الجيش يحرر الشوارع الرئيسية بالإسكندرية.. ومواطني الشوارع الجانبية «غرقى» - بوابة الشروق
السبت 11 مايو 2024 8:29 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجيش يحرر الشوارع الرئيسية بالإسكندرية.. ومواطني الشوارع الجانبية «غرقى»

هدى الساعاتى ونشوى فاروق ودعاء جابر
نشر في: الخميس 5 نوفمبر 2015 - 2:12 م | آخر تحديث: الخميس 5 نوفمبر 2015 - 2:12 م

نجح أمس حتى فجر اليوم، أفراد قوات المنطقة الشمالية العسكرية وسيارات الشفط التي دفعت بها القوات المسلحة في شفط جميع المياه التي أغرقت شوارع الإسكندرية على الكورنيش وشوارع أبو قير، إلا أن المناطق العشوائية والشوارع الداخلية ظل مواطنوها غرقى في مستنقع.

وأكدت الدكتورة سعاد الخولي محافظ الأسكندرية بالإنابة، أمس خلال لقائها مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء أنه بجهود المحافظة وأجهزتها بالتعاون مع القوات المسلحة تم احتواء أزمة غرق الشوارع نتيجة سقوط الأمطار بكميات تفوق ما شهدته المحافظة أكتوبر الماضى.

وقالت الخولي، إن القوات المسلحة لعبت دور أساسي في حل أزمة تراكم مياه الأمطار التى انحسرت في شرق المحافظة، نتيجة عطل في محطة صرف صحي المنتزه.

وقامت الخولي، يرافقها العميد أحمد العزازي عزبة المطار وعزبة فتى، لمتابعة منسوب مياه الأمطار ومتابعة أعمال طلمبات الصرف الصحي، وتم شفط تراكمات مياه الأمطار التي دخلت للمنازل.

وأصدرت الخولي، توجيهاتها لقيادات الصرف الصحي بفتح المصبات البحرية بتسليك الشنايش من جديد وصيانتها وتغيير المتهالك منها، استعدادا لنوة المكنسة.

وشددت الخولي خلال اجتماع موسع مع قيادات الصرف الصحي بالإسكندرية، على توزيع السيارات الجديدة التي خصصتها وزارة الإسكان والمرافق على مختلف الأحياء مع مراعاة الأولوية للمناطق المنخفضة التي تتجمع فيها مياه الأمطار.

وتلقت شرطة النجدة بالإسكندرية، بلاغًا يفيد بنشوب حريق هائل داخل محل ملابس، كائن بمنطقة صفية زغلول، بمحطة الرمل، بدائرة قسم شرطة العطارين، وبالانتقال تم السيطرة على النيران وإخمادها. تبين أن سبب اشتعال النيران هو حدوث ماس كهربائي بالدوائر الكهربائية الموصلة بالمحل من جراء اختراق مياه الأمطار الشديدة لها، ولم يسفر الحادث عن حدوث إصابات بشرية.

وفي سياق متصل، حاول اللواء أحمد حجازي، مدير أمن الإسكندرية ومساعد الوزير، من تخفيف حدة اليوم المنقضي على المواطنين السكندريين، حيث أمر ضباط الوحدات الشرطية بنزول مركباتها التابعة لوزارة الداخلية لنقل المواطنين بشارع أبو قير والمتوقفة فيه حركة المرور بسبب شدة الأمطار التي أغرقت الشوارع وتسببت في شلل تام في الحركة المرورية وأدت لتكدس سيارات المواطنين على جانبي الطريق.

ورصدت "الشروق"، أحوال مواطني العشوائيات، ومنهم عجوز يرقد على سريره الملقى خارج المنزل لا يشكي حاله إلا لله، وسيدات تقوم بملء المياه التي ملأت منازلهم بالدلو وتلقيها في الشارع الذي تحول لبحيرة كبيرة، ورجل يشكو بضاعته التي غرقت ويبكي على ضياع مصدر رزقه، وأطفال يقفون في مدخل منازلهم محاولين سد المياه عن الدخول إليهم من جديد، وشباب يقومون بتصريف المياه في الشوارع... جميعها مشاهد من داخل عزبة أبيس والمطار والقباري وغيرها من الأحياء العشوائية التي عاشت ليلة قاسية أمس بعد غرق منازلهم البسيطة بمياه الأمطار وتحولت جميعها لبحيرات كبيرة.

عزبة أبيس، واحدة من أكبر المناطق العشوائية بالإسكندرية التي يعيش سكانها تحت ظروف بيئية قاسية حيث يفتقدون أبسط حقوق المعيشة في وجود مركز طبي أو مدارس مؤهلة أو أعمدة إنارة بالشوارع وغيرها من الخدمات الغير موجودة بها، ليفاجأ أهالي المنطقة في النوة التي ضربت المحافظة منذ صباح أمس بغرق الشوارع والمنازل وعدم استطاعة الأهالي الخروج والدخول إليها، وبرغم صرخاتهم واستغاثاتهم لمحاولة إنقاذهم إلا أنها منطقة غائبة عن عيون المسؤولين ولا تحظى باهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي مما جعل عملية الإنقاذ تتم فقط بمساعدة سكانها.

أحمد فارح، أحد شباب المنطقة يشكو الحال باكياً من ضياع مصدر رزقه، لتعرض مشروع تربية الدواجن الخاص به للغرق وكذلك منزله، مؤكداً عدم وجود سيارة واحدة من شركة الصرف الصحي لسحب المياه بالمنطقة رغم الاستغاثات العديدة التي أرسلها الأهالي، قائلاً: "أحنا فعلا عشوائيات وعشان كده ملناش أولوية في الإنقاذ زي سكان الكورنيش".

