أنا وابن عمي - محمود قاسم - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:04 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أنا وابن عمي

نشر فى : الجمعة 28 أبريل 2023 - 8:00 م | آخر تحديث : الجمعة 28 أبريل 2023 - 8:00 م

منذ أربعة أعوام كتبنا فى هذه الصفحة عمودا عن فيلم مجهول جدا باسم أنا وابن عمى إخراج عبدالفتاح حسن وتأليف بديع خيرى وبطولة أنور وجدى وعقيلة راتب وحسين رياض وقد كانت الكتابة مليئة بالحماس بعد أن وصلتنا النسخة الصوتية فقط للفيلم، باعتبار أن الحصول على شكل من مئات الأفلام التى اختفت ولم نستطع الحصول عليها هو مكسب كبير يعطى الأمل فى العثور على نسخ من الأفلام الضائعة وإعادة ترميمها وإكسابها الحياة.

وكما أشرت فى مقال سابق فإن أحد الأصدقاء منحنى خمسة أفلام كاملة تم ترميمها بشكل جيد مجهولة تماما فى السينما المصرية كان منها النسخة الصوتية والصورة لهذا الفيلم وبنفس الحماس أقوم بالكتابة احتفالا بإعادة هذا الفيلم من العدم إلى الوجود، فلا شك أن مشاهدته متعة وأن كعكعة الأفلام الضائعة تبدأ فى استعادة شحنها الطبيعى، الرؤية هنا مختلفة هى رؤية احتفالية فنحن أمام فيلم قام ببطولته ثنائى سينمائى هما أنور وجدى وعقيلة راتب، ونكتشف أن هناك حقائق تغيرت وتاهت، مثل ترى أين ذهبت الأغنيات السينمائية التى غنتها المطربة عقيلة راتب فى أفلام، الأمر نفسه ينطبق على زوجها المطرب حامد مرسى، الغريب أننى طوال حياتى غير القصيرة لم أسمع أبدا أيا من أغنيات عقيلة راتب فى الإذاعة المصرية مهما كانت المناسبات ويوجد لدينا محطة باسم إذاعة الإغانى، أى أن هناك لعنات أصابت هذا الفيلم وبطلته فى اختفاء الفيلم الكامل والأغنيات التى غنتها وهى ألحان عاطفية تعبر الفتاة فيها عن مشاعرها تجاه ابن عمها حسين الذى تخرج فى كلية الطب، إلا أن أباها تعامل معه بقسوة شديدة غير مبررة، رغم أن هذا العم «حسين رياض» كان دوما هو العائل الحنون لابن أخيه، والعجب الشديد أن الرجل أصابته حالة من الغضب الشديد غير المبرر عندما جاءه حسين ليخبره أنه حصل على شهادة مدرسة الطب والحقيقة فإن هذا الدور بمثابة أداء نادر ومختلف للممثل حسين رياض لم نره من قبل فى هذا الإطار، شرير زاعق ينقصه التبرير والإقناع يقف ضد ابن أخيه رافضا بدون سبب، يجب الإشارة إلى أن أداء أغلب الممثلين فى الفيلم كان مسرحيا مصطنعا خاصة دور العم ما يجعلك ترى حسين رياض مختلفا تماما، وتشعر أن أنور وجدى هو أيضا أبن المسرح لكن لا شك أن كلا من فردوس محمد وعقيلة راتب قد أفلتتا من هذا الأداء.

أشرنا فى المقال الأول إلى أن قصة الفيلم تحكى متاعب الطبيب الشاب حسين بعد حصوله على الشهادة العليا ومعاناته فى البحث عن تمويل لفتح عيادة، وهو حائر بشدة بين عمه وابنته التى تبذل جميع المحاولات لدفعه إلى الإمام لتكون سببا فى نجاحه، الابنة مثلا تتصل بسكرتير أبيها وتبلغه بعدم تنفيذ القرار الخاص بإيقاف المساعدات المالية بين الأب وحبيبها حسين، وهى تنجح فى تقليد صوت أبيها بشكل كوميدى، كما أن الحبيبة هذه تقف بجوار ابن عمها من أجل إقامة عيادته والوقوف بجانبه حين مرضه.

كما أشرنا فإن الأجواء المسرحية تكسو مشاهد الفيلم الأشبه بالمكعبات الألعاب، فالممثلون يحفظون أدوارهم وينفذون تعليمات المخرج من مشهد إلى آخر، بما يعنى أن الناس هنا فى منتصف الأربعينيات يشاهدون مسرحية سينمائية وذلك رغم أن عبدالفتاح حسن لم يكن له نشاط مسرحى مثل أبناء جيله لكن هذا يعود إلى الخبرة الطويلة لبديع خيرى فى كتابة المسرحيات أكثر مما كتب الأفلام.

رغم الحضور الجذاب لعقيلة راتب فإنها لم تستطع عمل نفس الثنائى الذى تكون بين وجدى وليلى مراد عقب زواجهما حتى وإن بدا هذا الثنائى جذابا فى فيلم «طلاق سعاد هانم».

هذه محاولة للتعرف على الفيلم الضائع وهو غير موجود على اليوتيوب ويمكنا العودة إليه بعد مشاهدته للمرة الثالثة.

التعليقات