"كل حاجة بدأت بمكالمة من أصدقائي قالوا لي: قرعة الحج فتحت، مش هتقدم لوالدك؟"، بهذه الكلمات روى الحاج محمد نجل الحاج أحمد تميم، أكبر حاج في بعثة حج التضامن لهذا العام، تفاصيل الرحلة التي بدأت بمكالمة عابرة وانتهت في أطهر بقاع الأرض.
يقول الحاج محمد: "حاولت أتواصل مع مديرية التضامن، قالوا لي: بُكرة آخر يوم، اللي ما قدمش يروح يقدّم، لسه في فرصة. وقتها كنا ما قدمناش، لكن بعد المكالمة دي قررت أقدم لوالدي، والحمد لله اسمه طلع في الاحتياطي".
ويتابع متأثرًا وهو يتحدث عن والده الذي لا يقوى على الحديث بسبب تقدمه في السن: "أول ما بدأوا ياخدوا من الاحتياطي، اتفاجئت إن اسم أبويا طلع، لكن اسمه لوحده من غيري. حاولت كتير أطلع معاه، وسعيت، بس عرفت إن الموضوع مفهوش واسطة، هو نداء من ربنا. وفعلًا، اتفاجئت إنهم صعّدوني معاه، وبقينا مع بعض في رحلة الحج".
رحلة الحج لم تكن مجرد تأشيرة أو إجراء إداري بالنسبة للحاج محمد، بل تحقيق حلم امتد سنوات طويلة.
"أبويا عنده 94 سنة، وكل سنة كان بيتمنى يحج أو يعمل عمرة، ولما عرف إن اسمه طلع، دمعت عينه وقال: سبحان الله… فعلاً حسن الختام".
ومع إعلان بعثة التضامن، جاء اسم الحاج أحمد تميم رسميًا، لكن المفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد.
يقول الابن: "الورق الرسمي بيقول إنه مواليد 1930، لكن الحقيقة إن والدي اتسنن 3 سنين وقت استخراج الأوراق، يعني عمره الحقيقي يقرب من 98 سنة، وده بيخليه أكبر حاج بين الحجاج السنة دي".
وعن أداء المناسك، أكد الحاج محمد أن والده أصر على أداء جميع المناسك بنفسه دون أن يوكل أحدًا، رغم مشقة الطريق وكبر السن، قائلاً: "كان بيقول: دي فرصة ربنا اختارني ليها، وعايز أعيشها كلها".
ويختتم قائلًا: "سوهاج كلها فرحانة بالحاج محمد، لأنه مش بس أكبر حاج في السن، ده أكبرهم في الرضا والدعاء. ربنا يتقبل منه ومن كل الحجاج، ويحفظهم، ويكتبها لكل مشتاق".
في بعثة حج التضامن، تختلط الأرقام بالمشاعر، وتذوب الأعمار أمام إرادة الرحمن.
رحلة الحاج أحمد تميم تؤكد أن الأمل لا يعرف وقتًا، وأن الدعوات تعرف طريقها جيدًا إلى السماء مهما طال الانتظار.