لكى ننجو بمصر - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 11:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لكى ننجو بمصر

نشر فى : الثلاثاء 30 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 30 يوليه 2013 - 8:00 ص

هذه أيام قاسية علينا جميعا، هذه أيام خوف على مصر العظيمة التى نريد لها الدولة العادلة والقوية ومجتمع الحرية والحق والديمقراطية، هذه أيام حزن بسبب مشاهد العنف المتكررة وسقوط الضحايا فى سيناء والإسكندرية والقاهرة والاستقطاب الحاد فى جنبات المجتمع، هذه أيام ــ وعلى الرغم من مشاعر القسوة والخوف والحزن التى تعتصرنا ــ تستدعى العمل الجاد للنجاة بمصر وبكل مصرية ومصرى.

مصر تحتاج إلى تحالف وطنى واسع يرفض العنف وإراقة الدماء، يرفض تهديد الأمن القومى وسيادة الدولة وتماسك مؤسساتها، يرفض ترويع الناس وانتهاكات الحريات والحقوق وتجاوز القانون وقطع الطرق.

مصر تحتاج إلى تحالف وطنى واسع يصر على المكاشفة والمحاسبة، يصر على محاسبة كل مسئول عن العنف أو الاستبداد أو الفساد خلال الفترة الممتدة من 1981 إلى اليوم، يصر على محاسبة الإخوان ومن سبقهم ومن جاء بعدهم، يصر على أن العمل العام والسياسى سلمى وعلنى ومدنى ومنطلقاته المواطنة دون تمييز والمصلحة الوطنية وصالح المجتمع.

مصر تحتاج إلى تحالف وطنى واسع ينتصر للقيم المجيدة للوطنية المصرية، الدين لله والوطن للجميع، التسامح والعيش المشترك والمصالحة وتهدئة الخواطر بعد المحاسبة، الانفتاح على المحيط العربى والدولى بثقة شعب دوما ما كان قادرا على البناء الحضارى والتأثير خارج حدوده.

مصر تحتاج إلى تحالف وطنى واسع يلتفت إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية واختلالات توزيع الثروة فى مجتمعنا، يضع سياسات محددة لمواجهتها فى سيناء والصعيد والوجه البحرى والمدن الكبرى، يعطى أولوية للطبقات المحرومة ومحدودة الدخل ويشكل منها ومن الطبقة الوسطى تحالفا مجتمعيا واسعا لمصر العادلة والديمقراطية.

مصر تحتاج إلى تحالف وطنى واسع يبحث فى مسارات وضمانات البناء الديمقراطى بعد كل تحولات الفترة الماضية، يتوافق حول الإطار الدستورى والقانونى، يطالب بعد المكاشفة والمحاسبة كل القوى السياسية بنبذ العنف والإقصاء والمشاركة فى السياسة بثوابت الوطنية المصرية، يدافع عن رؤية ديمقراطية للعلاقات المدنية العسكرية وعن حرية التعبير السلمى عن الرأى دون تعقب أو قيود أو عودة لممارسات نظام ما قبل يناير ٢٠١١.

مصر تحتاج إلى تحالف وطنى واسع وديمقراطى للنجاة بها.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات