احتفل الآلاف من أهالي الطود والشغب وإسنا بالأقصر، بذكرى مولد السيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب، والذي يوافق الثلاثاء الأخير من شهر رجب ذكرى الليلة الختامية لمولدها، بعد عامين من المنع بسبب الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا.
حضر الاحتفالات التي أقيمت بمنطقة الصحارة بقرية الشغب التابعة لمركز ومدينة إسنا، عدد من أعضاء مجلس النواب والشيوخ، وعدد من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، والمبتهلين وقراء القرآن الكريم بالمحافظة.
وقال محمود جلال، من أحد العائلات المنظمة للاحتفالات، إنها بدأت بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلتها حلقات ذكر وإنشاد ديني متنوعة، مقسمة لكل منها مداح يحييها، في أنحاء منفرقة من ميدان الاحتفالات.
وأضاف جلال لـ"الشروق" أن الاحتفالات تضمنت إلقاء العديد من الأناشيد الدينية، من الطرق الصوفية والرفاعية، وغيرها من المنشدين الذين يتغنون في حب آل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم، كما تخللت احتفالات الأهالي هذا العام تنظيم حلقات إنشاد ديني، داخل المنازل المجاورة لموقع الاحتفالات، وموائد طعام ضخمة للوافدين للاحتفالات من المراكز والمحافظات المجاورة.
وتابع: "تخللت الاحتفالات أيضًا إقامة عدد من الألعاب الشعبية للأطفال التي تشهدها مثل تلك الموالد، كما جرت العادة في الأقصر، كما انتشر بأرجاء الاحتفالات بائعو المسليات، والحلوى الشعبية حلوى المولد، وبائعي البخور، ولُضمت عقود النور بالبيوت المجاورة لميدان الاحتفالات".
وفي ذات السياق، أشار جمال علي، من أحد العائلات المنظمة للاحتفالات بالأقصر، إلى أنه جرت العادة أن يحتفل أبناء الطرق الصوفية والرفاعية في شتى بقاع المحافظة بمولد السيدة زينب والتي يحرصون على إقامتها في شهر رجب من كل عام، مؤكدًا أن الأهالي يعتبروه أحد أهم الأعياد الدينية في مصر بصفة عامة وفي الأقصر بصفة خاصة بجانب الاحتفالات بمولد السيد أبو الحجاج الأقصري.
وزاد علي لـ"الشروق" أن مركزي إسنا والطود يشهدان في مثل هذا التوقيت من كل عام مجيء عدد كبير من المريدين وأتباع الطرق الصوفية لمشاركة العائلات في احتفالاتهم بمولد السيدة زينب، وتتضمن تنظيم حلقات ذكر "حضرة" وتلاوة قرآن، بجانب إقامة الموائد الضخمة التي يميزها أهل الأقصر بالأكلة الرسمية للمولد وهي "الفتة" بجانب أكلة "الفول النابت".
واستطرد أن المولد يشهد حضور كبير من جانب الأسر الأقصرية للمشاركة في الاحتفالات، وشراء احتياجاتهم من المسليات والحلوى الشعبية وأدوات التحطيب كون الاحتفالات تشهد انتشار الباعة الجائلين وباعة الحلوى للأطفال والكبار، مضيفًا أن العديد من الأسر والعائلات تشارك في ثواب إطعام الضيوف والمحتاجين اعتقادًا في ذلك بنيل البركة عبر تعظيم الاحتفال بمولد "صاحبة الشورى".
وأكد أن احتفالات هذا العام بمولد السيدة زينب شهدت إقبالا كبيرا من جانب المريدين لها من الأقصر والمحافظات المجاورة، كونه الاحتفال الأول بذكرى مولدها بعد عامين من الحظر الذي طال الاحتفالات الدينية الجماهيرية في مصر، والذي فرضته الدولة جراء تفشي فيروس كورونا في مارس 2020.