أثناء حياته كان «جى. ادجار هوفر» من أعظم الرجال فى الولايات المتحدة الأمريكية كرئيس لمكتب التحقيقات الفيدرالية لما يقرب من الخمسين عامًا، ولم يكن يمنعه شىء لحماية البلاد أثناء ثمانى فترات رئاسية وثلاث حروب، كان يقف دائما أمام أى تهديد مطبقا للقانون لحفظ الأمن وتحقيق الأمان.
من هنا جاءت فكرة تقديم حياة هذا الرجل فى فيلم سينمائى لعب بطولته «ليوناردو دى كابريو» وأخرجه «كلينت ايستوود» ليعرف المشاهدون كل تفاصيلها من علاقاته العامة والشخصية إلى حياته المهنية وليعيدوا اكتشاف هذا الرمز الذى سجل فى التاريخ الأمريكى.
وفى هذا الحوار يتحدث دى كابريو عن الفيلم وكيفية التخطيط له وما جعل حياة ادجار قصة تستحق المشاهدة.
فى البداية يقول ليوناردو عن الشخصية «بالفعل كانت الشخصية صعبة جداً بالنسبة لى وبها الكثير من التعقيدات فادجار شخص استطاع أن يفرض نظاما يحترمه الجميع، فهو مؤسس وأول مدير لمكتب التحقيقات الفيدرالية فى أمريكا عام 1924 وسعى ليكون هذا المكان وسيلة حقيقية لمكافحة الجريمة بأحدث الوسائل التكنولوجية من خلال البصمة المركزية ومختبرات الطب الشرعى، وبعد موته أصبح من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل بسبب تصرفاته السرية واتهام منتقديه له بأنه تجاوز اختصاص مكتب التحقيقات الفيدرالى واستغل المكتب لمضايقة المعارضين السياسيين والناشطين واستغله أيضا لجمع ملفات سرية للزعماء السياسيين باستخدام أساليب غير قانونية، كل هذا يجعل من هذه الشخصية موضوع قصة مثيرة يجب تقديمها للمشاهدين ليعرفوا الحقيقة عنها التى ربما كانت ستظل خفية إلى الأبد».
وعما إذا كان ليوناردو تعلم شيئا من تقديم هذه الشخصية فيقول «أعتقد أن السيناريو الذى كتبه داستين لانس بلاك كان أفضل تعبير عن هذا الرجل، حيث قدم لنا كيف كرس هؤلاء الرجال حياتهم لخدمة الحكومة، فهو مفهوم صعب بالنسبة لى أن تضحى بكل شىء فى حياتك من أجل العمل، وما كنت مبهورا به هو دخول حياة هذا الرجل أثناء فترة مليئة بالإرهاب والخارجين على القانون وسارقى البنوك الذين كانوا يتنقلون بين الولايات ويصبحون أحرارا بمجرد عبورهم الحدود، وكيف قام ادجار بتغيير النظام فى أمريكا للقبض على هؤلاء وإنشاء مكتب التحقيقات الفيدرالية
الذى يعتبر اليوم واحدا من أهم وأكثر قوات الشرطة رعبًا واحترامًا وتبجيلًا ليس فى أمريكا فقط وإنما فى العالم كله».
وأضاف «والشىء الوحيد الذى كان يؤمن به هو أن الشيوعية كانت شرا، وكان يريد الإبقاء على المبادىء الأساسية للديمقراطية ولكن عندما وصلت حركة الحقوق المدنية قال إنه يرى فى ذلك انتفاضة الشعب ولم يتغير ولم يستمع إلى صوت منتقديه، وفى رأيى أعتقد أن هذا هو السبب فى انتهاء مستقبله المهنى بالفشل إيمان بأن معتقداته هى الوحيدة الصواب».
وأوضح ليوناردو أن الخصوصية التى كان يخترقها ادجار فى الماضى لم تعد كذلك هذه الأيام «من الممتع تقديم عمل عن التجسس والتنصت السياسى، ولكنى لا أظن أن هذه الأيام يمكن الاحتفاظ بالأسرار التى كان يعرفها ادجار خاصة فى ظل وجود الإنترنت الذى فتح الباب أمام الجميع وألغى كلمة خصوصية لأى شخص، فهذا زمن وعصر مختلف».
وأشار ليوناردو إلى أن تقديمه لشخصية ادجار بعد أن تقدم به العمر كان من أصعب أوقات العمل قائلا «استغرق التجهيز لهذا الأمر آخر أسبوعين من التصوير فكنا جميعا نجلس من خمس إلى سبع ساعات أحيانا على كرسى الماكياج، وكل من فريق العمل كانت له طريقته فى البحث عن كيفية القيام بذلك».
أما عن التحدى الأكبر بالنسبة ليوناردو فيقول عنه «لم يكن التحدى بالنسبة لى هو أن أسير مثل رجل فى الخمسين من عمره إنما أن تكون رجلا قضى سنوات كثيرة فى العمل وتعدت خبرته الخمسين عاما ويقف ليتحدث مع شاب مثل روبرت كنيدى وهو ليست لديه خبرة فى أى شىء».
وأوضح ليوناردو أن تقديمه للشخصيات المرتبطة بقصص اجتماعية وتاريخية هو بغرض التعلم قائلا «إذا استطعنا أن نفهم هؤلاء الناس ودوافعهم وكيف أن الطموح تدخل فى سياستهم ونستطيع أن نتعلم منهم، فرجل مثل ادجار إذا لم يكن أقوى رجل فى القرن الأخير فهو كذلك فى بلادنا».
وعن العمل مع المخرج كلينت ايستوود فيعلق ليوناردو «مخرج يعرف خطواته جيدا ويجعلك تخرج أفضل ما لديك فمع كل التعقيدات السياسية وتطورات الشخصية أعطانا كل شىء يمكن أن يسأل عنه أى ممثل، كما أنه يوجد جوا يستطيع فيه الممثل التركيز على الدراما وارتباط الشخصيات ببعضها، وسعدت بالعمل معه».
يذكر أن ميزانية الفيلم كانت 35 مليون دولار ولكنه حقق حتى الآن 76.906.030 مليون دولار فى شباك التذاكر العالمى.