الإسلام كما أدين به.. 4ـ رسل الله ورسالاته - جمال قطب - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 5:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإسلام كما أدين به.. 4ـ رسل الله ورسالاته

نشر فى : الخميس 31 ديسمبر 2015 - 10:25 م | آخر تحديث : الخميس 31 ديسمبر 2015 - 10:25 م
ــ 1 ــ
يوقن المؤمن أنه يعبد إلها واحدا أحدا مستحقا لكل صفات الكمال والجمال والجلال التى جمعتها «الأسماء الحسنى»، وأن هذا الإله الواحد قد خلق «كونا واحدا» وأسكن فى هذا الكون آدم وذريته واصطفى آدم ثم من ذريته أنبياء ومرسلين فأوحى إليهم ما يعلمونه للناس لإعمار الأرض، والحفاظ على أنفسهم وعلى ما حولهم من الخيرات. وقضت سنة الله وحكمته أن يبعث فى كل أمة نبيا يعلمها ويرشدها إلى توحيد الله وعبادته وطاعته. وقد اصطفى من الأنبياء رسلا ينزل على كل منهم رسالة مثلما أنزل على إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام. وتتميز الرسالة على النبوة باحتوائها تكليفات إلهية للناس سواء كانت شعائر للتعبد وتربية النفوس كالصلاة والصيام، أو كانت قواعد وقوانين للتعامل مع الشق الأكبر حجما من البشر وهو «الأموال»، أو كانت التكليفات متعلقة بضوابط المعاملات فى دوائر المجتمع البشرى المحيط بالإنسان مثل قواعد العلاقات الأسرية (الأمومة/ الأبوة/ البنوة/ الأخوة إلخ ) أو على مستوى الجغرافيا (الجار ذى القربى/ الجار الجنب/ الصاحب بالجنب/ ابن السبيل إلخ ) أو كانت قواعد إدارة وقضاء بين شرائح المجتمع ( قضاء الخصومات/ قضاء المظالم إلخ ) أو قواعد ضبط الآداب والسلوك العام.
ــ 2 ــ
فالمسلم يعتقد أن الله قد اصطفى من بين خلقه من بعثه نبيا يدعو قومه لتوحيد الله وعبادته، أو ترقى هذا النبى فصار رسولا ينزل له رسالة محددة التكاليف ليبلغها ويبينها للناس ويعلمهم كيف يطبقونها. هكذا يوضح القرآن وظيفة الرسل جميعا: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ ))، كما قال: ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ...))، وقد قرر القرآن الوظيفة العامة للرسل فقال: ((.. فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ))
ــ 3 ــ
وهؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام سلسلة متوالية الحلقات يصدق كل منهم من قبله، ويبشر بمن سوف يجىء من بعده. وقد كثرت حلقات النبوة والرسالة وبلغت حدا تفضل القرآن بالإشارة إليه حينما أكد: ((وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ)) وقال ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولا أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ..))، فكل أمة ( أمة زمان/ أمة مكان) قد جاءها رسول من عند الله، وقد اقتصر القرآن على ذكر بعض هؤلاء لحكمة إلهية حيث يقول: ((وَرُسُلا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ..)). كذلك فإن الله قد بعث الرسل ليقطع حجج الرافضين فقال: ((رُّسُلا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ..))

ــ 4 ــ
وقد جمع القرآن الكريم بما نحتاجه من معلومات حول النبوات والرسالات فذكر بعضا من السمات المشتركة بين الرسل. فجميع الرسل رجال كما جمع القرآن ثلاث مرات ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالا نُّوحِى إِلَيْهِمْ...))، كما جمع ببشرية الرسل ومشابهتهم فى بشريتهم للناس عامة ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجا وَذُرِّيَّة..))، وقال: ((وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَام))، ويوضحها قائلا: ((وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ..)). كذلك فقد بعث الله كل رسول بلغة قومه كى يفهموا فهما صحيحا فقال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ..))
ــ 5 ــ
كذلك يبين القرآن ما أوجبه الله على الناس بشأن جميع الرسل من آدم إلى محمد فقال ((..فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)). كما أوجب طاعة جميع الأنبياء وبين قول كل منهم لقومه: ((فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ))، وجاءت القاعدة واضحة فى القرآن: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ..))، وفرض سبحانه وتعالى عدم التفريق بين الرسل فقال: ((..لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ..))، وبعد.. فقد ذكرنا الإطار العام لما يجب الإيمان به فى شأن النبوات والرسالات عامة، أما الرسالة الخاتمة فموعدها اللقاء القادم إن شاء الله.
يتبع ،،،،
جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات