توقع عدد من المتعاملين فى السوق المحلية، بدء توفير السلع الأساسية الشحيحة والتى شهدت تناقصا كبيرا فى المعروض خلال الفترة الماضية، ولكن بأسعار أعلى من المعتاد، لاسيما فيما يتعلق بالسمن والزيت والمكرونة.
قال هشام الدجوى، رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة الجيزة التجارية، إن اختفاء بعض السلع من الأسواق خلال الفترة الماضية، كان نتيجة توقف أكبر الشركات بالسوق المحلية عن التوريد للمحلات والسلاسل التجارية، مشيرا إلى أن أهم هذه السلع كانت الزيت والسمن، والمكرونة.
وأضاف الدجوى، أن الشركات بررت بشكل غير رسمى للتجار توقفها عن التوريد بسبب الجرد السنوى، معلقا أن الجرد عادة يستغرق يومين أو ثلاث على الأكثر، متسائلا لماذا استغرق هذا العام أكثر من 10 أيام.
وشهدت السوق المحلية تراجعا فى معروض بعض السلع الأساسية، أهمها الزيت والسمن، خلال الأيام الماضية، ما دفع بعض السلاسل التجارية لتعليق لافتات تشير إلى أن المستهلك له زجاجة واحدة فقط، وفقا لبعض المتعاملين بالسوق المحلية، مرجعين ذلك إلى أن أكبر شركتين بالسوق المحلية أوقفتا توريد البضاعة منذ أكثر من 10 أيام.
ويرى الدجوى، أن توقف الشركات عن التوريد استنفد البضاعة من السوق المحلية خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى خلق سوق سوداء تباع فيه زجاجة الزيت بسعر أعلى بكثير من السعر المعلن، بالإضافة إلى بعض السلاسل التجارية التى أعلنت بيع زجاجة واحدة فقط للمستهلك الواحد.
وأوضح أن الشركات أعلنت قائمة أسعار جديدة خلال شهر يناير الحالى، معربا عن غضبه من ارتفاع السعر مرة أخرى بنسبة تصل إلى 25% تقريبا فى بعض الأصناف مقارنة بشهر ديسمبر الماضى، مضيفا أن أسعار الزيت مستقرة عالميا منذ فترة كبيرة، حيث لا يتعدى زيت الأولين الـ950 دولارا، أى 24 ألف جنيه تقريبا، فى حين يتجاوز طن الزيت محليا الـ50 ألف جنيه.
وأشار الدجوى، إلى أن التجار كانوا يتوقعون تراجع الأسعار خلال الشهر الحالى، خاصة بعد الإفراج عن أغلب الشحنات المكدسة بالموانئ المصرية فى شهر ديسمبر الماضى، مضيفا أن السلع ستتوفر بشكل طبيعى بداية من اليوم، ولكن بالسعر الجديد غير المبرر من وجهة نظره.
وأعلن الدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، فى بيان أمس الأول، الإفراج عن سلع وخامات تجاوزت المليار و236 مليون دولار، خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر، موضحا أن تلك الإفراجات عبارة عن 195 مليون أغذية، و89 مليونا للأعلاف، و35 مليونا للأدوية والمستلزمات طبية، و16 مليونا للمواد كيماوية، و686 مليونا لمستلزمات إنتاج لمختلف الصناعات متضمنة الصناعات الغذائية والدوائية، بالإضافة لنحو 216 مليونا لبضائع متنوعة، ليتجاوز ما تم الإفراج عنه فى ديسمبر 6 مليارات دولار.
من جانبه، قال عمرو عصفور، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، إن السلع ستتوفر بشكل طبيعى خلال أيام، مشيرا إلى أن الفترة الماضية شهدت تراجعا من المعروض فى سلع مثل الزيت والسمن نتيجة قلة الإفراجات خلال الأشهر الماضية.
وأضاف أن أسعار الشركات المعلنة خلال شهر يناير أعلى من نظيرتها فى ديسمبر، ضاربا المثال بعلبة السمن زنة 11 كيلو والتى سجلت 531 جنيها، مقارنة بـ 450 جنيها، وكرتونة زيت القلية بـ390 جنيها، مقارنة بـ 355 جنيها.
ويرى عصفور، أن الفترة المقبلة ستنخفض الأسعار مع استمرار الإفراجات عن الشحنات بالإضافة إلى العودة للعمل بمستندات التحصيل فى العمليات الاستيرادية.
وأضاف عصفور، أن الغرف التجارية ستقيم معارض استهلاكية بداية من الشهر الحالى لعرض جميع السلع بأسعار مخفضة بنسبة تصل إلى 30%، مشيرا إلى أن هذه المعارض ستساهم فى انخفاض الأسعار بالسوق الحرة خلال الشهر الحالى.
وكان زكريا الشافعى، رئيس شعبة الزيوت باتحاد الصناعات، قد قال لـ«الشروق» فى وقت سابق، إن ارتفاع أسعار الزيوت والسمن جاء نتيجة عدم توافر الدولار من قبل البنوك، ما أدى إلى ارتفاعه فى السوق الموازية وزيادة التكلفة على المصنع، مضيفا أنه مع بدء الإفراجات الجمركية وتوفير الدولار بالبنوك، ستنخفض الأسعار بالسوق المحلية خلال الفترة المقبلة، نتيجة زيادة المعروض.