هل يجب أن يكتب جميع الصحفيين على تويتر؟ - قضايا إعلامية - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 10:58 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يجب أن يكتب جميع الصحفيين على تويتر؟

نشر فى : الأربعاء 29 أكتوبر 2014 - 8:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 29 أكتوبر 2014 - 8:10 ص

تعرض مؤخرا موضوع نشر فى موقع بازفيد، للسخرية من رفض الصحفيين العاملين فى نيويورك تايمز استخدام تويتر. وكتب تشارلى وارزل «لقد كافحت المؤسسة حتى تدفع معاونيها لاستخدام وسيلة الإعلام الجديدة».

وجاءت الملاحظة لطمة كبيرة على تويتر أساسا لدرجة أنه عندما قال المدون ستيف باترى أن دين بوكيه (رئيس التحرير التنفيذى للصحيفة الذى لم يكتب سوى تغريدتين فحسب)، مثال بارز على تجاهل تويتر، كتب ردا عليه: «أعتقد أن كونى لم أكتب سوى تدوينات قليلة للغاية أمر يستحق النقد ولكننى لا أستطيع مقاومة ملاحظة أن واحدا من أكبر الانتقادات التى توجه إلى جيلى من المحررين، أننا خلقنا كهنوتا، بحيث نقرر من هو الصحفى، ومن ليس صحفيا» وتابع: «عندما ألاحظ النقد هذه الأيام، سوف تعذروننى عندما أقول إن الأمر يبدو كما لو أن نظاما كهنوتيا جديدا تخلقه القواعد الجديدة للدخول إلى الساحة الإعلامية».

وهو ما يثير تساؤلا: هل يمكنك أن تكون صحفيا فعالا، إذا تجاهلت تويتر؟

فمازال العديد من الصحفيين وليس فقط العاملون فى الصحيفة يعتبرون تويتر عملا روتينيا. فهم ينظرون إليه حتى الآن باعتباره مهمة أخرى فى قائمة مسئوليات غسل وسائط الإعلام الاجتماعية، تنتقص من قدر ممارسة مهنة الصحافة. ويعترف حتى أشد المتحمسين بأن وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن تمتص الوقت، ولقد كتبت من قبل عن مخاطر إضفاء الكثير من الأهمية على تويتر، بحيث أنه يوجه القرارات التحريرية.

•••

ويعتبر استخدام تويتر ضروريا مسألة يرجع تقديرها إلى كل صحفى على حدة. فيمكنك أن تشعر بالراحة فى الاتصال عبر 140 حرفا إذا:

• كتبت عن وسائل الإعلام. سنجد أن 19 فى المائة فقط من البالغين الذى يستخدمون الإنترنت يتعاملون مع تويتر، فى حين تبلغ النسبة 59 فى المائة من الصحفيين. ولا أستطيع أن أتخيل أنه من الممكن أن تغطى بشكل فعال حالة وسائط الإعلام الاجتماعية ناهيك عن مستقبلها من دون متابعة تويتر. فلا عجب أن يأتى الجزء الكبير مما تستند إليه مؤسسة كولومبيا جورناليزم ريفيو CJR التى تتابع أحوال الصحافة، وجمهورها المستهدف من الصحفيين من تويتر.

• فإذا كنت تكتب عن التلفزيون وموسيقى البوب​​ أو الثقافة الرقمية فسوف يقدم تويتر أفكارا مبهرة حول متابعة المجموعات المختلفة من المشجعين عرضا معينا أو رد فعلهم على أخبار فنان معين. حتى إن مركز نيلسن لمراقبة التقييمات يولى اهتماما وثيقا للتويتات. ويبدو أن أليساندرا ستانلى، الناقدة فى محطة تليفزيون تايمز، التى لم تكتب على تويتر أبدا، «تلقى باللوم على ثقافة تويتر» بسبب سوء فهم رد الفعل الغاضب على نقدها لعرض شوندا ريمز الجديد، حيث وصفت ستانلى معدة البرنامح بأنها «امرأة سوداء غاضبة.» ومن الصعب أن تتسم بالمصداقية فى نقد «ثقافة تويتر» عندما يكون واضحا أنك تتجاهلها تماما. وكتب آن هيلين بيترسون مؤخرا، فى باز فيد، حول انفجار انتقادات التلفزيون فى عصر الإنترنت: «على مدى السنوات العشر الماضية، توسعت الثقافة النقدية الوليدة، وتعمقت، وهاجرت إلى تويتر، حيث يتفاعل المشجعون،ومعدو البرامج، والنقاد بشكل منتظم». ويؤدى تجاهل هذا التفاعل إلى قصور فى مجال النقد.

