مع بداية عرض حلقاته.. مسلسل اتزان يكشف خبايا الاكتئاب الذهاني - بوابة الشروق
الجمعة 12 ديسمبر 2025 1:53 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما تقييمك لمجموعة المنتخب المصري في كأس العالم برفقة بلجيكا وإيران ونيوزيلندا؟

مع بداية عرض حلقاته.. مسلسل اتزان يكشف خبايا الاكتئاب الذهاني

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 3 نوفمبر 2022 - 7:23 م | آخر تحديث: الخميس 3 نوفمبر 2022 - 7:23 م

تسعى منصة "واتش إت" لتقديم مسلسلات قصيرة بالتعاون مع وجوه شباب سواء على مستوى التمثيل أو التأليف والإخراج.

 

ويتضح ذلك في الأعمال الأخيرة التي عرضت عليها، ومنها ما يعرض حالياً وهو مسلسل اتزان، بطولة صدقي صخر وركين سعد ونبيل عيسى وهاجر السراج، وتأليف تسبيح ماهر وسيد عمر وأشرف على السيناريو محمد ناير، والعمل الإخراج الأول للمخرج الشاب شادي عبدالسلام.

 

وتهتم المنصات بشكل كبير بتقديم أعمال عن الأمراض النفسية ونلاحظ ذلك في المسلسلات مؤخراً، مثل "ريفو" الذي عرض على ذات المنصة، و"الليلة واللي فيها" الذي عرض على منصة شاهد.

 

تدور أحداث مسلسل "اتزان" حول شخصية رحمة، شابة مضطربة نفسياً بعد وفاة والدها، وقد تعتقد مع الحلقة الأولى أن مرض رحمة هو صدمة نابعة من حزنها على والدها، ولكن خطوط الأحداث تكشف عن هلاوس شديدة تعاني منها البطلة بسبب ما مرت به في الطفولة مع والدها الذي كان يعاملها بقسوة.

 

ظهرت على شخصية رحمة عدة علامات تدل على مرضها النفسي، مما دفع أسرتها إلى اللجوء إلى طبيب متخصص، هلاوس سمعية وبصرية وكوابيس وحالة من النسيان لما يجري في حياتها اليومية أو الماضي، كما أنها ظلت لفترة لا تستطيع تذكر جزء مهم من حادث احتراق منزلها وهي طفلة، أي كانت تعاني من الاكتئاب الذهاني "Psychotic depression". 

 

واتبع مؤلفوا العمل أسلوب التشويق بشكل أساسي في اكتشاف مشكلة رحمة -الشخصية الرئيسية- بعد أن ظهرت الحلقة الأولى وكأنها لغز بها الكثير من التساؤلات عن الشخصية والمرض المصابة به وهل هو بسبب فقدان والدها أم بسبب مشكلة مع والدها أم سيطرة زوجها عليها، وغيرها من الأسئلة، واعتمد سيناريو العمل على التعريف بالشخصية وزيادة المعرفة عنها بشكل متسلسل درامياً منقسم على الحلقات جميعهاً، وكأن المشاهد في رحلة اكتشاف للشخصية في كل حلقة. 

 

وقال علي أبو شادي، الناقد السينمائي، في كتابه "سحر السينما": وظائف البناء الدرامي تزويد المتلقي بالمعرفة وكلما كثرت المعرفة التي تصل إليه كان العمل الفني أكثر قيمة وكلما كثرت اكتشافاته التي يحققها سواء عن النفس البشرية أو المجتمع أو عن العلاقات بين البشر كلما كان العمل الفني أكثر قيمة، وإذا كان الإنسان هو موضوع العمل الفني فإن الدراما بمفهومها الواسع هي تصادم الطباع المعبر عنه من خلال الفعل وينشأ الصراع نتيجة تصادم القوى المتعارضة، تصادم البشر والإرادات، وإذا استند تطور الصراع على الشخصيات المرسومة بوضوح فإن ذلك يعد عملاً فنياً جيداً"، وبإسقاط هذه التفاصيل على شخصيات مسلسل اتزان والتصاعد الدرامي بينهم نجد أن المؤلفين قد طبقوا هذه القاعدة بصورة جيدة، حيث يتصاعد الصراع بين رحمة وزوجها وطبيبها النفسي مع مرور الوقت بسبب محاولات كل طرف السيطرة عليها بدافع الحب، والخوف عليها، وهو ذاته مرر والدها في قسوته وتعامله معها بشدة أدت لتضخم مشكلتها النفسية. 

 

ووفق أحداث المسلسل، تعرضت رحمة للتمييز بينها وبين ابنة عمها الصغرى، وكانت تتعرض للعنف اللفظي والتعنيف من والدها، مما أدى لارتكابها جريمة في مرحلة الطفولة، وهذا الجانب النفسي يفسره الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي لـ"الشروق"، حيث قال: هناك ما يعرف بهرم الاحتياجات لدى جميع الأفراد منذ الطفولة، والقاعدة الأساسية لهذا الهرم تضم المأكل والمشرب والنوم والعاطفة، وعندما يتعامل أحد الوالدين بقسوة مع الطفل فهو بذلك يتسبب في هدم العاطفة الحسية لدى الطفل ويخلق إنسانا ناقما على المجتمع الذي ينشأ فيه أو الأشخاص الذي يقع في مقارنة معهم، أو يتم تفضيلهم عليه، لذلك موضوع المقارنة بين الأطفال أو التمييز ضدهم شئ خطير جداً، ربما حادثة الحرق التي حدثت في المسلسل مبالغ فيها درامياً طبقاً لرؤية المؤلف لكن الشئ الأساسي الناتج عن هذه المعاملة هو ولادة مشاعر الكراهية لدى الطفل، وربما يصاب هذا الشخص باكتئاب في المستقبل من البيئة التي يعيش فيها بسبب ما يسمى الحتمية النفسية، وهي تراكم مشاعر سلبية تجاه شء أو شخص ما بسبب ذكريات غير جيدة ترتبط بهذا الشئ أو الشخص وبالتالي ينمو الطفل ولديه تراكمات تجاه المسبب الأساسي للأذى الذي تعرض له". 

 

يذكر أن الحتمية النفسية، مبدأ تحليلي نادى به فرويد وكارين هورني مفاده أن السلوك الإنساني مسبب بأسباب حتمية تسبقه وأنه لا يحدث اعتباطاً لأن وراء كل سلوك مقدمات لها تأثير عليه، بحسب كتاب مبادئ العلاج النفسي. 

 

ومعاناة رحمة لم تقف عند مرحلة الطفولة بل استمرت معها بسبب تصرفات والدها وتحكمه بشكل كلي في حياتها، مما أدى إلى إصابتها بالاكتئاب الذهاني، وظهرت ملامحه على الشخصية من خلال ما اعتمدت الممثلة ركين سعد إبرازه مثل فقدان التركيز والنسيان والهلاوس المستمرة، ويتميز الاكتئاب الذهاني يتميز عن الاكتئابات الأخرى بواسطة هذه النقطة تحديداً وهي الهلاوس والضلالات، ويكون المزاج الرئيسي اكتئابا شرسا، ويشبه في هذا الشق نمط الفصام الوجداني، حيث يوجد علامات أخرى مثل اضطرابات في التفكير والوجدان، ويتميز أيضاً إما بالاهتياج الشديد أو بالاكتئاب وأحياناً فقط يكون هناك تبادل بين حالتي الهوس والاكتئاب في الاضطراب"، بحسب كتاب "التشخيص الإكلينيكي دليل الاختبار النفسي التشخيصي". 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك