حوار| المصري محمد دياب مخرج مسلسل فارس القمر لـ مارفل يكشف لـ الشروق كواليس بداية العمل - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:00 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حوار| المصري محمد دياب مخرج مسلسل فارس القمر لـ مارفل يكشف لـ الشروق كواليس بداية العمل

ياسمين سعد
نشر في: السبت 2 أبريل 2022 - 5:15 م | آخر تحديث: الأحد 3 أبريل 2022 - 12:44 ص
"بحلم معاك بسفينة، وبمينا ترسينا، ونبحر ثاني، الريح تعاند وألاقيك، في عينيك وإيديك، شطي وأماني، العالم كله بأسراره، عايش ويايا، عايش جوايا، طول ما أنت، في الرحلة معايا".

لم يكن يتوقع كل مصري شاهد الحلقة الأولى من مسلسل "فارس القمر"، الذي طرحته شركة "مارفل" الأسبوع الماضي، وعُرِض على منصة "ديزني بلس"، أن يستمع إلى هذه الكلمات لأغنية "بحلم معاك" لنجاة الصغيرة، وهو يشاهد شخصية بطل خارق يخرج في موعد عاطفي على ألحان هذه الأغنية المصرية، التي ألقت في قلوب المصريين الحب لهذا البطل (فارس القمر)، وكأنه ممثلا لهم في هوليوود، ولكن في الحقيقة البطل الخارق الممثل للمصريين في عالم "مارفل" ليس "فارس القمر"، ولكنه المخرج المصري محمد دياب، الذي أضفى على عالم مارفل النكهة المصرية الأصيلة.

أجرت "الشروق" حوارا خاصا مع المخرج المصري محمد دياب؛ للتحدث عن كواليس العمل.

في البداية، أوضح "دياب" أنه كان يحلم بالعمل في هوليوود منذ بدايته الفنية؛ لأنه كان يريد مشاركة قصصه على أوسع نطاق ممكن، مشيرا إلى أن أولى خطواته تجاه العالمية كانت خلال عرض أفلامه المصرية في الخارج.

فبعد النجاح الكبير لفيلم "اشتباك" عالميا، تعاقد دياب مع مدير أعمال أو ممثل له، كان دوره البحث عن أعمال مناسبة له في الخارج: "رفضت العديد من الأعمال التي لم أشعر بها فنيا، إلى أن جاء مشروع (فارس القمر)، وقررت أن أنافس الجميع لكي أحصل عليه".

وقال "دياب"، خلال حواره مع "الشروق": "كتبنا أنا وزوجتي المؤلفة والبروديوسر سارة جوهر 200 صفحة، بها جميع أعمالي ورؤيتي الدرامية للمسلسل، فما يجعلك تحصل على عمل في الخارج، هو أن توضح للجميع كيف ستستطيع تطوير الدراما، وجزء من عرضي كان يعتمد على أن يرى المشاهدون مصر على حقيقتها، فهي ليست كما يصوروها في الأفلام الأمريكية صحراء فقط، وكأنها من العصور الوسطى، فهي أكبر من ذلك، وبها العديد من مواقع التصوير المميزة التي يجب أن يراها العالم، وكنت واثقا من أنني سأحصل على فرصة إخراج العمل لأنني فهمت الموضوع جيدا وقدمته بشكل جيد".

• إيمان مطلق بمحمد دياب ونكهة العمل المصرية

وأوضح لـ"الشروق"، كواليس اختيار طاقم فارس القمر، وأولهم البطل والشرير، فهما أهم شقين في أي عمل لمارفل، حيث اختار دياب الممثل "أوسكار آيزاك" ليكون البطل فارس القمر: آيزاك رفض الدور في البداية؛ لأنه لم يفضل الاستمرار في تقديم أفلام ذات ميزانية ضخمة، خاصة بعد اشتراكه في بطولة أفلام "إكس من، ستارز وورز، ودوون، لكني قمت بإقناعه.. شاف أفلامي وحبها جدا، وأول ما شافني قال لي أنت بتعمل إيه هنا؟ لأن أفلامي حميمية وذات ميزانية صغيرة، لكنني أقنعته بالاشتراك في العمل، وقلت له إننا يمكننا تقديم قصص مؤثرة قريبة من قلوب الناس من خلال منصات وميزانيات كبيرة".


