صرح مؤرخ ألماني، بأنه لا يرى في ألمانيا حاليا ظروفا مشابهة لـ "جمهورية فايمار" التي نشأت في ألمانيا في أوائل القرن الماضي وانتهت بصعود النازيين للحكم في عام 1933، وذلك بالنظر إلى نتائج الانتخابات المحلية في ولاية تورينجن شرقي ألمانيا منذ يومين.
وقال أندرياس فيرشينج، مدير معهد التاريخ المعاصر في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "على المرء الانتباه في النقاش الحالي، وليس أن يستبق ما سيحدث في النهاية"، واستدرك قائلا: "ولكن (جمهورية) فايمار تتيح إمكانية رؤية المخاطر التي من الممكن أن تحدث اليوم".
وأضاف فيرشينج: "الخطر يعد شللا للنظام البرلماني في ألمانيا... لكن لا يمكن التغلب على ذلك من خلال أن يتملق المحافظون حاليا لليمين المتطرف، مثلما حدث قديما مع حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني (الحزب النازي)، إذ أدى ذلك إلى كارثة. ويجب ألا يتملق الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر حاليا لحزب البديل من أجل ألمانيا (إيه إف دي) اليميني".
وأشار المؤرخ الألماني إلى أن حزب البديل يعد حزبا مناهضا لليبرالية ومناهضا للتعددية وللديمقراطية، وقال: "إنه يجسد ‘تطرف الوسط‘ ويشبه بذلك الحزب النازي".
يذكر أنه تم انتخاب السياسي بالحزب الديمقراطي الحر توماس كمريش أول أمس الأربعاء بأصوات الديمقراطيين الأحرار والحزب المسيحي الديمقراطي وكذلك حزب البديل لتولي منصب رئيس حكومة ولاية تورينجن.
ولكن كمريش استقال أمس الخميس بعد يوم واحد من توليه المنصب، وذلك بعد سيل من الاحتجاجات التي وُجهت للحزب الديمقراطي الحر الذي وافق على تصعيد كمريش رئيسا لوزراء الولاية بالاعتماد على أصوات حزب البديل اليميني.
وأعلن كريستيان ليندنر، زعيم الحزب الديمقراطي الحر، أمس عزمه عقد جلسة طارئة اليوم الجمعة لمجلس الحزب على المستوى الاتحادي من أجل بحث مسألة الثقة داخل قيادة الحزب بعدما حدث في الانتخابات المحلية في تورينجن.
وتابع المؤرخ الألماني: "الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر جعلا نفسيهما رهائن لدى حزب البديل. لا يمكنني تصور أن ذلك كان صدفة"، وحذر من المساواة بين حزب اليسار وحزب البديل.