أعود قريًبا للأضواء بـ«سنجل» جديد.. ومشاركتى فى حفلات جماهيرية محل دراسة
عمار الشريعى منحنى الكثير لأنه آمن بموهبتى.. وابتعادى لفترة كان لأسباب عائلية
خلافى القضائى مع نصر محروس عطلنى لسنوات.. ومحسن جابر لعب دورا مهما فى مشوارى الفنى

«يا روايح الزمل الجميل هفهفى.. وخدينا للماضى وسحره الخفى.. ورفرفى يا قلوبنا فوق اللى فات.. وبصى للجاى وانتى بترفرفى».. كلمات الشاعر سيد حجاب التى لحنها راجح داوود لتكون تترات مسلسل «هوانم جاردن سيتى»؛ حالة فنية خاصة عبر عنها صوت من أجمل الأصوات التى ظهرت فى الثمانينيات والتسعينيات هو صوت المطربة هدى عمار، الذى وصفه عمار الشريعي بالصوت النادر، القادر على تقديم الألحان الشرقية والغربية بنفس الدرجة من الاتقان والتميز.

هدى عمار التى غابت عن الأضواء لسنوات طويلة تستعد حاليا لرحلة عودة جديدة، وفى حوارها مع «الشروق» تؤكد أنها لم تعتزل الغناء مطلقا، وأن مكانها على الساحة الغنائية مازال شاغرا، كما تكشف عن أسباب الغياب وتفاصيل الاستعداد لعودة قوية واستمرار..

سألتها فى بداية الحديث عن سنوات الغياب.. فأجابت بأنها لم تعتزل الغناء إطلاقا فى يوم من الأيام، وأنها منذ أن اكتشفت موهبتها فى الطفولة وهى تغنى، ولا ترى نفسها إلا مطربة، وهو ما دفع والدتها لإلحاقها بمعهد الموسيقى العربية وهى فى الصف الخامس الابتدائى، ولكن هناك ظروفا عديدة فرضت عليها الابتعاد عن الأضواء، ومنها مرض والدها والذى فرض عليها البقاء إلى جواره، كذلك شعورها باحتياج ابنها لها خلال السنوات الماضية حتى وصل إلى سن المدرسة، ولكنها تؤكد أنها لم تنقطع عن الغناء، وانها قدمت خلال تلك الفترة بعض الاعمال على مسافات زمينة، ومنها تترات مسلسلات «زمن عماد الدين» عام 2002، و«قص ولصق» و«يمامة بيضا» فى 2007، و«ريش نعام» سنة 2010، كذلك شاركت فى تقديم أغنية فيلم «اسكندريا نيويورك» فى 2004.

< كانت لديك مشكلة مع المنتج نصر محروس فهل كانت سببا لغيابك؟
ــ نعم كان هناك نزاع قضائى مع المنتج نصر محروس وانتهى تماما، وبالضرورة وجود مشاكل فى حياة الفنان من هذا النوع تؤثر كثيرا على مسيرته الفنية، ولكن فى الحقيقة كان هناك أسباب اخرى أهم واقوى وهى احتياجات ابنى وعائلتى، وانا قضيت فترة كبيرة مع امى رحمة الله عليها فى فترة مرضها، فارتباطى بامى كان كبير جدا، فهى كانت اكبر داعم لى، وهى التى سعت لان ادرس الموسيقى والغناء، ووقفت بجوارى واقنعت والدى بأن اعمل بالمجال الفنى.

< بدأت الغناء فى سن صغيرة جدا فهل كانت هذا فى صالحك؟
ــ أعتبر نفسى محظوظة جدا لاننى بدأت فى سن صغيرة، فبعد التحاقى بالكونسيرفتوار كنت أبحث عن وسيلة لأصل بصوتى للناس، وهو ما دفعنى للتقدم لمسابقة للأصوات الجديدة التى كان الموسيقار الراحل عمار الشريعى قد أعلن عنها، وكنت وقتها فى المرحلة الثانوية، واعجب الشريعى بصوتى وقدمنى فى أول البوماتى الغنائية «قلبى الصغير».
وتشكلت شخصيتى الفنية على أعمال مبدعين كبار سواء من الشعراء أو الملحنين، ومنهم سيد حجاب وعمر بطيشة، ومحمد الموجى ورياض الهمشرى والشاعر وائل هلال وغيرهم، وكان الموسيقار عمار الشريعى داعم قوى لى لأنه آمن بموهبتى، وكان يرى أن صوتى قادر على الغناء الغربى والشرقى بنفس القوة، وكان بالنسبة لى بمثابة أب روحى، وكان له الفضل فى حل المشكلات التى كانت تواجهنى فى العمل، وحتى مشاكلى مع اسرتى، وكان مدرسة حقيقية تعلمنت منها الكثير سواء فى الفن أو فى التعامل مع امور الحياة.