أما عن اختيار شرير العمل وهو النجم إيثان هوك فكان الوضع مختلفا، حيث أوضح دياب أنه كان سيصور مع هوك أحد الأفلام، لكن تم تأجيله بسبب مسلسل "فارس القمر"، وعندما اقترح أوسكار آيزاك أن يكون الشرير هو إيثان هوك، دعم دياب الاقتراح بشدة، وعرض الفكرة على هوك قائلا: "لأول مرة منذ 35 عاما عمل خلالها إيثان هوك في مهنة التمثيل، قام بالإمضاء على الاشتراك في بطولة (فارس القمر) دون أن يقرأ السيناريو، إيمانا بموهبتي، ولأنني أقنعته أنا وسارة بالعمل، فشرحت له تصوري للشخصية الشريرة وهي أنها شخصية لرجل يحاول أن يكون نبي، يقوم بتنظيف البشرية، ولكن يفعل ذلك بقسوة شديدة، فأعجب هوك بالتصور، وبعدما أعدت كتابة نسخة خاصة للمسلسل مع سارة وقرأها هوك في وقت لاحق، أعجب بها كثيرا".

لكل مخرج في عالم مارفل علاقته الخاصة مع أبطال عالمه السحري، وقد أكد دياب أن علاقته بأوسكار آيزاك وإيثان هوك كانت ممتازة طوال عملهم بالمسلسل، مشيرا إلى أنهما كانا مرهقين بشكل إيجابي، فلم يردا أن يكونا جزءا من عالم مارفل شكليا، بل كانا يفكران في كل مشهد 100 مرة، مما دفع دياب ليطور العمل على الدوام ليخرج بأفضل شكل ممكن للجمهور.

كما أشار دياب إلى حبه الخاص لإيثان هوك قائلا: "علاقتي بهوك رائعة لأننا كنا نعمل على مشروع فيلم خيال علمي سويا قبل العمل في (فارس القمر)، وهو كان منبهرا بفيلمي (اشتباك) و(أميرة)، وآمن بي كثيرا، وأحبه مثلما يحبني".

• نجاة وعبدالحليم ووردة

فوجئ المصريون الذين شاهدوا الحلقة الأولى من مسلسل "فارس القمر" بأغنية عبدالحليم تصدح كموسيقى تصويرية بالمسلسل، ولكن المفاجأة الأكبر التي عبرت من آذانهم إلى قلوبهم مباشرة كانت من خلال سماعهم لصوت نجاة الصغيرة الرقيق يزين مشهدا عاطفيا ومؤثرا لشخصية بطل عالم مارفل، وهو المشهد الذي كان سيتم حذفه لولا مراهنة دياب عليه بأنه سيكون مؤثرا لكل من يشاهده ليس في مصر فقط، ولكن في العالم أجمع.

لفت دياب إلى أن مارفل كانت تريد حذف هذا المشهد، لأنها تعتمد في أعمالها على الإيقاع السريع، لكن دياب راهن على نجاح هذا المشهد وتأثيره في قلوب كل من يراه، لأنه سيكون مهما لفهم المشاهد لشخصية البطل ستيفن الذي يعاني من مرض اضطراب الهوية، وأنه كان يجب أن يفهم المشاهد أن هذا المرض يؤثر على تفاصيل حياة ستيفن الكبيرة والصغيرة أيضا، "فنحن نرى العالم من وجهة نظره، فهو لا يتذكر بعض الأحداث ولا يعلم ماذا حدث له في بعض الأيام، لكنه أيضا لا يستطيع أن يتعرف على فتاة ويحبها، لأنه لا يتذكر أنه تحدث معها من الأساس".

ويتابع: "لما كتبت المشهد أنا وسارة كنت عارف إنه دي اللحظة اللي كانت هتخلي الناس تحب ستيفن وتقول أنا حبيت الشخص ده، فالجمهور لن يهتم بمشاهدة الأكشن إلا إذا كان يحب الشخصية، فأنا فهمت شخصية ستيفن، وعاوز الناس كمان تفهمها وتحبها؛ لذلك أكدت لمارفل أن المشاهد سيتحمل أي بطء إذا كانوا يعتبرون هذا المشهد بطيئا، وستجعله يرى الأكشن بشغف أكبر".

وعن اختيار الأغاني، أوضح أن سارة جوهر هي من اختارت جميع أغنيات المسلسل بما فيهم أكثر أغنية يحبها دياب على المستوى الشخصي، وهي "بحلم معاك"، فقد رأى أن سارة هي الشخص المناسب لهذه المهمة لأنها مصرية تعيش طوال حياتها بأمريكا؛ لذلك استطاعت أن تجمع بين الذوقين، مشيرا إلى أن الجمهور الغربي تفاعل بشكل إيجابي مع الأغنيات المصرية، حتى أن رئيس شركة مارفل أصبح يدندن أغنية للمطربة الكبيرة وردة من شدة عشقه لها، وهي الأغنية التي ستعرض خلال الحلقات القادمة.

