المرأة والجنس و«الفحل» - حسام السكرى - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 7:05 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المرأة والجنس و«الفحل»

نشر فى : الأحد 28 سبتمبر 2014 - 7:45 ص | آخر تحديث : الأحد 28 سبتمبر 2014 - 7:45 ص

المشهد الأول (الأسبوع الماضى):

يصل الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أمريكا، وينظم معارضوه فاعليات محدودة، من بينها «زفة» رقيعة فى أحد الشوارع نشاهدها على الإنترنت. يرتدى المعارضون أقنعة شخصيات، نتعرف من بينهم على أوباما، وكيرى، ومكين. المشاركات فى «الفاعلية» تضحكن فى ابتهاج وهن تتابعن مشاركا فى زى سيدة، يتحرك بخلاعة، ويتمايل بسخف على بديل أوباما، وهو يرتدى قناعا عليه صورة الرئيس.

المشهد الثانى (أبريل 2014):

وزير خارجية مصر السابق نبيل فهمى يجرى حوارا مع إذاعة أمريكية، يؤكد فيه عمق العلاقة بين البلدين فيستخدم تعبيرا انجليزيا شائعا. «علاقتنا ليست نزوة عابرة، هى أقرب إلى علاقات الزواج ومن الطبيعى أن تمر بمشاكل». تقوم الدنيا ولا تقعد، ويتحول التعليق إلى مسمار فى نعش علاقته هو بالحكومة، يسهم فى تحويلها إلى علاقة عابرة، ويغادر الوزارة بعدها بشهور.

المشهد الثالث (ديسمبر 2005):

ليلة سقوط بغداد. فيلم من تأليف وإخراج محمد أمين. فى أحد أشهر مشاهده يفشل البطل (أحمد عيد) فى ممارسة الجنس فى ليلة الدخلة. تقرر عروسه الشابة (بسمة)، التى تعرف مدى كراهية عريسها للأمريكان، أن تحول كرهه لهم، إلى «طاقة منتجة»، على حد قولها. فترتدى زى جندى أمريكى وهو ما يذكى، بشكل ما، فحولة العريس. وينتهى المشهد المرصع بمجموعة من الإيحاءات الجنسية الفجة، بالنجاح، حسبما قال «فى اختراق دفاعات العدو واقتحام جميع النقط الحصينة».

المشاهد كثيرة ولا تقتصر على عالم السياسة والدراما بل تمتد إلى ممارساتنا اليومية، وخطابنا الشعبى، وشتائم الشوارع. وقد صارت أصيلة إلى درجة الاعتياد بل والاحتفاء.

اسأل نفسك أولا: لماذا يصور الإخوان أو أى فصيل سياسى خصمه كامرأة؟ ما هو المشين فى «كينونة المرأة»؟ لماذا تعتبر كلمة «مرة» فى لغتنا العامية كلمة بذيئة مع أنها اشتقاق من كلمة «امرأة» ولها نفس المعنى؟ لماذا نسمع فى أدبيات السجون والأقسام عن إرغام المعتقلين تحت التعذيب، على الهتاف، بأنهم نساء؟ (قول أنا مرة)

اسأل نفسك ثانيا: لماذا تتجاوز المسألة كينونة المرأة إلى مفهوم العلاقة معها؟ لماذا تحول تصريح نبيل فهمى إلى فضيحة، وانتهى الأمر بإهمال تقييم جولته الخارجية لصالح التركيز على عبارة استغرق نطقها ثوان معدودة؟ المعارضون والأنصار اعتبروا التصريح سقطة، ورأوا أن العبارة مخزية ومهينة. وترددت المؤسسة بين الاعتذار، والتماس العذر للوزير بسبب تاريخه الناصع؟

ما المشكلة فى استخدام علاقة الزواج التى نقول إنها مقدسة كاستعارة بلاغية بالشكل الذى توجد به فى لغات أخرى؟ وما سبب إحساس كل الأطراف بالمهانة، لأن مصر فى العقلية الجمعية، هى الأنثى، فى مقابل الذكر الأمريكى. من أين يأتى الشعور بالانتصار، فى الإخراج الإخوانى الفج لمسيرة أمريكا، لمجرد تصوير أوباما كذكر؟

اسأل نفسك ثالثا وأخيرا: ما الذى يربط الجنس فى فيلم كوميدى مشهور بالاعتداء؟ وكيف تذكى الكراهية الفحولة؟ وبأى منطق يتماهى الاغتصاب مع علاقة إنسانية مقدسة، ويصبح وجها مقبولا من وجوه التواصل الجسدى مع المرأة؟

سألت نفسك؟..

التعليقات