علماء يكشفون: القارة القطبية الجنوبية كانت غابات مطيرة منذ ملايين السنين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:57 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

علماء يكشفون: القارة القطبية الجنوبية كانت غابات مطيرة منذ ملايين السنين

القارة القطبية الجنوبية كانت غابات مطيرة منذ ملايين السنين
القارة القطبية الجنوبية كانت غابات مطيرة منذ ملايين السنين
أدهم السيد
نشر في: السبت 4 أبريل 2020 - 10:29 ص | آخر تحديث: السبت 4 أبريل 2020 - 10:32 ص

يأتي ذكر القارة القطبية الجنوبية على الأذهان مصحوبا دائما بصور البطاريق وصحاري الجليد غير المنتهية، ولكن العلماء اكتشفوا حقيقة صادمة، وهي أن تلك القارة كانت مجموعة من الغابات المطيرة قبل 90 مليون عام، بينما تشير التنبؤات العلمية إلى أن استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري قد يعيد القارة القطبية لسابق عهدها قبل أن يطأها البشر.

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، عثر العلماء أسفل قاع المحيط المتجمد الجنوبي غرب قارة أنتارتيكا على دلالات أن تلك القارة كانت أرضا من الغابات المطيرة إبان العصر الطباشيري، الذي استمر ما بين 144 لـ66 مليون سنة مضت.

وقال العلماء، إن سبب تواجد الغابات في تلك المنطقة غير المتوقعة كان الارتفاع في درجات حرارة كوكب الأرض، ما أتاح حينها نمو الغابات والأعشاب على أرض القارة القطبية، بينما أشاروا إلى أن استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري وذوبان صفائح الجليد، قد يعيد القارة لنفس الشكل القديم لها.

ويقول البروفيسور يوهان كليجز، من جامعة "ألفريد ويجنر" الألمانية، والمشرف على الدراسة المنشورة في "جورنال أوف نيتشر"، إنه لم يتوقع أن درجات الحرارة كانت مرتفعة في ذلك العصر بتلك المستويات، مضيفا أن ذلك الاكتشاف يعطي لمحة عما قد يؤول إليه حال القارة القطبية إذا لم يتم تدارك مشكلة تغير المناخ.

وقام الفريق بالتنقيب تحت جزيرة الصنوبر غربي القطب الجنوبي (يقع هذا الموقع على بعد حوالي 2000 كيلومتر "1200 ميل" من القطب الجنوبي اليوم)، ولكن بالعصر الطباشيري كانت على مقربة مئات الكيلومترات فقط من القطب.

ويقول يوهان إن الفريق بدأ باستخدام حفار آلي للتنقيب في الجزيرة، ليجدوا بعد عدة أمتار تكوينات جليدية تعود لـ25 ألف سنة قبل الميلاد، وباستمرار الحفر 25 مترا إضافيا، ظهرت طبقة من الحجر الجيري عمرها 44 مليون عام، ولكنها لم تكن تجذب اهتمام الفريق.

وأضاف يوهان، أن الفريق بدأ يلاحظ تسرب جليد المحيط لمكان الحفر؛ ما شكل خطرا، لذا قرر الفريق حفر 3 أمتار إضافية، ومن ثم الإخلاء إذا لم يجدوا شيئا، ولكن تلك الأمتار حوت اكتشافا مذهلا من أرضية طينية عليها ما يشبه الفحم، وتلك الأرضية تربتها غنية بجذور النباتات وحبوب لقاح النبات والجراثيم، ليستدل أن تلك كانت غابات صنوبرية وأشجار سرخس، نمت في تلك المنطقة إبان العصر الطباشيري.

وقال يوهان، إن الأمر كان شبيها بأن يقوم أحدهم بأخذ عينة من تربة الغابة القريبة من منزله في أوروبا، ما زاد الأمر غرابة.

وذكر الفريق أنهم عثروا على 65 نوعا من النبات كانت تنمو بالمنطقة ما بين 90 و85 مليون سنة مضت بالقطب الجنوبي، مضيفين أن أنواع تلك الأشجار من السرخس أشبه ما تكون بالغابات الموجودة في شمال غربي نيوزلندا.

وقال يوهان، إن تحليل البكتيريات المستخرجة من تلك التربة أثبتت أن البحيرات الموجودة في ذلك العصر بالقطب الجنوبي كان متوسط درجات حرارتها يبلغ 20 درجة مئوية، ما يعني أن المنطقة كانت أدفأ من كثير من الدول الأوروبية بالعصر الحالي.

واستطرد يوهان، أن الفريق أجرى محاكاة حاسوبية لمعرفة طبيعة القطب الجنوبي إبان العصر الطباشيري، فظهر أنها لم تختلف عن وضعه الحالي، إذ كانت الشمس تغيب عنه 4 أشهر سنويا؛ ما يعني أن درجات الحرارة التي وصل لها القطب حينها كانت بسبب طفرة بكمية غاز ثاني أكسيد الكربون على كوكب الأرض، ما أدى لتدفئة الجو بغض النظر عن درجة حرارة الشمس، والذي نتج عنه حينها اختفاء صفائح الجليد عن القطب الجنوبي ونمو الغابات بدلا منه.

وقال بروفيسور الكيمياء العضوية الجيولوجية، جيمس بيندل، من جامعة بيرننجهام البريطانية، إنه إذا استمر استخدام البشر للوقود المسبب لغاز ثاني أكسيد الكربون، فمن المتوقع أن يكون ذلك حال القطب الجنوبي بداية القرن القادم.

وأضاف جيمس أنه بتلك الوتيرة من انبعاث ثاني أكسيد الكربون من الأنشطة البشرية، يتوقع بعد عشرات السنين أن تصبح نسبة الغاز الدافيء 1000 على مليون جزء في كوكب الأرض، وحينها سيختفي الجليد عن القارة القطبية.

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك