أنا شاب فى الثلاثين من عمرى فى صحة جيدة لا أدخن ولا أشرب إلا الشاى أو الشاى الأخضر أعمل بإحدى شركات الاتصالات حيث تطول فترات عملى لما يقارب اثنتى عشرة ساعة يوميا. عانيت من نوبة إغماء مفاجئة دون أى مقدمات أرجعتها للإرهاق. بدأت أشعر بوخز فى منتصف الصدر يتكرر من آن لآخر بقسوة. أجريت كل الفحوصات اللازمة كتحاليل الدم ورسم القلب مع المجهود وصورة الأشعة فوق الصوتية كلها سليمة لكن طبيب الشركة نصحنى باللجوء لاستشارى أمراض قلب وإجراء قسطرة؟ هل هذا معقول حتى لو توفى والدى بالذبحة الصدرية؟ وما خطورة القسطرة؟
أحمد ــ بريد إلكترونى
<<< نعم. وهذا رأى صائب لطبيب حكيم. لم تذكر أى تفاصيل عن حالة الإغماء يمكننى أن أعزوها لسبب واضح. لكن الألم فى منتصف الصدر يجب التحقق من سببه خاصة مع تكراره. غياب السبب بعد كل وسائل الفحص الجيدة التى أجريتها لا ينفى بالطقع وجود قصور فى عمل الشرايين التاجية للقلب خاصة مع وجود العامل الوراثى (وفاة الوالد بالذبحة الصدرية).
فقد تكون كل النتائج سليمة ــ خاصة فى مثل عمرك ــ إلى أن يجرى الإنسان قسطرة تشخيصية تتيح رؤيا كاملة للشرايين وعلاقتها بعضلة القلب يمكن منها الحكم بدقة على كفاءتها.
أرجو ألا يزعجك كثيرا أننا نرى الآن عددا أكبر من حالات قصور الشرايين التاجية لدى الشباب. إن أكثر ما يدفعك للاطمئنان هو غياب العديد من عوامل الخطر المعروفة فى حالتك لذا فالإسراع بإجراء القسطرة التشخيصية أمر قد يحمل لقلبك الخبر اليقين إن شاء الله.
أما عن خطورة قسطرة القلب التشخيصية خاصة إذا أجراها طبيب متمرس فقد تصل إلى نسبة لا تذكر من احتمالات الخطر. وإن كان حدوث جلطة أثنائها أو جلطة فى مكان دخولها بعد الانتهاء منها أمرا واردا نسبة ضئيلة للغاية لا تتعدى ٢ فى الألف. أما الوفاة فأمر نادر الحدوث. العدوى أيضا يمكن أن تعد أحد مخاطر القسطرة فى المراكز التى تستخدم القسطرة الواحدة لأكثر من مريض بعد تعقيمها. استخدام القسطرة والتخلص منها مباشرة يتفادى حدوث العدوى. لذا يفضل أن تسأل أولا.
هناك أيضا خطر الحساسية للصبغة المستخدمة لكن الطبيعى أن الطبيب يجرى هذا الاختبار كروتين قبل البدء فى حقن جرعة الصبغة كاملة لتلوين الشرايين.