أكد دياب أن الأغاني المصرية التي عرضت في الحلقة الأولى من المسلسل لن تكون المفاجأة الأخيرة للمصريين، بل ستكون هناك العديد من المفاجآت الأخرى التي تنتظرهم خلال الحلقات المقبلة، كما سيتم عرض عدد من الأغاني الأخرى لمطربين مصريين من الجيل الحالي، وأن جميع هذه الأغاني نالت إعجاب المشاهدين الأجانب.

لا يمكن التحدث عن الموسيقى المصرية التي أضفت على المسلسل نكهته الخاصة دون ذكر موسيقى هشام نزيه التي تألقت في مشاهد الأكشن تحديدا، وجعلتنا نشعر بروح الفراعنة الممزوجة بتطور مارفل، وعن ذلك قال دياب: "لم أر أي شخص مناسب لتأليف موسيقى المسلسل سوى هشام نزيه، بالرغم من وجود العديد من عباقرة الموسيقى في مصر، ولكن هشام كان الأنسب لهذا المشروع، وتحدثت معه عن تصوري الخاص بالموسيقى، وتناقشنا كثيرا لأجده قد وضع موسيقى أحلى مما تصورت، فهو متميز في أنه يستطيع خلق تيمة تعلق في الأذهان ويمكنك حفظها سريعا، وقد تأثرت بموسيقى المسلسل فور سماعها منه".

وأوضح أن نجاح موسيقى نزيه في الغرب فاق التوقعات، فبالبحث عن اسم مسلسل "فارس القمر" على جوجل، يظهر اسم هشام نزيه رقم 2 بعد اسم المسلسل مباشرة، حتى قبل اسم البطل أوسكار آيزاك، مما يدل على سماع الغرب لموسيقاه وإعجابهم بها مثل العرب تماما، مؤكدا أن رئيس مارفل أشاد كثيرا به، وأنه يتوقع ألا يعود نزيه لمصر قريبا، لأنه بالتأكيد ستنظره العديد من الأعمال في هوليوود.


• كيف أصبح فارس القمر بطلا خارقا بروح مصرية؟

لم تكن الاستعانة بالموسيقى المصرية هو العنصر الوحيد الذي أشعر المصريين بأنهم يشاهدون بطلا خارقا يمثلهم، بل خلقت هذه الروح منذ البداية، عندما قرر دياب أن يكتب مع زوجته ومنتجة المسلسل سارة جوهر نسخة خاصة تعيش خلالها الروح المصرية بما فيها من مشاعر فياضة، وروح كوميدية، بعيدا عن الأكشن والسوداوية التي يفضلها الأمريكان وعالم مارفل.

أكد دياب أن إقناع مارفل بكتابة نسخة جديدة من مسلسل فارس القمر لم تكن مهمة سهلة على الإطلاق، لأن الوقت المتبقي على التصوير لم يكن في صالحهم، موضحا أن ما ساعده على تنفيذ المشروع هو إصرار أوسكار آيزاك على كتابة هذه النسخة المعدلة؛ لأن اتفاقه مع مارفل كان التمثيل في نسخة بها طابع مصري ومختلف عن عالم مارفل التقليدي، مشيرا إلى أن النسخة الجديدة حازت على إعجاب آيزاك وإيثان هوك كثيرا، حيث شعرا باختلاف مميز عن النسخة الأولى.

ساعدت هذه النسخة في جعل شخصية بطلة المسلسل مي القلماوي، شخصية مصرية بعدما كانت إنجليزية في النسخة الأولى، كما أضفت على المسلسل طابعه الكوميدي والإنساني الذي أعجب به المشاهدين في العالم أجمع.

أوضح دياب أن هدفه منذ أول لحظة خطى فيها في هوليوود هو تمثيل مصر وإظهار مواهبها، ولهذا استعان بجميع العناصر المصرية التي استطاع أن يستعين بها، فبجانب الموسيقار هشام نزيه، والممثلة مي القلماوي، استعان دياب بالمونتير أحمد حافظ، وبريم العدل للمساعدة في تصميم الملابس الخاصة بمصر، وبعلي حسام الذي عمل كآرت دايركتور، بجانب مجموعة من الممثلين المصريين الذين سيظهرون على مدار الحلقات القادمة من المسلسل، الذي أكد دياب أنهم سيكونوا مفاجأة للجمهور.

