أهدانى القارئ الأستاذ على فتحى، فى تعقيبه على مقال «لو لم أكن هنديا» المنشور فى الأسبوع الماضى، هدية ثمينة، بأن كشف لى، أن مصر قادت الهند إلى فنون التصنيع والتسليح الجوى عندما أتمت مصر بنجاح فى أوائل الستينيات صناعة أصغر وأسرع طائرة مقاتلة، أطلق عليها حلوان 300، وكانت تصنع بالمصنع الحربى فى حلوان، ولها نموذج مشرف فى متحف الطائرات بألمانيا، وتكلفت مصر بتصنيع المحركات فى حين قامت الهند بتصنيع الهيكل الخارجى فقط.

كانت المعلومة جديدة لى، فقررت أن أعرف القصة كاملة، وجدت على محرك البحث جوجل أكثر من 96.200 مادة حول الطائرة، كما وجدت صورا كثيرة لها، لكن موسوعة ويكيبيديا عرفتنى أكثر بالطائرة، التى صممها الألمانى ويلى مسريشميت، بأنها طائرة اعتراضية، وأن بلدها الأصلى هو مصر، وأول طيران لها كان فى 7 مارس 1964، وأنها ملغاة الآن، وكان مستخدمها الأساسى هو القوات الجوية المصرية، وتم تصنيع 3 نماذج أولية منها تكلفت أكثر من 135 مليون جنيه مصرى، فى مشروع طموح بدأته مصر لإنتاج وتطوير طائرة أسرع من الصوت بمساعدة إسبانية، وتمت تسميتها بـ«HA-300P».

بعد إنهاء إسبانيا دعمها للمشروع عام 1960، انتقل المشروع إلى مصر وتم دعوة خبير المحركات النفاثة فريدناند براندنر لتصميم محرك جديد للطائرة، وتم توفير أماكن الاختبار والورش الخاصة بالطائرة والمحرك بقاعدة حلوان الجوية كما تم تجربة المحرك الجديد E-300 أول مرة فى يوليو 1963 فى حين أن النموذج التجريبى للطائرة HA-300 تم تجربته فى 7 مارس 1964، وقامت الهند بالمساعدة فى التمويل لتطوير المحرك لاستخدامه فى مقاتلاتها HF-24 Marut وتم إرسال اثنين من الطيارين المصريين لكلية الطيران بالهند للاستعداد لقيادة الطائرة حلوان 300، وبعد نكسة 1967 مارس السوفييت ضغطا متواصلا لإيقاف المشروع، الذى توقف نتيجة للمشكلات المالية فى 1969 وذلك بعد إنتاج النموذج الثالث من الطائرة وتجربة محركها، وخصص العدد رقم 84 من مجلة المهندسين الميكانيكيين، فى ديسمبر 2004، ملفا للطائرة وقدراتها القتالية، وبعد.. فهذه مصر مرة أخرى، كما قال نزار قبانى.