سيدات مصر.. مى حمدى السيد - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سيدات مصر.. مى حمدى السيد

نشر فى : الجمعة 28 فبراير 2020 - 9:35 م | آخر تحديث : الجمعة 28 فبراير 2020 - 9:35 م

رغم يقينى أن المبالغة قد تفسد الأمر على صاحبه، وتنتقص من مصداقية الحديث فإننى أقع فى حيرة حينما أكتب اليوم عن زميلة مهنة يرتبط اسمها دائما فى ذهنى بأفعل التفضيل: مى حمدى السيد أستاذ أمراض قلب الأطفال ورئيىس قسم القلب بطب عين شمس.
انتهت بالأمس فعاليات مؤتمر جمعية القلب المصرية السنوى، أكثر الجمعيات العلمية فى مصر عراقة؛ إذ يرجع تاريخ إنشائها إلى عام ١٩٥٢ سجلت فيها على مر السنين نجاحات فى خدمة الطب والاطباء، وتناوب رئاستها وعضوية مجلس إدارتها عقدا فريدا من أشهر أطباء القلب فى بلادى.
اكتملت للمؤتمر الذى امتد لأربعة أيام متتالية عناصر تقترب به إلى حد الكمال: موضوعات بالغة الحداثة فى كل تخصصات أمراض القلب، ضيوف أجانب تسبقهم سمعة عالمية، بل وضيوف من أبناء مصر ارتفع قدرهم فعادوا يشاركون بتجاربهم الناجحة فى أوروبا وأمريكا.
مشاركة من جميع المراكز العلمية والجامعات وتمثيل رائع لشباب الاطباء وحضور قوى لكبار الاطباء واكثر الاسماء شهرة منهم، كل شىء يسير فى سهولة ويسر ونظام بل وإبهار يدعو للتأمل ويثير سؤالا يظل معلقا فوق الرءوس لا يجد إجابة شافية: إذا كانت لدينا كل تلك القدرات على العمل والاجتهاد فلماذا نعانى من هذا التراجع وتنحصر قضايانا فى دوامات الحديث عن «نبر وان» و«بنت الجيران».. ومن منا سيدخل النار؟
أنا فى الواقع لا أضع حدا بين دور الاطباء فى مراكزهم الطبية وبين دور لهم آخر أتمناه من قضايا الوطن وهموم الناس.. لذا ظل السؤال يلح على خاطرى بصورة متعددة.
مى حمدى السيد، ابنة جراح القلب الاشهر والذى على يديه تتلمذت أجيال من جراحى القلب. هى أيضا اخت لطبيبتين إحداهما كانت من أحد أفراد الفريق الذى حقق معجزة طبية فى مصر لعلاج فيروس سى، بينما الثالثة اسم معروف واستاذ لعلاج الأمراض الجلدية.
مثل رائع للاجتهاد الشخصى حققت كل ما وصلت إليه بالاعتماد الكامل على نفسها واختارت أن تتخصص فى أحد فروع طب القلب بالغة التعقيد، والتى لا يقو على دراستها وممارستها إلا أصحاب الرسالات وأولو العزم. طب قلب الأطفال ساندتها موهبة حقيقية فى فهم تعقيدات العيوب الخلقية التى قد تُمنى بها القلوب الصغيرة ورغبة أكيدة فى التفوق فكان أن سافرت للدراسة والتخصص وعادت لتنضم إلى فريق من أكثر أبناء مصر تفوقا وتفردا لقسم قلب جامعة عين شمس، حتى أن صارت رئيسته الآن.. كانت دائما خارج المنافسة فهيئتها الارستقراطية وطلتها الانيقة لم تكن أبدا لتخفى تعاطفها الكامل مع مرضاها فهى إلى الآن ورغم شهرتها فى مجال تخصصها فإنها تتقاضى أقل أجرا قد يقبل به طبيب ناشئ.
نجاح مؤتمر جمعية القلب فى دورته السابعة والاربعين لم يأت وليدا المصادفة بل نتيجة جهد سيدة عظيمة استطاعت خلال سنوات قليلة بفضل حكمتها وتعاون زملاء لها مخلصين أن تعيد بناء وتحديث قسم القلب الذى يعد الآن أحد أفضل المراكز الطبية العلمية فى مصر.
جاء المؤتمر فى النهاية بتوقيع مى حمدى السيد حينما تأملت «الشنطة» التى تضم أوراق المؤتمر وأنا أتسلمها لأجدها ولأول مرة من قماش مطبوع برسوم مصرية خالصة ومن انتاج سيدات عزبة خير الله «المشروع الذى يدعم السيدات المصرية المعيلات فى تلك القرية والذى يتبناه المجتمع المدنى، لفتة إنسانية بديعة ومساهمة من المؤتمر فى دعم جهود المجتمع المدنى».
تحية واجبة لكل من ساهم بجهده فى نجاح هذا العمل العلمى وكل من شهده.

التعليقات