كما أثنى دياب على دور الممثل كريم الحكيم الذي قال إنه يقوم بتجسيد دور خانشو، وهي شخصية تتحرك بجسدها كثيرا؛ لذلك كان يعمل دائما على تنسيق حركته، مشيرا إلى أنه يتوقع أن يرى كريم الحكيم ومي القلماوي في العديد من الأعمال في هوليوود قريبا.



• مستقبل فارس القمر

حصلت الحلقة الأولى من مسلسل "فارس القمر" على أعلى تقييم من قبل الجمهور على الموقعين الشهيرين روتن توماتوز وآي إم دي بي، ليصبح المسلسل هو الأعلى تقييما بالنسبة لجميع أعمال مارفل، وبالرغم من ذلك لا يعلم دياب حتى الآن ما هو مستقبل المسلسل، حيث أوضح أن مارفل تنتظر رد فعل الجمهور وترى ماذا يريد أولا، ثم تقرر ما هي الخطوة التالية.

يتمنى دياب على المستوى الشخصي أن تكون خطوة "فارس القمر" المقبلة هي فيلم خاص بالشخصية، فهو متأكد أن بعد هذا التقييم ستدخل الشخصية عالم مارفل من أوسع أبوابه، مشيرا إلى أن الشخصية التي يرى أنها ستكون مناسبة للعمل مع فارس القمر هي "ذا هالك"، موضحا أن هذا هو رأي بطل المسلسل أوسكار آيزاك أيضا، حيث إنهما يفكران أن التعاون بين فارس القمر المصاب بمرض اضطراب الهوية بشخصياته المتعددة، وبين ذا هالك صاحب الشخصيتين المختلفتين سيخلق دراما ثرية مليئة بالمواقف والمفاجآت.

ومن ناحية أخرى، يتمنى أن تقوم مصر بإعطاء التصريحات الخاصة بالتصوير له في أعماله القادمة وللأجانب أيضا، لأنها دعاية مجانية لمواقع مصر البديعة، وبينما لم يحدد دياب مشروعه الفني القادم بعد، أكد أنه سيكون له أعماله الخاصة المصرية الخالصة، مشيرا إلى أنه سيعود إلى مصر للعمل على قصصه التي يحبها، بجانب العمل في العوالم المبهرة لهوليوود.


• محبة توم هانكس وصفعة ويل سميث

أثار دياب الجدل على مواقع السوشيال ميديا بعدما صرّح برفضه لإخراج فيلم "جراي هاوند" للنجم توم هانكس، وأوضح لـ"الشروق"، أنه قال في تصريحه إنه رفض الفيلم لأنه لم ير نفسه المخرج الأفضل لإخراجه: "أحسن حاجة في الدنيا إني أشتغل مع توم هانكس، بس أسوأ حاجة في الدنيا إني أشتغل معاه والمشروع مايطلعش بأفضل شكل، فاعتذاري عن الفيلم كان حبا في توم هانكس، وخوفا من أن العمل لن يخرج للجمهور بأفضل شكل لأنني لست المناسب له، وتوم هانكس شخصيا احترم قراري، ودعا الناس لمشاهدة أعمالي بعد اتخاذي لهذا القرار، مما يعني أن هذا الاعتذار لم يؤثر على علاقتنا".

وبسؤاله عن رأيه في التريند الذي تصدر المشهد الهوليوودي مؤخرا، باعتباره عضوا في الأكاديمية، وواحدا من صناع الأفلام الحاليين بهوليود، وهو صفع الممثل ويل سميث للممثل كريس روك خلال حفل الأوسكار، قال دياب إنه لا يحب المزاح الذي يتطرق لموضوعات شخصية، والذي يهين الآخرين: "بالرغم من تعاطفي مع ويل سميث وزوجته جادا؛ لأن مزحة كريس روك في حفل الأوسكار عن فقدانها لشعرها كانت مهينة، إلا أنني ليس مع الطريقة التي رد بها سميث، فالعنف ليس الطريقة الصحيحة للرد على الإهانة".

وبإخراجه عمل كبير مع مارفل، أصبح دياب على أبواب جوائز الإيمي التي تمنى أن يحصل عليها عن عمل "فارس القمر"، ليفتح الباب لمصريين وعرب آخرين ليحصلوا على مثل هذا التقدير العالمي، مؤكدا أن نجاح الحلقات المقبلة وتقبل الجمهور لها هو ما سيحدد ذلك.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك