«نوروكو».. جريمة سطو مسلح غيرت مسار القانون الجنائي الأمريكي إلى الأبد!ّ - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 12:34 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«نوروكو».. جريمة سطو مسلح غيرت مسار القانون الجنائي الأمريكي إلى الأبد!ّ

إنجي عبدالوهاب:
نشر في: الثلاثاء 2 يوليه 2019 - 2:33 م | آخر تحديث: الثلاثاء 2 يوليه 2019 - 2:33 م

كان السطو المسلح على أحد بنوك نوروكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، قبل أربعين عامًا الأكثر عنفًا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، الأمر الذي أدى إلى تغيير وجه القانون الأمريكي إلى الأبد.

بدأت القصة قبل أربعين عامًا، وتحديدًا في ظهر يوم الجمعة الموافق 9 مايو عام 1980، بعدما شهدت الرقعة الريفية المسماه بـ«The horse town» بمدينة موروكو الواقعة في ولاية كاليفورنيا، أخطر عملية سطو مسلح في تاريخ أمريكا، عقب اقتحام 5 من قطاع الطرق بنك «سيكيوريتي باسيفيك الوطني»، الواقع في تلك المدينة الصغيرة، وسرقتهم ما يزيد على 20 مليون دولار أمريكي.

استهدف التشكيل العصابي هذا البنك عبر خطة محكمة باعتباره ثالث أكبر بنك في كاليفورنيا من حيث قيمة الودائع، وتمكنوا من الفرار بعد معركة شرسة دارت بينهم وبين رجال الشرطة تبادل خلالها الطرفان إطلاق النار أمام ساحة البنك في مشهد درامي حضره عشرات المواطنين الذين انتابتهم حالة من الذعر فركضون ليحتموا بجدران البنك والمباني المحيطة التي ظلت تتناثر أمام أعينهم لتطال وواجهات المتاجر المنازل.

كان اللصوص مسلحون تسليحاً محكمًا جعل الاشتباك يستمر لنحو ساعة كاملة ومكنتهم الأعيرة النارية والمتفجرات وبنادق الآر بي جيه التي كانت بحوذتهم من إسقاط العديد من سيارات الدوريات الشرطية وإجبارها على الاستسلام بعد مطاردة استمرت لمسافة 40 ميلًا، بل وإجبار مروحية تابعة لشرطة «سان بيرناردينو» على التخلي عن مطاردتهم عقب انتهاء تبادل إطلاق النار.

أسفر الحادث عن سقوط شرطي واثنان من أفراد التشكيل العصابي، فضلًا عن سقوط ثلاثة قتلى و15 جريحًا من صفوف المدنيين، أما الخسائر المادية فكانت إتلاف 33 سيارة شرطة طالتها متفجرات التشكيل العصابي المتطورة، التي تمكنت أيضًا من إسقاط مروحية في مقاطعة «سان بيرناردينو».

لجأ اللصوص الخمسة عقب فرارهم من الأجهزة الأمنية إلى تلال سان جابريييل، والتي تبعد البنك بنحو 40 ميلًا، حيث المنطقة الجبلية الوعرة الواقعة بين لوس أنجلوس وصحراء موها على ارتفاع 6500 قدمًا، والتي كانت بمثابة الملاذ الآمن للخارجين على القانون، ومصيدة محكمة لرجال لشرطة آنذاك.

لم يكن لدى الرجال الخمسة الذين شكلوا هذا التنظيم العصابي، آية سجلات إجرامية خطيرة أو تاريخ مع أحداث العنف، بل كانت المفاجأة أن الدافع وراء هذا الحادث كان لخدمة أهداف دينية متطرفة، إذ تزعمهم، جورج واين سميث، الضابط السابق في سلاح المدفعية بالجيش الأمريكي، عقب انضمامه إلى حركة دينية متطرفة تدعى "حركة يسوع" ظهرت في أمريكا في سبعينيات القرن الماضي، منادية بإنهاء العالم للتعجيل بمقدوم المسيح المخلص.

لجأ سميث برفقة تشكيله العصابي إلى جبال ولاية يوتا، حيث يمكنهم تخزين الأسلحة والإمدادات التي ستؤهلهم لتنفيذ أهدافهم المتطرفة، ومنها انطلق سجلهم الإجرامي بسلسلة من السرقات بهدف تسليح حركتهم المتطرفة.

وعقب شهور طوقت الأجهزة الأمنية المنطقة بالمروحيات حتى تمكنت من القبض اللصوص الثلاثة الذين ظلوا على قيد الحياة، وهم جورج سميث، وكريس هارفن، وجيلين بولاسكي، وحُكم عليهم بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط، بعد إثبات تورطهم في 46 جناية.

كانت عقوبة السجن مدى الحياة التي أقرتها المكمة الأمريكية ضد هذا التشكيل العصابي هي الأولى من نوعها آنذاك، إذ تسببت هذه الجريمة في تغيير مسار القانون الجنائي الأمريكي؛ ليتم إقرارها بشكل رسمي واستخدامها في الجرائم التي تمس الأمن القومي على رأسها جرائم العنف والإرهاب، ليصبح هذا الحادث علامة فارقة في سجل القانون الجنائي الأمريكي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك