على من يضحك رئيس «فيفا»؟ - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 7 نوفمبر 2025 3:11 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

من يحسم السوبر المصري؟

على من يضحك رئيس «فيفا»؟

نشر فى : الخميس 6 نوفمبر 2025 - 6:50 م | آخر تحديث : الخميس 6 نوفمبر 2025 - 6:50 م


** هذا الخبر الطريف نشرته جريدة الجارديان البريطانية، يوم 5 نوفمبر الساعة 16.37 بتوقيت جرينتش للصحفى برايان أرمين جراهام فى نيويورك، فقد أعلن رئيس «فيفا»، جيانى إنفانتينو، إنشاء جائزة فيفا للسلام، والتى ستُمنح سنويًا «للأفراد الذين يُسهمون فى توحيد الناس فى سلام من خلال التزامهم الثابت وأعمالهم المميزة». وسيتم تقديم الجائزة الافتتاحية فى 5 ديسمبر خلال قرعة كأس العالم فى مركز كينيدى للفنون الأدائية فى واشنطن العاصمة، وهو حدث رفيع المستوى من المتوقع أن يحضره ترامب. (طبعًا) والأخيرة من عندى؟
** تلك الجائزة سيفوز بها ترامب رجل السلام الذى لم يفز بجائزة نوبل للسلام بعد نجاحه فى إيقاف 7 أو 8 حروب، كما يرى وكما يظن وكما يقول. وفى بيان صدر قبل ظهوره المشترك مع ترامب فى منتدى الأعمال الأمريكى فى ميامى يوم الأربعاء، قال إنفانتينو إن الجائزة ستعزز المسئولية الأخلاقية للرياضة فى توحيد الشعوب.
** وقال إنفانتينو: «فى عالم يزداد اضطرابًا وانقسامًا، من الضرورى الاعتراف بالمساهمة المتميزة لأولئك الذين يعملون بجد لإنهاء النزاعات وجمع الناس بروح السلام». «كرة القدم تدافع عن السلام، ونيابة عن مجتمع كرة القدم العالمى بأكمله، ستُقدّر هذه الجائزة الجهود الجبارة التى يبذلها الأفراد الذين يوحدون الناس، ويجلبون الأمل للأجيال القادمة». وقد لفت هذا التوقيت الانتباه نظرًا لانشغال ترامب المستمر بجائزة نوبل للسلام، التى دافع عنها بشراسة وانتقدها طوال فترة رئاسته.
** جاء إعلان إنفانتينو بعد شهر من العروض المسرحية التى تناولت موضوع السلام، والتى ضمت الرجلين. انضم رئيس «فيفا» إلى ترامب فى قمة شرم الشيخ التى ععقدت فى 13 أكتوبر فى مصر، بعد وقت قصير من دخول وقف إطلاق النار فى غزة حيز التنفيذ، ثم أبلغ المستثمرين فى الرياض فى 28 أكتوبر أن كرة القدم يجب أن «تستثمر فى السعادة»، وتعزز الوحدة. أضاف رئيس «فيفا» مؤخرًا رابطًا آخر إلى ترامب بتعيين ابنته إيفانكا فى مجلس إدارة مشروع تعليمى بقيمة 100 مليون دولار، مُموّل جزئيًا من مبيعات تذاكر كأس العالم 2026.
** يذكر أنه بعد منح جائزة نوبل للسلام هذا العام لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، استنكرت مجموعة من كبار مساعدى البيت الأبيض القرار، واصفة إياه بـ«السياسة على حساب السلام». بعد أيام، وفى حديثه من مبنى الكابيتول وسط إغلاق حكومى، قال رئيس مجلس النواب الجمهورى مايك جونسون، إنه سيتعاون مع أمير أوهانا، رئيس الكنيست الإسرائيلى، لحشد قادة البرلمانات حول العالم لترشيح ترامب لجائزة العام المقبل.
** ستُمنح «جائزة فيفا للسلام - كرة القدم توحد العالم»، كما ستعرف رسميًا، سنويًا: «بالنيابة عن جميع مُحبى كرة القدم» حول العالم. وقد صاغ إنفانتينو هذه المبادرة كجزء من حملته الأوسع نطاقًا لجعل كرة القدم قوة عالمية للحوار، مجادلًا بأنه فى حين أن الرياضة لا تستطيع حل النزاعات، إلا أنها قادرة على حمل رسالة سلام.
** مع ذلك أثارت تداعيات إعلان ميامى تساؤلات حول العلاقة بين الرياضة والدبلوماسية. ولا يزال تقارب فيفا الوثيق مع إدارة ترامب، التى كان لها دور محورى فى تنظيم كأس العالم 2026 فى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يمثل اختبارًا لإصرار إنفانتينو على أن كرة القدم تتجاوز السياسة. وهذا ليس صحيحًا من واقع تجارب كثيرة ارتفعت فيها راية السياسة أعلى من راية الرياضة، بعقوبات دولية لروسيا بسبب أوكرانيا وعدم معاقبة إسرائيل فى حرب الإبادة على غزة، وهى حرب يواجه فيها جيش مدعوم بالكامل من أمريكا ومن الرئيس ترامب، وهى أيضًا حرب بين جيش مسلح بأعتى الأسلحة وبين حركة لا تملك سوى البنادق، والأسوأ أن ضحايا حرب غزة هم المدنيين، وهم الأطفال والسيدات والرجال الذين لم تفصل بينهم وبين حركة حماس صواريخ وقنابل طائرات «إف 35» والمدرعات ودبابات الميركافا.. ونظره واحدة لقطاع غزة الذى تمت تسويته بالأرض، تفتح السؤال: أى سلام هذا صنعه هذا؟
** على من يضحك إنفانتينو.. علينا أم على العالم أم على كرة القدم أم نفسه؟

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.