جلال برجس: أجد نفسى فى الرواية والشعر.. ولم أتوقف عن الكتابة منذ العام 1983 - بوابة الشروق
الجمعة 2 مايو 2025 10:23 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

جلال برجس: أجد نفسى فى الرواية والشعر.. ولم أتوقف عن الكتابة منذ العام 1983

جلال برجس
جلال برجس
حوار ــ أسماء سعد:
نشر في: الجمعة 2 سبتمبر 2022 - 7:59 م | آخر تحديث: الجمعة 2 سبتمبر 2022 - 7:59 م

ــ نحتاج جهدا جماعيا لتفعيل قوانين الملكية الفكرية وحماية المبدعين
ــ سعيد بالانتشار الكبير لرواية «دفاتر الوراق».. وأشعر بالغبن من الترجمات غير الرسمية
ــ أقدم إلى قرائى خلطة هادئة من التجريب بين الواقع والفانتازيا

«يملك أسلوبا مميزا، يتعمق فى المدلولات والمكنونات، ويرسم شخصياته بدقة»، إنه الروائى الأردنى جلال برجس الحاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» الدورة قبل الماضية، والذى يملك مجموعة من الإبداعات المختلفة، التى تتراوح ما بين الروايات والقصص والشعر.

يسعى برجس من خلال نصوصه إلى مقاربة وعى الإنسان وتسليحه ضد الإشكاليات الصعبة التى يواجهها، ويستخدم فى سبيل ذلك أسلوبا سلسا يمزج ما بين الواقعية السحرية والفانتازيا من جهة، ومعطيات الواقع ونواتج التجريب الفعلى من جهة أخرى، وقد كشف فى حواره لـ«الشروق» عن قادم أعماله، وتفضيلاته الأدبية، والطريقة التى تساعده على تقديم مزيد من الإبداعات.

> بخصوص وجود ترجمات فارسية «غير رسمية» لروايتك «دفاتر الوراق».. كيف علمت بذلك ومدى تأثيره عليك؟
ــ الترجمات الفارسية لا تأتى فى سياق حقوق الملكية الفكرية، لكن الترجمات الجيدة هى التى تأتى على الأقل فى سياق اتفاق شفوى أخلاقى بين المترجم والمؤلف عادة، وهذا ما حدث معى فيما يخص ترجمة دفاتر الوراق على يد الصديق كريم أسدى أصل، لكن فيما بعد ظهرت ترجمتان للرواية لا علم لى بهما وهناك ترجمة رابعة أظن أنها ستظهر قريبا، سرب لى صديق خبرها، فى الحقيقة سعيد بهذا الانتشار الكبير للرواية عبر أكثر من ترجمة لكنى فى المقابل أشعر بالغبن حين أجد غيرى يتاجر بما كتبت.

> كيف تقيم تجربتك فى ترجمة رواياتك إلى اللغات الأخرى، وخاصة دفاتر الوراق؟
ــ لى تجربة مهمة مع Interlink فقد وقعت عقدا لترجمة دفاتر الوراق إلى الإنجليزية، وعقد وكالة أدبية مع الدار نفسها من خلاله هناك ترجمات إلى لغات أجنبية أخرى سيعلن عنها قريبا. إنها تجربة مهمة فيها تقدير كبير لى ككاتب على الصعيدين المعنوى والمادى وبمهنية عالية.

> هل يمكن أن تحدثنا عن «نشيج الدودوك» عملك الذى تعكف على إعداده حاليا؟
ــ نشيج الدودوك كتاب عملت عليه بلغة وأسلوب ووعى الرواية لكنه ليس إصدارا روائيا، ولم أصنفه، إذ إنى أترك هذا الأمر للقارئ، جاء هذا الكتاب جراء تساؤل شخصى: لماذا تقرأ، وتكتب، وتسافر بنهم؟ هل ما تفعله يندرج فى باب الهروب أم المواجهة؟ فبنى هذا الكتاب على ثلاثة عناصر: سيرتى الشخصية، سيرة ثلاثة كتب رافقتنى فى السفر، وسيرة ثلاث مدن زرتها، فى الحقيقة أنجزت هذا الكتاب لنفسى بجرأة ومكاشفة ووعى بالاعتراف، ولم أكن أنوى نشره، لكنى قررت مؤخرا أن أقدمه لقرائى بكل محبة.

> يحتل الإنسان ووعيه بذاته، ركيزة أساسية فى أعمالك، حدثنا عن ذلك ؟
ــ فى هذه المرحلة الإشكالية الصعبة بات من الضرورى مقاربة وعى الإنسان وخاصة فى الكتابة الروائية، لأنه ضحية كثير من التبدلات العالمية. من هنا أذهب فى رواياتى إلى البؤرة الداخلية لشخصيات رواياتى، مصطحبا معى القارئ فى رحلة يتسنى له اكتشاف نفسه من خلالها. إنها واحدة من المهام العظمى للقراءة.

> تهتم كثيرا باختيار عناوين مميزة لرواياتك، حدثنا أكثر عن ذلك؟
ــ العنوان باب النص إذا اعتبرناه بيتًا، فإن كان الباب بهيئة وشكل جميلين سيدفع بالقارئ عبوره إلى الداخل. فهو العتبة الأهم التى تلمح إلى ما يمكن قوله. من هنا يأتى اهتمامى بعناوينى.

> لك إصدارات فى الشعر والرواية والقصة، أى من الألوان الأدبية تميل أكثر ولماذا؟
ــ فى هذه المرحلة أكتب الرواية والشعر، لكن من حيث النشر فإنى أقدم الرواية لقرائى، وفى المرحلة القادمة سأنشر ديوانا شعريا. أما من حيث الميل فإنى اجد نفسى فى الرواية والشعر.

> متى بدأت رحلتك فى الكتابة والشغف بها؟
ــ بدأت الكتابة عندى فى أوائل سنين المراهقة حين غضبت من موقف ولم أستطع التعبير عما أحس به. فى ذلك اليوم اشتريت دفترا ورحت أدون يومياتى بجرأة كبيرة. عادة لم أتخلى عنها منذ عام ١٩٨٣.

> كيف ترى تعامل دور النشر العربية مع الكاتب العربى؟
ــ هناك دور نشر تتعامل مع الكاتب بمستوى مقبول نتمنى أن يتطور مستقبلا، وهناك دور للأسف الشديد لا تعطى الكاتب إلا القليل مما يستحقه، لهذا نجده فى حالة تنقل دائمة من دار إلى أخرى، ناهيك عن الإحباط مما يحدث من ممارسات غير مقبولة، من هنا يجب أن يتغير الحال، فيعترف بالكتابة كمهنة فى العالم العربى، وتفعل قوانين الملكية الفكرية، ويجب إيجاد ما يمكن أن يحمى الكاتب وكتابته من التغول، من الخطأ أن نبقى ننظر إلى حال الكتاب الأجانب من دون التقدم بخطوات جادة نحو التغيير، وهذا يراد له جهد جماعى.

> من هم كتابك المفضلون، سواء العرب أو فى العالم؟
ــ كتابى المفضلون عربيا وعالميا كثر. وأذكر منهم: نجيب محفوظ، وجمال الغيطانى، وغالب هلسا. أما عالميا أميل إلى ميشيما، ويوسا، وماركيز.

> يشعر البعض بأنك تنتمى للمدرسة الواقعية، فيما يرى آخرون أنك تميل للواقعية السحرية، إلى أيهما تميل أكثر؟
ــ لا أستشعر ذلك على الدوام، أحاول أن أذهب فى مسار جديد آخذ شيئا من الواقعية السحرية، وشيئا من عوالم الفانتازيا، وأقدم إلى قرائى خلطة هادئة من التجريب.

> هل تملك طقوسا معينة أو تصنع أجواءا خاصة أثناء كتابة إبداعاتك؟
ــ العزلة والهدوء شرطى الأول للكتابة، ولا أدرى إن كان هذا الشرط طقوسا، لا آكل قبل الكتابة، ولا أشرب أثنائها إلا الماء.

> يدفع البعض بأن عملك فى هندسة الطيران قد أكسبتك مهارة التخطيط للعمل الروائى، مدى اتفاقك مع ذلك؟
ــ هذا صحيح من جانب ما، إذ إننى أخطط للرواية التى أنوى كتابتها، لكن فى لحظة الكتابة أجد جزءا مما خططت له غير صالح للكتابة، وجزءا مما لم أخطط له يفرضه طقس الرواية.

> فى وجهة نظرك ما هى أهمية الجوائز الأدبية بالنسبة للمؤلف، وهل تشكل معيارا للقارئ على جودة العمل الفائز؟
ــ الجائزة ضوء يلقى على الرواية الفائزة هنا سينحاز لها قراء ويبتعد آخرون، إن الأمر مرتبط باختلاف الأذواق وتباينها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك