هل تنجح وساطة العراق؟ - سامح فوزي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل تنجح وساطة العراق؟

نشر فى : الثلاثاء 27 أبريل 2021 - 9:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 27 أبريل 2021 - 9:00 م

نقلت صحيفة الفاينانشيال تايمز خبرا عن مصادر خاصة أن هناك مباحثات سرية عقدت فى بغداد فى النصف الأول من أبريل الجارى بين السعودية وإيران بوساطة عراقية. الخبر ملفت، البعض نفاه، وآخرون أكدوا حدوثه، لكنه يعبر عن حالة فى المنطقة التى تبحث عن التهدئة فى الملف النووى الإيرانى من ناحية، والموقف المتأزم فى اليمن من ناحية أخرى. 

يعود العراق إلى المشهد وسيطا بين إيران والسعودية، اللتين تمثلان قوتان على طرفى النقيض فى كل شىء تقريبا، ولاسيما فى ضوء التمدد الإيرانى فى المنطقة، واللعب بورقة الحرب بالوكالة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. 

الوسيط أى العراق يقدم نفسه من موقع الحياد، وهو يعرف أنه دفع ثمنا باهظا للتحيزات والصراعات الإقليمية، ورئيس الوزراء العراقى يزور الرياض، مثلما يزور طهران، ويحاول أن يقف على مسافة متساوية بين القوتين، وقد وعدت السعودية بزيادة استثماراتها فى العراق من ٥٠٠ مليون دولار إلى ثلاث مليارات دولار حسب تقرير نشره مؤخرا معهد بروكنز. 

أما الدولتان المتفاوضتان فلهما مصلحة فى التهدئة مع تغير توجهات الإدارة الأمريكية فى المنطقة العربية. 

السعودية تريد التهدئة فى ملف اليمن، وتبغى أن يقبل الحوثيون المدعومين إيرانيا وقف إطلاق النار، وخطة السلام. أما إيران فهى تريد تجديد الاتفاق النووى مع الولايات المتحدة، ورفع العقوبات المفروضة عليها، وتبغى ألا تعرقل السعودية هذا الاتفاق، مثلما تسعى إسرائيل إلى الحيلولة دون بلوغه. 

المفاوضات بين الدولتين ليست سهلة أو هينة، لأن الموقف فى اليمن معقد. إيران دعمت فى البداية الحوثيين عسكريا ولوجيستيا رغبة فى أن تتكبد السعودية خسائر، وهو ما حدث، وانتقلت المواجهات من اليمن إلى عمق السعودية، ولكن هذا الهدف تغير بعد النجاحات التى حققها الحوثيون على الأرض، وبدأت إيران تتطلع إلى وجود ذراع لها فى اليمن، مثلما هو الحال فى بلاد أخرى فى المنطقة، بل وتتطلع إلى مد نفوذها إلى أفغانستان بتكوين ذراع لها بعد أن ترحل القوات الأمريكية، وهى تشعر أن وضعها أفضل مما كان عليه إبان حكم ترامب. أما مسألة الاتفاق النووى فيبدو أن الولايات المتحدة وحلفاءها فى أوروبا يمضون فيه دون تأثير من دول الخليج، فقط تسعى لتحييد ذراع إسرائيل القوية. يبدو أن حل المسألة اليمنية قد يكون كما تروج الدوائر الغربية فى اقتسام السلطة، ويصبح لإيران تأثير لا يقل عن حضورها فى الساحة اللبنانية. 

والسؤال: هل تستطيع العراق أن تنجز هذه الوساطة بالنظر إلى تحدياتها الداخلية؟ إذا استطاعت أن تحقق تقدما على صعيد العلاقات الإيرانية السعودية فقد يكون ذلك عاملا مهما بالنسبة لبغداد لاستعادة دورها الإقليمى بوصفها جسرا مهما للعلاقات العربية الإيرانية. 

سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات