في يومها العالمي.. المرأة تمتعت بمكانة كبيرة في فنون مصر القديمة - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 3:59 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في يومها العالمي.. المرأة تمتعت بمكانة كبيرة في فنون مصر القديمة

د ب أ
نشر في: الأحد 7 مارس 2021 - 2:31 م | آخر تحديث: الأحد 7 مارس 2021 - 2:31 م

حظيت المرأة المصرية بمكانة عظيمة عبر العصور، خاصة في العالم القديم الذي سبقت فيه بقية نساء الأمم في مكانتها، ووصلت لشغل شتى المناصب الرفيعة، حتى اعتلت كُرسي العرش وحكم البلاد في الكثير من فترات التاريخ المصري.

ويروى الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار المصري الأسبق، فى كتابه "ملكات مصر"، أن الحضارة المصرية القديمة تميزت عن باقي حضارات العالم بتنوع مظاهرها العلمية والفنية والأدبية والاجتماعية والسياسية، وأنه في ظل ذلك التميز والتنوع حظيت المرأة في مصر القديمة بمكانة لم تحظ بها امرأة أخرى في شتى المجتمعات والحضارات الإنسانية.

ويقول الدكتور محمد يحيي عويضة المدير العام لمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا، لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يحل في الثامن من مارس من كل عام، إن المرأة في مصر القديمة كانت بجانب سعيها لتتبوأ أعلى الدرجات وشغل أرفع المناصب، حريصة على الاهتمام بمظهرها وجمالها والظهور في أبهى صورة، فاكتسبت صفات عدة مثل سيدة الجمال والأناقة، لحرصها على ارتداء كل جميل مثل الكتان الأبيض، والباروكة وكل ما يُضفي على ملامحها ومظهرها الجمال والأناقة.

ويضيف عويضة، أن أناقة وجمال المرأة في مصر القديمة، بجانب مكانتها المتميزة في المجتمع، جعلتها أيضا تحتل مكانة كبيرة في فنون مصر القديمة، وحظيت باهتمام وحرص الفنان المصري القديم على إبراز أناقة وجمال المرأة المصرية.

وأوضح أن ذلك ظهر جليا على جداريات ونقوش ورسوم مقبرة الملكة نفرتاري في منطقة وادى الملوك بجبانة طيبة القديمة، غربي مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، وفى مقبرة سنجم وزوجته، بمقابر دير المدينة، حيث كانت تلك المنطقة سكنا لفناني مصر القديمة، الذين عملوا على تشييد ونحت ونقش ورسم جداريات ومنحوتات وتماثيل مئات المقابر وعشرات المعابد التي شيدها ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة في صخور جبل القرنة وأوديته في غرب طيبة القديمة "الأقصر حاليا"، موضحا أن الرسوم والمناظر تظهر سنجم وزوجته وهما يعملان سوياً في حرث وزراعة أحد حقول الجنة.

وبحسب عويضة، فإن معظم التماثيل في المعابد والمقاصير المصرية القديمة، تظهر فيها المرأة في تماثيل منفردة وهيئة متساوية مع الرجل، وأما في المناظر التي تُزين مقابر النبلاء وترسم صور الحياة اليومية في مصر القديمة، فإن المرأة تظهر بجوار زوجها خلال رحلات الصيد وهي في كامل زينتها وأناقتها.

ويقول الأثري المصري علي رضا مدير منطقة آثار وادي الملوك غربي الأقصر، لـ"د.ب.أ"، إن تعدد المناظر والتماثيل التي تجسد صورة المرأة في مصر القديمة، لفتت أنظار الآثاريين وعلماء المصريات الذين تناولوها في الكثير من المؤلفات، والتي يأتي في مقدمتها كتاب "وليم هـ . بيك" المعنون بـ"فن الرسم في مصر القديمة"، وكتاب "المناظر المصورة على تماثيل الأفراد حتى نهاية الأسرة الخامسة والعشرين " للدكتور نشأت الزهري.

ولفت إلى الكثير من الكتب التي رصدت العديد من المناظر التي أكدت اهتمام الفنان المصري القديم بالمرأة، واحتل التعبير عن جمال ورشاقة وجسم المرأة المرتبة الثانية في اهتمامات الفنان المصري القديم.

ويشير رضا، إلى أن المعايير الجمالية لجسم المرأة الرشيقة الجذابة تتمثل في القوام النحيل الممشوق، التي لها "ثديان صغيران وردفان خفيفان غير ممتلئين وعينان واسعتان لوزيتا الشكل والتلوين وملامح لطيفة".

ولفت إلى أن جسد المرأة العاري لم يكن موضوعا شائعا في الفن المصري القديم، لكن برغم ذلك كان الفنان المصري القديم، قادرا على إبراز تفاصيل الجسم الأنثوي من تحت الملابس الشفافة المصنوعة من قماش شفاف، أو من خلال ملابس محبوكة تبرز تلك التفاصيل بدقة.

وتنوعت المناظر، بحسب الأثري رضا، التي تتناول المرأة في مصر القديمة، وهي مناظر تنتشر في المقابر والمعابد المصرية القديمة في الأقصر والمنيا وغيرها، وفي الكثير من متاحف العالم، مثل صورة المرأة التي تمتطي حصانا، والتي ترجع لعصر الرعامسة، ويقال إنها موجودة في متحف فيتزويليام بكامبردج في إنجلترا، وهي تعد من الصور النادرة؛ نظراً لأن مناظر راكبي الخيول لم تكن مألوفة في الفن المصري القديم.

وكان للأم والزوجة ظهورا قويا في أعمال فناني مصر القديمة، مثل الملكات والأميرات، وذلك لما لعبته الأم من دور عظيم في مصر القديمة، بجانب الزوجة التي كانت كائنا بشرياً له حقوق كاملة على الأرض وفى الطقوس الجنائزية أيضاً.

وتواصل اهتمام الفنان المصري القديم بالمرأة، منذ فجر الحضارة المصرية، وحتى العثور على لوحات وجوه الفيوم التي ظهرت في الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد، والقرن الثاني الميلادي، وهي بحسب علماء المصريات، من روائع الفن المصري القديم، التي تظهر أناقة وجمال المرأة المصرية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك