إسرائيل تكشف أسرارا جديدة عن حرب 1973 - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 9:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إسرائيل تكشف أسرارا جديدة عن حرب 1973

نشر فى : الأربعاء 31 مايو 2023 - 8:50 م | آخر تحديث : الأربعاء 31 مايو 2023 - 8:50 م

نشرت صحيفة The Times Of Israel مقالا للكاتب إيمانويل فابيان، تحدث فيه عن إطلاق وزارة الدفاع الإسرائيلية موقعا إلكترونيا جديدا لنشر وثائق تتعلق بحرب أكتوبر 1973، يحتوى الموقع على أكثر من 20 ألف ملف يتضمن تقييمات استخباراتية تم رفع السرية عنها، ومذكرات رئيس وحدة استخبارات الإشارات فى جيش الدفاع الإسرائيلى، وروايات شهود عيان عن سقوط موقع حرمون العسكرى فى اليوم الأول للحرب. كشفت تقييمات المخابرات العسكرية عن عدم جهوزية القوات الإسرائيلية للحرب، من الناحية الأمنية والاستخباراتية، رغم ورود معلومات للموساد بأن مصر تخطط لشن هجوم مفاجئ.. نعرض من المقال ما يلى.
أطلقت وزارة الدفاع الإسرائيلية، يوم الأحد الماضى، موقعًا إلكترونيا عليه العشرات من الوثائق، والصور، ومقاطع الفيديو، والملفات الأخرى، التى رفعت عنها السرية حديثًا وتتعلق بحرب أكتوبر عام 1973، وذلك احتفالا وإحياء للذكرى الخمسين للصراع هذا العام.
من بين الوثائق التى تم نشرها لأول مرة تقييمات المخابرات العسكرية من الشهر السابق للنزاع، والتى تم تقديمها لاحقًا إلى لجنة حققت فى الحرب. يوميات العميد الجنرال يوئيل بن بورات، رئيس وحدة استخبارات الإشارات فى جيش الدفاع الإسرائيلى، كانت واحدة من هذه التقييمات، والذى وصف فيها الإخفاقات الاستخباراتية فى الفترة التى سبقت الحرب. كما ذكرت الوثائق روايات شهود عيان عن سقوط البؤرة العسكرية فى جبل حرمون / جبل الشيخ (جبل يقع فى سوريا ولبنان) فى اليوم الأول للصراع.
إجمالا، يتألف الموقع الإلكترونى من 15301 صورة و6085 وثيقة و215 مقطع فيديو و40 تسجيلا صوتيا و169 خريطة تتعلق بحرب أكتوبر، بعضها لم يُسمح بنشره إلا مؤخرا.
قالت وزارة الدفاع فى بيان: «تم إنشاء موقع حرب يوم الغفران من أجل سرد قصة جيل الحرب، وإحياء ذكرى شجاعة المقاتلين، وليكون منصة رسمية لنقل إرث الحرب إلى الأجيال القادمة».
• • •
المقتطفات التى قدمتها الوزارة من التقييم الأخير للمخابرات العسكرية للجيش الإسرائيلى قبل حرب 6 أكتوبر 1973، فى الساعة 9 صباحًا، أظهرت كيف أن إسرائيل كانت غير متأكدة من أن مصر وسوريا ستشنان هجومًا مفاجئًا بعد ساعات فقط.
جاء من ضمن المعلومات الاستخباراتية التى تم رفع السرية عنها: «يبدو لنا أن مصر وسوريا تنسقان خطواتهما.. إن جيشى مصر وسوريا جاهزان أساسًا للحرب، والقوات القريبة من الحدود تتمتع بقوة غير مسبوقة. إذا تم اتخاذ قرار على المستوى الاستراتيجى لبدء القتال، فسيكونان قادرين على القيام بذلك من الإعداد الحالى دون الحاجة إلى استعدادات إضافية.. من ناحية، نفترض أن المستوى الاستراتيجى فى مصر وسوريا يدرك عدم وجود فرصة للنجاح فى الحرب والمخاطر التى تنطوى عليها. من ناحية أخرى، نشهد استعدادات عسكرية واسعة ولدينا أيضًا أخبار عن اتجاهات تشير إلى بدء حرب فى الإطار الزمنى الفورى»!.
كما ذكر تقييم آخر أن: «احتمال نية المصريين لتجديد القتال ضعيف.. واحتمال تحرك سورى مستقل (بدون المصريين) لا يزال ضعيفًا».