• فإذا كنت تريد توفير وسيلة إضافية لاتصال القراء بك مباشرة وإبلاغك ردود الفعل. لا شك أن هناك صناديق البريد الإلكترونى العامة وأقسام التعليقات. ولكن هناك مسئولية إضافية فى أن تجعل نفسك متاحا لتلقى الأفكار القراء على منبر مثل تويتر. فهو يسمح بالأخذ والرد فى المحادثة، وإذا كنت الصحفى الذى يهتم بالحصول على التفاصيل ويهتم بسماع أفكار من أجل متابعة الأخبار، يعتبر تويتر مكانا هائلا بالنسبة لك.

• وإذا كنت صحفيا وتعتقد أنك قد تصبح فى يوم من الأيام، باحثا عن وظيفة، ستكون الكتابة على تويتر فى صالح حياتك المهنية. فقد أقمت علاقات لا تحصى مع زملاء صحفيين من على تويتر، أكثر من العلاقات التى حصلت عليها من غرف الأخبار أو المؤتمرات. وقد أسفرت هذه العلاقات عن فرص عمل بالنسبة لى. ولست بالتأكيد الوحيدة فى ذلك. فعلى صفحاته تجد أخبار التعيينات وتسريح الموظفين، وإعلانات الوظائف، والمكان الأول الذى ألجأ إليه عندما تكون هناك معركة فى مجال الإعلام. فهو يتيح لى أن أكون على مسافة ثلاثة آلاف ميل من نيويورك ومع ذلك أشعر بأننى على صلة بصناعة الصحف. وبالتأكيد، يمكنك أن تتجاهل تويتر إذا كنت لا تتوقع أن تصبح باحثا عن وظيفة مرة أخرى. ولكن إذا كنت تريد أن يشعر بك الصحفيون الآخرون ويلاحظون عملك، وربما يقومون بتعيينك يوما ما، عندئذ لا يكون الأمر اختياريا.

• وإذا كنت ممن يحبون الكلمات؛ فإن تويتر يتعلق أساسا بالاقتصاد فى اللغة، وهو من أسباب المتعة بالنسبة لى. فأنا الآن كاتبة ولست محررة، كما أنه يساعدنى على الحفاظ على براعتى فى كتابة العناوين. فضلا عن أن تحديد 140 حرفا كحد أقصى يجبرنى على التفكير فى معظم التفاصيل والاقتباسات التى تشد الانتباه فى مقال كتبته، وهو تدريب مفيد تتجاوز فوائده اصطياد المتابعين.

•••

أما إذا:

• كانت لديك وظيفة آمنة تماما فى واحدة من أكبر المنشورات المطبوعة فى العالم ولا ترى أن هناك حاجة للتواصل مع صحفيين آخرين. ولا يهمك إذا شاهدوا عملك،

• كنت راضيا عن السماح للقراء بالاتصال بك عبر البريد الإلكترونى الشخصى أو الوارد الخاص بك على البريد العام للمطبوعة التى تعمل بها، ولا تشعر بالحاجة إلى الرد فورا.

• كنت لا تستمتع بالابتكار فى الكلمات.

عندئذ، ربما لا يكون تويتر مهما بالنسبة لك، أو متضمنا فى توصيفك الوظيفى. وقد لا يكون مهما لأى صحفى فى المستقبل. ولكن حتى (أو على الأرجح، عندما) يختفى تويتر، سوف تواصل منابر إعلامية جديدة العمل. فعندما يكون تعلم كيفية الاتصال بأساليب جديدة مع جماهير مختلفة ومع زملائك الصحفيين والتكيف مع استخدام منابر جديدة لتغذية تقاريرك، مهارة مهنية مدى الحياة.. فمن الأفضل أن تبدأ الآن.

آن فريدمان

COLUBIA JOURNALISM REVIEW

التعليقات