أعرب الدكتور عيسى زيدان، المدير التنفيذي للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، عن شعوره بالفخر والاعتزاز الذي يشاركه فيه كل مصري، مشددا أن افتتاح الصرح العظيم يمثل لحظة فارقة لن تتكرر، وحلمًا يتحقق، بعد أكثر من 18 عامًا و «تعب السنين» من عمله داخل المتحف.
وكشف في تصريحات تلفزيونية عبر «صدى البلد» على هامش حفل الافتتاح، مساء السبت، عن حجم الجهود التي بذلها «جنود مجهولون من المرممين والأثريين المصريين» الذين سهروا الليالي لترميم ونقل وتوثيق 57 ألف قطعة أثرية من مختلف أنحاء الجمهورية، داخل مركز الترميم الذي يعد من أندر المراكز المتخصصة عالميًا.
وأكد أن المتحف «مؤسسة ثقافية حضارية ترفيهية متكاملة» تلبي احتياجات كل الزوار، يضم متحفا للطفل وقاعة مؤتمرات ومركزا للباحثين ومنطقة تجارية، وقاعة لمحاكاة الواقع الافتراضي.
وأوضح أن المتحف سيعرض لأول مرة كنوزًا لم يرها حتى المتخصصون في علم المصريات، ستُعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة، والتي تضم أكثر من 5000 قطعة، في قاعتين تمتدان على مساحة 7500 متر مربع.
وأضاف أن من بين القطع التي ستُعرض لأول مرة الأجنة المحنطة لابنتي توت عنخ آمون بأعمار 5 و7 أشهر، والقلادة النباتية النادرة، والدرع الجلدي الخاص بالملك، والتابوت الخارجي الخشبي المذهب الذي سيُعرض لأول مرة بجوار التابوتين الذهبي والأوسط، بالإضافة إلى القناع الذهبي.
كما أشار إلى عرض مركبي الملك خوفو، أقدم وأكبر أثر عضوي في العالم، معًا لأول مرة.
واختتم موجها رسالة إلى الأجداد الفراعنة، قائلا: «إذا كنتم بنيتم الأهرامات الثلاثة، فأحفادكم في العصر الحديث بنوا الهرم الرابع، وهو المتحف المصري الكبير، اطمئنوا، هم الأقدر على الحفاظ على هذا الإرث العظيم، وهي مسئولية وأمانة في رقابنا، وقادرون على حفظها للأجيال».
ويشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء السبت، افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي يُمثل حدثًا استثنائيًّا في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية. ويُشارك في حفل الافتتاح 79 وفدًا رسميًا، بينهم 39 وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، بما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة وبالدور الثقافي والإنساني المتفرد الذي تضطلع به مصر.
ويعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، أبرزها المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة مجتمعة. ويمتد المتحف على مساحة إجمالية تبلغ نحو 500 ألف متر مربع، أي ما يُعادل مساحة 70 ملعب كرة قدم أو ضعف مساحة متحف اللوفر، ليصبح أحد أضخم المشاريع الثقافية في العالم.