تم نشر العديد من تقييمات ووثائق المخابرات العسكرية الأخرى التابعة للجيش الإسرائيلى، والتى تم تقديمها لاحقًا إلى لجنة أجرانات، التى تم تعيينها للتحقيق فى إخفاق إسرائيل فى حرب أكتوبر، خاصة الإخفاق الأمنى والاستخباراتى الذى فشل فى تحديد شارة انطلاق الحرب المباغتة التى شلت حركة القوات الإسرائيلية.
• • •
جاء فى مدخل يوميات بن بورات، المشار إليها أعلاه، أن وكالة التجسس التابعة للموساد كانت تعلم قبل أسبوع كامل أن مصر تخطط لشن هجوم مفاجئ فى 1973، لكنها لم تنقل المعلومات بطريقة منظمة وصريحة إلى رئيسة الوزراء جولدا مئير أو مسئولين آخرين فى مكتبها.
ذُكر فى اليوميات أيضا: «بالفعل يوم الجمعة الساعة 2:30 صباحًا (قبل 36 ساعة من القتال)، وصلت برقية إلى الموساد مشفرة بكلمات رمزية غامضة، لكن كلمتين منها كانتا واضحتين تمامًا: الحرب وشيكة».
وأضاف بورات فى يومياته: «باستثناء الثلاثة (رئيس الموساد، ومدير مكتبه، ورئيس المخابرات العسكرية)، لم يسمع أحد بالمعلومات ــ لا رئيسة الوزراء، ولا وزير الدفاع، ولا رئيس الأركان».
• • •
نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أيضا روايات شهود عيان للملازم أول غادى زيدوفر، قائد ثكنة حرمون فى هضبة الجولان، والرقيب دافيد ناحلئيل، جندى فى لواء غولانى (لواء قتالى تأسس قبل ثلاثة أشهر من إعلان دولة إسرائيل). تمكن زيدوفر وناحلئيل من الفرار من الموقع أثناء الغزو السورى فى اليوم الأول للحرب. وصفت رواياتهما عدم استعداد القوات الإسرائيلية فى الموقع للحرب، مما أدى إلى قتل أو أسر العديد من الجنود. كان زيدوفر قد انسحب من نقطة تمركز القوات الإسرائيلية مع ناحلئيل وعدد من الجنود الآخرين أثناء الهجوم.
قال زيدوفر: «سمعنا صراخًا باللغة العربية ورصاصًا يصيب الأبواب. هنا بدأت القوات فى الذعر.. كان الأشخاص الذين أغلقوا فتحات الثكنة بالكاد يحملون خزنة ذخيرة واحدة، بدون حزام ولا قنابل يدوية ولا أسلحة. ولو أطلقوا بضع رصاصات، ربما يصيبون بعض السوريين، لكن سيتم القضاء عليهم».
وأضاف زيدوفر: «كان لدى خزنتا ذخيرة، والباقى بدون أسلحة وبدون ذخيرة. كان لدى أيضا قنبلة يدوية.. رأيت أنه لا جدوى من القتال.. بدأت أجمع الناس بالصراخ».
أما فى رواية ناحلئيل، سُئل عما إذا كان قد تم إخبار قوات الموقع بأن تكون فى حالة تأهب أم لا. أجاب: كنا نعلم أن هناك حالة تأهب، لكننا بالتأكيد لم نفكر فى حرب، أو فى يوم قتال. قال الجندى: «لم يكن واضحا لنا أن هناك حربا».
وأضاف ناحلئيل: «يوم السبت الساعة 2 ظهرًا، كان هناك قصف للموقع العسكرى. تصادف أن كنت بالقرب من نقطة المراقبة مع قائد المركز وقائد فصيلة غولانى. وتعرض مركز المراقبة لضربة مباشرة وتراجعنا جميعنا».
واستكمل الجندى: «فتحنا النار عليهم. رأيت أن رجلا سوريا يطلق النار على موقع مضاد للطائرات.. وأصاب الموقع».
وتابع: «كل رجال الموقع العسكرى كانوا فى الواقع من سلاح الجو والاتصالات. كان لديهم أسلحة نارية، لكن لم يكن لديهم ذخيرة للحرب. لم يعرفوا كيف يقاتلون وكانوا خائفين أيضا».
• • •
وزارة الدفاع الإسرائيلية ذكرت أنها ستواصل تحديث الموقع الإلكترونى بمحتوى جديد عن الحرب مع رفع السرية عنها.
انتهت حرب 6 أكتوبر 1973 بوقف نهائى لإطلاق النار فى يوم 25 من ذات الشهر، مع احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان، التى احتلتها فى حرب الأيام الستة.
قُتل أكثر من 2500 جندى إسرائيلى وأصيب آلاف آخرون فى القتال، إلى جانب آلاف القتلى والجرحى المصريين والسوريين والعراقيين.
ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:
http://bitly.ws/G5sK

التعليقات