< تظل أغنية «روايح الزمن الجميل» إحدى العلامات فى تترات المسلسلات.. فماذا تحمل لك هذه الاغنية؟
ــ هى واحدة من الأعمال التى اعتز بها كثيرا لأنها حققت نجاحا كبيرا، خاصة أنها ارتبطت بعمل ضخم ضم عددا كبيرا من النجوم، وحقق نجاحا كبيرا جدا، وكانت كلمات الأغنية للشاعر الكبير سيد حجاب، والألحان للموسيقار عمار الشريعى، والإخراج لأحمد صقر، وفوجئت قبل عرض المسلسل باتصال تليفونى من النجم حسين فهمى يخبرنى بأنه سمع أغنية المسلسل واعجبته جدا، وانه طلب رقم تليفونى ليهنئنى عليها، وبعد عرض المسلسل قابلته لأول مرة فى حفل اقيم لصناع العمل، وأسعدنى جدا بقوله ان الاغنية وادائى لها كانوا من بين اسباب نجاح المسلسل، وكانت هذه الكلمات شهادة كبيرة جعلتنى اشعر بالسعادة كلما سمعت احد يتحدث عن هذا المسلسل.

< وماذا تحمل لك أغنية «حبيبتى من ضفايرها»؟
ــ هى من أحب الاغنيات إلى قلبى، فهى من كلمات الشاعر سيد حجاب، والحان الموسيقار عمار الشريعى، والذى شاركنى فيها الغناء، وهذه الأغنية تم تسجيلها لتكون اغنية فيلم «كتيبة الاعدام» للمخرج عاطف الطيب، وحققت لى نجاح كبير مع نجاح الفيلم، واعتز بها كثيرا، والمنتج محسن جابر اختارها لتكون ضمن البوم غنائى رغم انها كانت بالاساس اغنية للفيلم.
واحب ان اشير هنا إلى ان محسن جابر كان من الشخصيات التى لعبت دورا مهما فى مشوارى الفنى، وكان احد الداعمين لتجربتى الغنائية، وتربطنى به علاقة اخوة وصداقة واحترام.

< قدمت اغنية «عايشين بالحب» من الحان الموسيقار محمد الموجى.. فكيف ترين هذه التجربة؟
ــ كما قلت سابقا كنت محظوظة فى تعاملى مع كبار المبدعين، وكنت ايضا محظوظة عندما اختارتنى الإذاعة المصرية لتسجيل اغنية «عايشين بالحب» من ألحان الموسيقار محمد الموجى، وهى بالتأكيد شىء افخر به فى مشوارى الفنى.
وأحب ان اشير هنا إلى أن كل ملحن عملت معه استفدت منه كثيرا لأن الحانه كشفت عن مناطق مختلفة فى صوتى، وخلال رحلتى تعاملت مع الموسيقار عمار الشريعى الذى اكتشفنى وقدمنى ودعمنى كثيرا، وعندما تعاملت مع صلاح الشرنوبى كشف عن منطقة اخرى غير التى تعامل معها الشريعى، وكذلك مع خالد الأمير ورياض الهمشرى، وطارق فؤاد، فكل واحد منهم له بصمة واضافة.

< شهدت الساحة الفنية متغيرات كثيرة فى السنوات الأخيرة.. فكيف تنظرين لها من وجهة نظرك؟
ــ بالفعل الساحة اصبحت مزدحمة بالغناء، وهناك كثيرون يريدون التعبير عن انفسهم، ولكن لا يستمر الا عدد قليل جدا، وهناك تجارب جيدة، واخرى تكون مثل موجات تأخذ يومين وتنتهى.

< وهل تخشين من العودة وسط هذا الزحام؟
ــ عندى شعور دائم بأن مكانى محجوز على ساحة الغناء، ورغم ابتعادى لفترة ليست قليلة فإننى اشعر بأننى لم أغب اطلاقا.

< وكيف تستعدين لرحلة العودة لعالم الأضواء؟
ــ كنت اعمل منذ فترة على أغنية سنجل اعود بها عبر القنوات التليفزيونية ووسائل البث الجديدة على شبكة الانترنت، ولكن جاءت جائحة كورونا لتعطل المشروع لفترة، وخلال الايام المقبلة أستأنف العمل، خاصة وأننى سأنتجه لنفسى، وفى الوقت نفسة هناك حوار مع بعض الجهات لإقامة حفلات.

< الفنان مجدى صبحى طالب أكثر من مرة عبر السوشيال ميديا بعودتك للفن.. فهل جاء قرارك استجابة له؟
ــ الفنان مجدى صبحى زميل وصديق عزيز، ويرى أننى ممثلة جيدة، ودائما يداعبنى بهذه التصريحات التى يدعونى فيها للوقوف على المسرح مجددا، ويذكرنى بمسرحية «يمامة بيضا» التى قدمتها مع المطرب الكبير على الحجار، اشعار جمال بخيت وألحان عمار الشريعى واخراج حسام الدين صلاح، وحققت نجاحا كبيرا.