أما عزبة المطار فقد عاش سكانها ليلة كاملة في انقطاع تام للكهرباء والمياه، وذلك بعد غرق أحد محطات الكهرباء بمياه الأمطار وقضى السكان يوما قاسيا في رحلة إنقاذ أثاث منازلهم البسيطة التي تدمر بالفعل من عملية الغرق، وجاءت أغلب نداءات أهالي المنطقة موجهة للرئيس السيسي بإنقاذهم من الموقف، قائلين: "مستني ايه عشان تنقذنا.. لما نموت.. أحنا انتخبناك عشان تكون لينا مش علينا.. هننام فين أحنا وولادنا ومين هيعوضنا".

وكان أهالي منطقة المطار، قد قاموا بقطع الطريق على خطوط السكة الحديد ما بين القاهرة والإسكندرية، كما قاموا أيضا بقطع الطريق السريع المؤدي للطريقين الدولي والزراعي بعد تجمهرهم على الطريق ووضع الكتل الخرسانية والحجارة، مطالبين بحضور سيارات الصرف الصحي لشفط المياه من منازلهم الغارقة وبمحاسبة المسؤولين عن غرق المنطقة وتركها أكثر من 10 ساعات، وعلى إثره توجهت بالفعل سيارات شفط المياه بعد أن غرقت المنطقة والمنازل بالفعل وضاع مصدر رزق كافة المحال التجارية بها ولم تتمكن من سحب المياه بالكامل.

فيما كان المشهد بمنطقة القباري أكثر صعوبة فلم يكن الغرق وحده هو الأزمة التي تعرض لها السكان ولكن تربة المنطقة الغير ممهدة أدت إلى غمر الأرض بالمياه، وكذلك انتشار أكوام القمامة أدى إلى طفوها على سطح المياه، مما جعل المياه المخلوطة بالقمامة تجوب أرجاء المنطقة وتعوم داخل وخارج المنازل.. المشهد الذي جعل سكان المنطقة يصرخون غضباً من عدم استطاعتهم السيطرة على الموقف، قائلين: إن سيارات شفط المياه لم تأتي للمنطقة من الأساس طوال اليوم، لافتين إلى أنه مع كل نوة شتاء تتعرض المنطقة للغرق.

أما منطقة المندرة وهي صاحبة الصور الأكثر انتشاراً علي صفحات الفيس بوك مع كل نوة شتاء تتعرض لها الإسكندرية، حيث تتحول المنطقة بداية من نفق المندرة وحتى المساكن الخلفية لمحطة القطار إلى بحيرة كبيرة تمنع المرور تماماً منها وإليها، وعلى الرغم من تكرار المشهد إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات لعلاج محطة الصرف الصحي. وقال سكان المنطقة إن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء للمنطقة في النوة الماضية جعلتهم يظنون أن المشكلة ستزول مثلما وعدهم خلال سماعه لشكواهم، حتي أتت النوة الحالية لتؤكد لهم أن الوعود وهمية، مؤكدين أن أهالي المنطقة هم أبطال عملية تصريف المياه.

أما منطقة كرموز والتي يوجد بها أكثر من ألفي عقار آيل للسقوط، وبالفعل سقط أحدهم مساء أمس وراح ضحيته سيدة مسنة، فقال الأهالي الذين ظلوا يصرخون فور وقوع الحادث الذي كان متوقع بالنسبة لهم، قائلين: "أحنا بنترعب أول ما الشتا يجئ ونكون قاعدين منتظرين الكارثة تقع عشان حد يحس بينا.. أحنا بيوتنا بتتهز وأحنا فيها وبتقع منها أجزاء فوق دماغنا، نروح فين ونقعد فين بأولادنا"، وأضاف الأهالي أن الحادث لم يكن الأول من نوعه ولن يكون الأخير حيث تتعرض المنطقة بشكل مستمر، قائلين: في كل نوة تغرق المنطقة لا تأتي أي من سيارات شفط المياه إليهم، معبرين عن سخطهم باعتبارهم "مواطنين درجة ثانية" في نظر المسؤولين – على حد وصفهم.

المشاهد والصرخات والاستغاثات والشكاوى لم تختلف كثيراً بأحياء زاوية عبد القادر والفلكي ومساكن الطوبجية وعزبة الصفيح ومنطقة اللبان وغيرهم من المناطق العشوائية التي يعيش سكانها في ظروف بيئية صعبة، ومع كل نوة شتاء يعاصرون مشاهد الموت والغرق دون التفات المسؤولين لإنقاذهم كغيرهم من الأحياء الراقية.

وقال الدكتور محمد عبد الصمد أمين مجلس علماء مصر، اليوم في تصريحات لـ "الشروق": مشكلة صرف مياه الأمطار المتراكمة يمكن حلها بواسطة عمل عدد من البحيرات الصناعية بالمناطق الزراعية من خلال خلال حفر تصفية بجوانب الطرق الرئيسية كالتي توجد بالكبارى وتوزع تلك المصافي على البحيرات لري الأراضي الزراعية.

ورأى عبد الصمد، أن الحل لأزمة غرق الإسكندرية يأتي بواسطة التخطيط العمراني وتوزيع مياه الأمطار، مؤكدا أن الحل المقترح بسيط ومناسب لكل المحافظات الساحلية وتستطيع أجهزة كل محافظة تنفيذه بأقل الإمكانيات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك