر، والأسوأ من هذا كله أنها تزعزع الأسس التى بُنى عليها الجيش، وتخلق تساؤلات عن جهوزيته لتنفيذ مهماته.
فى واقع الأمر، لم يعبّر جالانت عن رأيه الشخصى، بل مثّل القيادة الأمنية: رئيس هيئة الأركان العامة، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية [«أمان»]، وجهازا «الشاباك» والموساد، وقائد سلاح الجو؛ جميعهم، من دون استثناء، حذّروا خلال الأسابيع الماضية من أن إسرائيل تتدهور إلى مواقع خطِرة.
نتنياهو استمع إلى جالانت، لكنه رفض الإصغاء. ورفض اقتراح جالانت عقد اجتماع للكابينيت السياسى ــ الأمنى، بهدف نقل الصورة إلى الوزراء، كما ينص القانون. وبذلك، أقرّ نتنياهو سابقة خطِرة مضاعفة: تعامل مع الأمر على أنه الوحيد الذى يتخذ القرارات، من دون استشارة أحد، ووضع مصلحته قبل مصلحة الدولة والأمن.
إذا اعتقد نتنياهو أن إقالة جالانت ستغيّر موقف منظومة الأمن، أو تجعل قيادتها تبدأ بطأطأة الرأس، خوفا من الإقالة، فهو مخطئ. رؤساء الأجهزة الأمنية هم أشخاص مستقيمون و«عادلون»، التزامهم الوحيد لأمن الدولة. سيستمرون فى إبداء آرائهم، من دون خوف، ومن دون نفاق. ورأيهم، حتى اللحظة، هو أن إسرائيل موجودة فى حالة خطِرة، وجنون حقيقى، إذا لم يتوقف، فيمكنه وضع قوتها، وحتى وجودها، فى خطر.
الانعكاس المباشر لهذا الخطر، شاهده نتنياهو فورا أمس. مئات الجنود فى وحدات الاحتياط، بعضهم فى منظومات حيوية جدا، أعلنوا أنهم لن يتطوعوا للخدمة. يمكن تهديدهم بالعزل، لكن النتيجة ستكون زيادة حدّة الاحتجاجات.
والحديث هنا لا يدور فقط حول جيش الاحتياط، فمن المتوقع أن يستقيل ضباط فى الجيش النظامى أيضا (مسئولون كبار فى الموساد و«الشاباك»)، والأزمة ستبدو واضحة فى التجنيد للجيش النظامى. إذا أراد رئيس الحكومة تعزيز استقرار حكومته بإقالة وزير الدفاع، فسيكتشف الآن أنه (ووزير الدفاع الذى سيعيّنه) لم يقُم إلا بزيادة حدّة الاحتجاجات.

يوآف ليمور
محلل عسكري
يسرائيل هَيوم
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعليقات